أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - ب 99 دينار أردني!














المزيد.....

ب 99 دينار أردني!


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخلي الشهري 99 دينار أردني , وهو أعلى دخل شهري لمثقف ديمقراطي مثلي يعيش بدولة ديمقراطية تحترم المثقفين والأدباء وتقيم لهم تماثيل من الحجارة بعد وفاتهم بمائة عام على أقل تقدير .

وب 99 دينار أردني أنفق منها كل شهر على النت والثقافة 30 دينار يبقى معي بعد ذلك 70 سبعون دينارا أنفق منها على الكهرباء 15 دينارا وعلى المياه المقطوعة 10 عشر دنانير علما أن المياه في بيتي شبه مقطوعة لأنها لا تصعد إلى السطح على الإطلاق .

ويتبقى معي بعد ذلك 45 خمسة وأربعون دينارا 45 أنفق منها على حليب الأطفال والفوط 30 دينارا يتبقى معي بعد ذلك 15 خمسة عشر دينارا لأعيش بهن برفاهية أنا وزوجتي وثلاثة أولاد.

ب 99 دينار أردني يا رئيس الحكومة الأردنية أعيش وأنا قانع وهادىء ولا أحرك ساكنا ولا أرفع صوتي ومؤدب جدا جدا جدا لدرجة أنني أصبحت أحتقر نفسي وأكن لها العداوة والبغظاء علما أن غيري يعيش ب 1000 دينار شهري وهو يسب رئيس الحكومة ويلعن بالنظام ويتآمر على وطني الذي وهبه هذا الدخل ووهبني دخلي ب 99 دينار أردني أنا وطني جدا جدا وغيري ب 1000 و 2000 يتآمر علينا ويسبنا وهو في عقر دارنا ويفتح علينا النار بكل الإتجاهات ويدعي أنه وطني علما أنه يأكل الربى ويأكل حقوق الناس .

ب 99 دينار أردني يرضع أولادي الوطنية مثل حليب السباع ويغنون للوطن في كل يوم أغنية ويحملون شعاراته الوطنية على صدورهم نياشينا وأوسمة وميداليات ذهبية وفضية ويحرقون مصروفهم اليومي وهم يشترون ألوانا كي يرسموا بها للوطن خارطة ذهبية ويلونون العلم الأردني بألوان زاهية تزهوا بنفوسهم مثل دم الشهداء ويكتبون قصيدة للأرض وللسماء ويحفظون أناشيدا أعجز أنا عن حفظها رغم أنني أدعي الذكاء وقوة الحفظ .

فقط ب 99 دينار أردني يا رئيس الحكومة أمارس الديمقراطية وأنشر السلام وأنادي بإقامة مؤسسات مدنية .

و ب 99دينار أردني وصل صوتي إلى الدينمارك وأوروبا الشرقية والغربية والخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية وكتبت عن وطني ونشرت أحلى القصائد :قصيدة للعلم وقصيدة للحب وقصيدة للصيف والشتاء وللحبيبة وللمعشوقة وللصحيفة البائسة وللبطالة المقنعة وللمتجرين بأجساد الأردنيين ولأعداء الأردن وأعداء الحرية والديمقراطية ولأعداء دولة القانون والمؤسسات المدنية ونثرت في الشوارع كلماتي وعادت لي منظومة شعرا وقلائد ذهبية .
وب 99 دينار أردني لم أفكر بخيانة الوطن ولم أسمح لأحد بأن يستبيح حماه وهاجمت الصيادين الذين يصطادون بالمياه العكره.

و ب 99 دينار أردني أحببت الأردنيين والفلسطينيين والعراقيين وكل زائر إلأى وطني ولم أحكي لأحد منهم عن قصة بطش الحيتان في إربد وعمان ولم أحكي لأحد عن سهري ودموعي كان وطني يمنعني وكبريائي يمنعني وحبي للسلام يمنعني ولم أنشر فضيحة واحدة أرتكبت بحقي سواء أكانت عن قصد أو عن غير قصد .

وب 99 دينار أردني لم أكذب على صاحب محل تجاري أو صاحب بقالة أو صاحب سوبر ماركت ولم أستلف من أي بنك أي قرض سواء أكان حسنا أو غير حسن ولم أكذب على الناس ولم أخلط الزيت مع الماء وب 99 دينار أردني أعيش دون أن أتسول أو أريق دما أو أن أريق ماء وجهي .

وب 99 دينار أردني أستقبل شهر رمضان وأستقبل العيد وفصل الشتاء وغلاء الكاز وغلاء المعيشة وأشتري للعيد ثيابا وهدايا للأطفال ولم أفكر بأن أدبر لوطني مكيدة واحدة أو أن أنشر عنه فضيحة أو مسبة واحدة .
ب 99 دينار أردني تجدني يا رئيس الحكومة ضاحكا مستبشرا خططا جديدة للتنمية ومكافحة الفقر والإرهاب والمديونية الخارجية .

- أنا لا أزاود على وطني ولا على الوطنيين ولكنني فعلا من أولي العزم كيف لم أصب بجلطة قلبية ؟وكيف لم أنصب ولم أسرق ولم أفسد وطنيا ؟!
كيف مازالت دمائي أردنية؟!
وعيوني إربدية ؟!
وجبهتي عالية مثل جبال عمان والسلط؟
كيف ؟ حتى يدايا مازالت ساخنة مثل مياه الحمه الأردنية ؟!
كيف لي كل هذا ولم أفكر يوما بالسطوالمسلح على أي بنك أو أي محل صرافة !
علما أن الذين دخلهم الشهري الف 100والفين دينار أردني يفكرون في كل يوم بطريقة جديدة للثراء السريع فيسرقون وينهبون الناس عن طريق رفع الأسعار وصرف العملات الأجنبية .
هل كان أيوب صبورا جدا ؟!
لا أعتقد أنه كان يعيش ب 99 دينار أردني .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلب إلباشا باشا
- الكلمة الحرة والكلمة المستبدة
- القادة العرب
- أدب الطغاة
- الديمقراطية للإنتهازيين وحياتنا جافة
- مجتمع الماركسيين
- رسالة إلى كتاب الحوار المتمدن
- المجتمع المدني العراقي 1
- الديموقراطية الأردنية على ضوء الإنتخابات النيابية القادمة 20 ...
- موجز تاريخ البشرية حتى عصر العملة الذهبية
- مستقبل الإنتخابات النيابية في الأردن 2007م
- مشاهد كوميدية على خشبة الإنتخابات البلدية في الأردن2007
- لماذا الله؟
- السرعة والجمود في المجتمعات العربية
- إلقاء القبض على مثقف أردني بتهمة تعاطي الديمو قراطية
- مستقبل العلاقة بين الحكام العرب والشعب مع توضيح شكل العلاقة ...
- رسالة من يساري عربي إلى بعض العرب
- الإثارة والنقد في المجتمع العربي
- بين كل مسجد ومسجد مسجد ,وبين كل مؤسسة إجتماعية ومؤسسة إجتماع ...
- مثقف أردني يشهد على النظام الديكتاتوري


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - ب 99 دينار أردني!