أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - القادة العرب















المزيد.....

القادة العرب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 05:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدا الحزب السياسي في الوطن العربي بثوب ثقافي وأيديولوجي ويحترم الرأي والرأي الآخر وبعد صعوده للسلطة يتحول من أفكار ومبادىء إلى قنابل وإطلاق عيارات نارية على المارة بالشوارع ويقلق الناس بنشر غسيله ويصبح هو أيضا نظيف جدا جدا -من النظريات الإقتصادية والفكرية والفلسفية - مثل البلاط الصيني بعد الغسيل أو أنظف من الصيني بعد الغسيل .

القادة العرب موهوبون مواهب عديدة فهم فرسان وعمالقة وأساتذة وأطباء وفنانون ونحاتون وكتاب قصص طويلة وروايات متعددة الأجزاء فلا نجد في دولة عربية مواطن رسمي فعلا عنده مواهب كمواهب الرؤساء العرب لذلك عندنا قصور في مادة الفلسفة وعندنا نقص عام في الفنانين والمبدعين العرب وأكثر من 200مليون عربي لم يحصلوا حتى اليوم على كأس العالم في رياضة كرة القدم .

وكذلك أكثر من 200 مليون عربي لم يقدموا حتى اليوم نظرية سياسية أو إجتماعية منذ عصر إبن خلدون حتى اليوم فالنظريات السياسية ليس لها أي مبرر طالما أن سيادة الرئيس يفكر بدلا عن 250مليون عربي . بسرعة مليون جيجا في الثانية

ويبدأ أقرباء أصحاب الحزب السياسي بحملات تفتيش واسعة في بيوت المثقفين ليصادر الأقلام والأوراق والدفاتر ويستبدلها بالمسدسات ويقنع الآخرين برأيه في غرف مظلمة وزنازين وكرابيج وطلقات رشاشة وصليات الرشاش تقنع أكبر مفكر إجتماعي أنه عديم الفائدة وتافه ورديىء وليس له رأي سياسي أو ثقافي أو إجتماعي ويتحول أساتذة الجامعات من محاضراتهم في المكاتب إلى: الأحزاب كطلاب مستمعين فقط لا غير لرأي الأمين العام للحزب القطري الحاكم.
وسأل مرة طالب عراقي أستاذ في الجامعة يحاضر عن الإشتراكية قائلا:
لماذا لا تجري عندنا إنتخابات لرئاسة الجمهورية بعد أن تخلصنا من الحكم الملكي ؟لماذا لاتوجد عندنا إنتخابات رئاسية:؟
فأجاب أستاذ الجامعة :
طبعا لا يجوز ذلك لأنه لاتوجد في العراق أي شخصية موهوبة كموهبة السيد الرئيس في إدارة شؤن البلاد:قائدنا عظيم والله هو الذي منحه هذه الموهبة الفريدة كي يهدينا إلى الطريق .

كانت هذه القصة سنة 1984م وعلى ما أظن كان عدد سكان العراق في ذلك الوقت أكثر من 12 مليون نسمه وهذه الملايين طبعا ليس لها مواهب ولا حتى هنالك شخص موهوب كموهبة صدام في إدارة العراق .وبدون تعليق فعلا لا يوجد في العراق موهبة كموهبة صدام الذي أضاع نصف عمره في القتل والذبح والتشريد وملاحقة العراقيين إلى خارج العراق لا توجد فعلا موهبة دموية كهذه الموهبة .

وهذا الأمر هو الذي فتح النار على صدام حسين فلم يجد في يوم قيامته شخصا جريئا في العراق يدافع عنه ولم يجد مؤسسة مدنية لها تأثير سياسي لأنه هو الوحيد صاحب المواهب وحين سقط صاحب الموهبة والرسالة الخالدة لم يجد في كل العراق موهبة كموهبته تدافع عنه .


مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية من واجبها خدمة المجتمع المحلي بكل ما تملك من قوى وبرامج توعوية.
ولكن للأسف معظم رؤساء تلك المؤسسات يستغلونها فقط من أجل خدمتهم وحدهم .

ومعظم مؤسسات المجتمع المدني يديرها أشخاص لهم أهداف شخصية للوصول إلى السلطة والطخ بكل الإتجاهات لإسقاط معاونيهم قبل خصومهم فمعاوني رؤساء الأحزاب السياسية في الوطن العربي لهم برامج شخصية وأهم النقاط التي يرتكزون عليها : قتل المعاونين لهم والذين لديهم برامج خدماتية إجتماعية .
وأي حزب سياسي أو أي مؤسسة مدنية إجتماعية تكون في البداية ذات طروحات إنسانية تتعلق بمحاربة الجهل والتصدي لجيوب الفقر لمكافحة الفقر في عقر داره ولكن حينما يصل أصحاب تلك المؤسسات إلى مراكز صنع القرار يبدأون بالتكشير عن أنيابهم وإظهار فظاعتهم العقلية والسياسية فيبدأون بمحاربة أبناء وطنهم والعزيزين عليهم ويغلق أصحاب تلك المؤسسات طرق التفكير والحوار مع الأطراف الأخرى .

علما أنهم في البداية يكونون على أخلاق ديمقراطية عالية ينادون بالرأي والرأي الآخر وإحترام معتقدات الآخرين والتقليل من أهمية الإستبداد وإظهار روح التسامح مع الآخرين ولكنهم بعد أن يصلوا إلى السلطة تتحول مشاريعهم من مشاريع شعبية ديمقراطية إلى مشاريع عائلية فيبدأون بتقريب إبن العم وإبن الخال وإبن الأخت والعم نفسه والخال نفسه يكونون بدلا عن أصحاب الإمتيازات الفكرية .

لذلك ومن هذا المنطلق :تدار رحى المعركة والحرب في الشوارع والحارات بين أصحاب المؤسسات الحزبية ومعاونيه ويتبادلون إطلاق الرصاص ورشاشات المدافع بينهم وبين معاونيهم القدامى .
لذلك أيضا كانت كل محاولات الثوار وأصحاب الإنقلابات العسكرية تنجح بالإطاحة بالنظم القديمة ولكنها تفشل بعد ذلك في تقديم أي طرح علمي يهدف للإعداد لمجتمع مدني حديث.
ولننظر بعين ثاقبة إلى ثورة الضباط الأحرار عفوا أقصد الإنقلاب في مصر على يد عبد الناصر كيف فشل هذا الإنقلاب في تحريك الشارع الثقافي فغي القاهرة لقد كانت القاهرة أكثر وعيا وثقافة منها قبل الإنقلاب الذي قاده الضباط الأحرار في عهد حكومة الملك فاروق: لقد كان يخرج المثقفون من السجون والمعتقلات بكفالات مالية وعدلية ولكن بعد الإنقلاب كان يخرج المثقفون ومعهم أزمات قلبية وعقلية وعاهات جسدية .

وكذلك إنقلاب 14 تموز الذي قاده عبد الكريم قاسم وبرغم أن عبد الكريم قاسم كان صديقا للشيوعيين في العراق إلا أنه لم يستطع أن يقدم خلال أربع 4 سنين و6 أشهر أي برنامج تصحيحي من أجل بناء مجتمع مدني في العراق.
بل على العكس من ذلك إنتقلت المعركة وخرجت من حيز النطاق الإعلامي إلى حيز تبادل طلقات الرشاشات القاتلة في البصرة والموصل.

ومعظم الذين أتوا من بعده بمعاونة البعثيين ساروا على نفس النهج الذي إستنه لهم عبد الكريم قاسم فقتل الأصحاب أصحابهم كما حدث أيضا بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف ومن ثم حدث نفس الصدام مع أحمد حسن البكرولهذه الأسباب سار أيضا صدام حسين على نفس النهج الدموي للذين سبقوه في القتل والتصفيات الجسدية .

لذلك كان وما زال إنتاج مجتمع مدني حديث أمرا معقدا بكثير من سلاسل الإتهامات والخيانات مما دفع ببعض البعثيين الذين هربوا من سوريا إلى العراق أن يعرفوا العمل السياسي تعريفا يتطابق مع مؤسسات المافيات فقالوا جميعا السياسة أن تكون خائنا.

الزعماء يذهبون ويأتي غيرهم والبقاء للوطن وحده ويجب أن لا نحل ثاراتنا السياسية على حساب أوطاننا فنسيء إلى الورود الجميلة ونقطعها ونلعن مثقفيننا ونجردهم من كل شيء كي لا نضمن لهم الحياة الكريمة.
الوطن وحده للجميع والحزب لصاحب الحزب وليس لصاحب الأفكار ويبقى الحزب حزبا لصاحبه وأمينه العام ريثما يثبت العكس من ذلك .




























#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب الطغاة
- الديمقراطية للإنتهازيين وحياتنا جافة
- مجتمع الماركسيين
- رسالة إلى كتاب الحوار المتمدن
- المجتمع المدني العراقي 1
- الديموقراطية الأردنية على ضوء الإنتخابات النيابية القادمة 20 ...
- موجز تاريخ البشرية حتى عصر العملة الذهبية
- مستقبل الإنتخابات النيابية في الأردن 2007م
- مشاهد كوميدية على خشبة الإنتخابات البلدية في الأردن2007
- لماذا الله؟
- السرعة والجمود في المجتمعات العربية
- إلقاء القبض على مثقف أردني بتهمة تعاطي الديمو قراطية
- مستقبل العلاقة بين الحكام العرب والشعب مع توضيح شكل العلاقة ...
- رسالة من يساري عربي إلى بعض العرب
- الإثارة والنقد في المجتمع العربي
- بين كل مسجد ومسجد مسجد ,وبين كل مؤسسة إجتماعية ومؤسسة إجتماع ...
- مثقف أردني يشهد على النظام الديكتاتوري
- مثقف أردني يحكي قصة إظطهاده
- تجارة حرب الخليج
- حب وسموم


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - القادة العرب