أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - أمسية مظفر النواب














المزيد.....

أمسية مظفر النواب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


لم تكن أمسية مظفر النواب الشاعر العراقي المحبوب من قبل اليسار الإجتماعي في الوطن العربي بنفس المستوى المطلوب والذي كان عليه قبل ثلاثين عاما وكان مقدمه ومدير الأمسية الشعرية بكلامه النثري أكثر شاعرية منه على الإطلاق.

وقد إبتدأ الشاعر مظفر النواب أمسيته بعبارات صوفية مبتذلة جدا عن الله ونخل العراق ودجلة والفرات ولم يكن إسلوبه إسلوبا مباشرا لقلوب الجماهير حتى أنني لاحظت أن الناس كانت تصفق له فقط في الفترة التي يتوقف بها عن الكلام وكانت حركاته الإيحائية تعبر فقط عن إنسان عادي ومأزوم نفسيا وثقافيا .
وإن عشقي لشعر مظفر النواب لا يبلغه أي شاعر آخر في نفسي وطردت مرة من إحدى الحصص المدرسية لأنني كنت أقرأ له أثناء وقوف أستاذ المدرسة وهو يؤدي واجبه الدراسي حيث كنت أنا أقرأ شعره في صمت بيني وبين نفسي من على ورقة خارجية .

ولست وحدي الذي يعشق شعر مظفر النواب فمن الممكن أن أكون أقل الناس عشقا له .

وكانت الأمسية في مرافقة موسيقية لعزف إنفرادي على آلة العود وكانت الآلة تشكل بالنسبة لي نوعا من الصخب وليس المتعة .

ومظفر النواب شاعر حساس جدا ويبدو أن قلبه كبير جدا ينبع حنانا ورقة وشاعرية تماما مثلما ينبع الفرات بالماء .
ولو قرأ مظفر النواب قصيدة إعزاز لكانت الأمسية أكثر جاذبية ولو قرأ مظفر النواب قصيدة :
مرينا بيكم حمد وحنا بقطار الليل
وسمعنا دق إقهوه إو شمينا ريحة هيل .
فعلا لو قرأها مظفر لكانت الأمسية أكثر حساسية من الشعر الذي قرأه وإن الإسلوب الذي كتب به هو إسلوب حديث جدا لا يتناسب مع طروحات مظفر النواب .
فالشعر الحديث الذي يميل إلى عدم المباشرة في التعبير غريب جدا عن إسلوب السمّيعة الذين كانوا يستمعون إليه فالسمّيعة كانت غالبيتها سمّيعة تميل إلى تعابير الوجه المباشرة ويكرهون الشعر الذي أصبح مثل الألغاز كي تفهمه بدليل :
أن الشاعر مظفر النواب كان قد قطع قصيدة شعبية في اللهجة العراقية المحكية ليلقي جزءا من قصيدة وتريات ليلية فعندما قال :
القدس عروس عروبتكم ...إلخ هبت الجماهير المستمعة رافعة أيديها ورؤسها طربا للقصيدة بينما كانوا يستمعون قبلها وهم يلوكون اللبان في أفواههم ولم تكن غالبية السمّيعة تطرب للقصائد التي ذكرها في البداية إلا ما ندر منها.

لقد تخلى مظفر النواب عن شعبيته وتأثيره في الناس ويبدو أن الأيام قد أفسدت عقله بحمل تواشيح صوفية يحتاج سامعها إلى محلل خطوط كي يفهمها لقد كانت لمظفر النواب شعبية عارمة ليس في العراق وحده بل وفي الأردن وكل الدول العربية وأنا لا أطالب مظفر بالعودة إلى الإسلوب الثوري والبندقية ولكنني أطالبه بالعودة إلى جمهوره الذي أحبه من خلال حديثه عن آلامهم وأوجاعهم .
مظفر النواب شاعر لا يشق له غبار وهو حساس جدا بقضايا أمته وخصوصا في نهاية الأمسية حيث خرج عن الخط الجديد وقرأ مقطوعتين واحدة من حمد والثانية وتريات ليلية وقد قرأها غيبا لانه يحبهما بينما قرأ شعره الجديد من الديوان مباشرة وأحيانا من على ورق خارجي بدليل أنه لم يتمكن قلبه منهما كما هو متمكن من الماضي .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطاء في الإقتصاد الإسلامي
- المثقف العربي والإستعمار
- إستحالة فكرة الدولة القومية العربية
- المعارضة السياسية في الأردن
- أحبوننا مرة واحدة
- لوعة قلب على بحر الرمل
- مبروك: رزكار عقراوي و بيان صالح
- إسرائيل ليست عدوتنا !
- غدا عيد ميلاد
- عصر العمالقة
- أحلامي جريئة
- ب 99 دينار أردني!
- كلب إلباشا باشا
- الكلمة الحرة والكلمة المستبدة
- القادة العرب
- أدب الطغاة
- الديمقراطية للإنتهازيين وحياتنا جافة
- مجتمع الماركسيين
- رسالة إلى كتاب الحوار المتمدن
- المجتمع المدني العراقي 1


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - أمسية مظفر النواب