عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 06:44
المحور:
الادب والفن
متاهة
رجلٌ يتسلقُ سلما ، وهو يحملُ على كتفيه سلما يتسلقه رجلٌ آخر .
عند نهاية كل سلم سلالم اخرى ، وهناك رجالٌ يتسلقونها ، وعلى أكتافهم سلالم .
السلالم تؤدي الى سلالم : متاهة تنفتح على متاهة ،
والأملُ هو العثرات .
زهرة عباد الشمس
من الشاشة تخرجُ امرأة ظلتْ ، طوال الفلم ، تبحثُ عن رجل ذهب الى الحرب ، ولم يعد . على زجـاج نوافـذ قطارات ، أقلتْ جنودا فيما مضى ، كتبتْ له رسائل حـب ، لم تصله قـط ، فـفي كل محطة هناك امرأة تكتبُ رسائلها على زجاج النوافذ أيضا ، الى أن تعطلتْ الحربُ ، وتوقفتْ القطاراتُ .
المُخرج والقـدرُ تآمرا عليها ، فقـد أعـدا لها اُناسا لايجيدون سوى تحريك رؤوسهم : هاهـي تسيل
في صحـن ذكرياتها مـثل دمعة . هاهـي تـدخـن أحـلامها ، ثم تسعـل فـتريـق السـراب : إنها أكثـر وحـشية من طفل يسمع ، في المرآة ، زقـزقـة المطر . إنها أكثر نحـولا من عود الثقـاب ، مع ذلك
فهي تشتعل : هاهي تقطع الشوارع ، جيئة وذهابا ، رافعة صورته ، هاهي ..
وعندما يئستْ التفتتْ الى الصالة ، نحونا : نحن الذين كنا ننظر الى امرأة طردتْ الليلَ ومباهجه .
تصفـّحتْ وجـوهنا واحدا واحدا ، وعند وجهي توقّفتْ : خرجـتْ من الشاشة مذعورة ، وصاحت بي بلوعة : أأنتَ هنا ، وأنا أبحث عن اسمكَ في قوائم القتلى ؟!
القصيدة تعتمد ، بشكل ما ، على شريط سينمائي يحمل نفس العنوان .
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟