أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - مثقف أردني يحكي قصة إظطهاده















المزيد.....

مثقف أردني يحكي قصة إظطهاده


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 11:22
المحور: سيرة ذاتية
    


من حقي أن أنشر صفحات مهمة من ذكرياتي والتي هي بالأصل ذكريات الشعب الأردني والعربي وهي ذكريات تعليم المقهورين , وذكريات العمال والشغيلة وهي أيضا شهادة رسمية على رجال عرفتهم في حياتي ورجال قرأت عنهم وتعلمت من أفكارهم .

وفي حياة الناس نواحي سلبية وإيجابية وكذلك في حياتي أنا فأخطائي في مذكراتي كثيرة ولكن الطغيان الذي وقع بحقي أكبر بكثير من حجم أخطاء أمة بكاملها . ويبدو لي أن وطنيتي وحماسي في بداية عمري كانت تهمة تلاحقني في وطني.

وكذلك حبي الكبير للحرية الفردية والشخصية والفكرية كانت تنغص على النشطاء الإسلاميين صفو حياتهم , وبدأت قصتي مع الحرية حينما دخلت جامعة اليرموك بتاريخ 10-10-1992م ففي هذا التاريخ تركت العمل في مدينة العقبة على الخليج الأردني وعدت لأعمل في عمان قرب مدينة الجبيهة ولكن العمل الحر وجمع المال لم يكونا توجهي في الحياة بل توجهي هو الثقافة والأدب وحب المعرفة فتقدمت بطلب إلتحاق وظيفي في جامعة اليرموك وقبلت فيها بظغط عشائري من أقربائي فبدأت الدوام في 10-10-1992.

وكانت وظيفتي عامل زراعي فكنت أعمل طوال اليوم وفي نهاية الدوام كنت أذهب إلى المكتبة لإستعارة الكتب كي أقرأها وكنت ملفتا جدا للنظر فلم يبقى موظف أو مدير دائرة إلا ويعرفني وكنت معروفا بعدد ما أقرأ من كتب .

ولا شك أنني كنت معجب بنفسي إعجاب نرجسي فلا يوجد موظف كبير أو صغير من الممكن أن يكون بحجم ثقافتي ففي خلال أول عام كنت قد كتبت عدة أبحاث في التاريخ والديانات هذا عدى المقالات في النقد الأدبي ولا أريد أن أتحدث عن كل العصر الذهبي الذي عشته في جامعة اليرموك ولكنني أريد هنا أن أفضح وأعري السلوكيات الإدارية بحق مثقف مثلي .

وكان مراقبو العمال والشغيلة يسألونني عن قراآتي فكنت أحاول أن أشرح ولكن يبدو أن هنالك خلل في الأسلاك التي تربط أجهزتهم العصبية بالمؤثرات الخارجية وكان الجميع يتحدث عن الكافر جهاد علاونه الذي يرفض أن يصوم ويصلي
.ويرفض ان يلتحق في الجامعة للدراسة الأكاديمية وكانت حجتي مقنعة لي وهي :
أنني لا أندمج مع المقررات أنا أقرأ فقط ما أحب ولا أحب أن تفرض عليّ قرآت كتلك التي كانت في أيام المدرسة .

أما من جهتي فقد كنت مؤمنا جدا بالإنسان الصادق والوطني وإنه لا فرق عند الله بين المسلم والمسيحي واليهودي والشيوعي فالله جميل يحب الجمال ولا يغفر للمؤمنين إذا كانوا عبيدا والإنسان العاقل بنظري لا ينظر للشكليات بل للجوهر جوهر الإنسان ولبه وعقله وكنت حينما أخلوا بنفسي وأفكر فيما يقال ويشاع حولي من إتهامات مرة بالكفر ومرة بالشيوعية كنت فعلا حينما أخلو إلى نفسي أقول :
إذا كان الإنسان العاقل لا يهتم بالشكليات الزائفة والمظهر فكيف برب هذا الكون الكبير أن يهتم هو أيضا بالشكليات ,لالالالاإن الله ينظر إلى قلوبنا وأفكارنا وعقولنا وبمدى قدرتنا على توفير السعادة والرضى للآخرين .

وكانت مثل هذه الأفكار أشيعها بين صفوف العمال والمؤمنين الدراويش وكانوا يستمعون لي بشغف كبير ولا شك أنني كنت مؤثرا جدا في نفوس المتعبين الذين يتلقون أزمات خانقة من رجال يصلون كثيرا ويصومون كثيرا بنفس الوقت الذي يظلمون به عباد الله .
وقد أطلق مدير دائرة الخدمات العامة في جامعة اليرموك حملة ضدي كان قد جند لها رؤساء الأقسام ورؤساء الأقسام جندوا لها المراقبين على العمال والشغيلة والمراقبين على العمال والشغيلة جندو لها العمال زملائي ....
ولم تكن هذه الحملة المغرظة ضدي سرية بل كانت علنية بلغني بها مدير شؤون العاملين بلسانه.قائلا :
إذا ما بدك إتقدم توجيهي وتدرس في الجامعه ما بدنياك فقلت له :
هذه حياتي الخاصة وأنا حر ولا أريد أن أدرس في الجامعة أنا لا أندمج مع المقررات المنهجية والأكاديمية أنا مثقف حر نعم حر .

وبهذا أصبحت شخصا مراقبا من الجميع بسبب معتقداتي الراسخة وحبي للحرية.
وكانت عدم تأدية الطقوس الدينية! كانت أكبر مبرر لحمل دعايات جديدة عني أو لتصديق أي دعاية مغرظة بحقي .
وبهذا كنت أتلقى إنذارات خطية وشفهية لأتفه الأسباب وإشعارت خطية وشفهية دون تشكيل لجان تحقيق قانونية يحضرها ممثل عني أو أنا شخصيا .
وبرغم ذلك كنت شخصا لا مباليا وشجاع جدا ولا تهمني تلك الإنذارات وكنت أقول في نفسي:
هي قرارات تعسفية وهجينة وحينما أفصل من عملي سوف أقوم برفع قضية عليهم أمام المحاكم المختصة .
وكان قد مضى على عملي أكثر من سنتين وأذكر أنني تلقيت في ربيع سنة 1994م إنذارا مفاده أنني أتحرش بالطالبات أي طالبات الجامعة جنسيا وكنت حينما سمعت الخبر إغتظت كثيرا وكنت غير مصدق له ولم تمض ساعة حتى إستلمت الإنذار خطيا بتاريخ 24- 4 -1994م
فتقدمت بشكوى رسمية لمدير شؤون العاملين ووعدني يومها أن ينقلني من دائرة الخدمات العامة وفعلا وبعد المراجعات الطويلة نقلت من دائرة الحدمات العامة إلى كلية الحجاوي للهندسة التطبيقية .

وعن كلية الحجاوي حدث يا صاحبي ولا حرج :
فلم يمض شهران على عملي بها حتى طلبني نائب العميد قائلا :
يا جهاد ليش جابوك علينا إحنا مش ناقصنا مشاكل .
فقلت له :أنا ما عملت أي شيء .
فقال:
إحنا بدنا نستنى حتى تعمل ‘نت واحد مشكلجي وبنات الكلية بشكن منك .
فقلت :
ما هي تهمتي :
قال تثير الحزازه بين العمال وإختلاق المشاكل بين رؤساء الأقسام ورئيس الديوان :
فقلت وهل قال ذلك رئيس الديوان .
قال: لا :
قلت:وكيف لك هذا :
قال :
ياجهاد شوف أنا عارف كلشي ونقلوك من دائرة الخدمات عشان عندك مشاكل كثيره وأنا حكيت مع رئيس قسمك بعدين هو حكالي .
قلت :
بس هذاك كان كله كذب مش صحيح عني .
فقال:
خلص روح على شغلك .
ومن وقتها والمشاكل قد أخذت ضدي سلوكا مغايرا فلم تفلح معهم الإتهامات بتقصيري في العمل فوجهوا لي تهمة التحرشات الجنسية الكاذبة وشرب الخمرة أثناء الدوام وهذا غير معقول .
وقد ناداني مرة مدير مكتب العميد وسألني :إبتشرب يا جهاد .
فقلت :
بشرب نعم بشرب هل هذا ممنوع أنا أشرب في وسط البلد ولا أشرب في وسط الجامعة .
فقال لي إقترب فلما دنوت منه قال :
لا لا فعلا صادق ريحتك طبيعيه خلص روح على شغلك .

من الناس القليل الذين كانوا مؤمنين بسلوكياتي الإخلاقية وكان بعضهم يقول عني أنني لو أصلي فقط فقط لو يصلي جهاد فإنه سيكون بمثابة أكبر شيخ أما السواد الأعظم من الموظفين الذين كانوا يسمعون عني ولا يعرفونني فإنهم كانوا يصدقون كل ما يقال عني من تحرشات جنسية علما أنني كنت في وقتها منتسب لحزب التقدم والعدالة وكنت أكتب في صحيفة الحزب وكنت أيضا منتسبا لأسرة الإبداع في المنتدى الثقافي وعضوا مؤسسا في منتدى الإبداع الثقافي ولم يشتكي مني أحد .
وكذلك كان سلوكي الإجتماعي بين الناس أيضا في خارج الدوام فلم يشتكي مني أحد على الإطلاق وكنت شخصا محبوبا ومازلت من قبل غالبية الناس والجماهير .

وكنت شابا وما زلت أقدس الحرية والعمل الإجتماعي ومحبا للثقافة وللعمل الثقافي .
وقد ذهبت مرة إلى مدير شؤون العاملين وقلت له :
بصراحه أنا شخص مظطهد وهنا في جامعة اليرموك مؤآمرة تدار ضدي فليس من المعقول أن يكون سلوكي في حارتنا مؤدبا وسلوكي هنا غير مؤدب لم تسجل ضدي في حارتنا أي قضية للتحرشات الجنسية فلماذا تسجل ضدي هنا مثل هذه الإتهامات ؟
فقال :
روح على رئيس الديوان وأنا راح أحكي معاه .
وفعلا ذهبت إلى رئيس الديوان فقال لي :
إالسكرتيرات أو بعظهن إنت بتحكي معاهن تلفونات معاكسات وبدأ يسرد لي قصص طويلة فعلا أنا لأول مرة أسمع بها.....إلخ
فذهبت إلى مكتبي مكتب عمال المكاتب الذي منه أنطلق لتوزيع البريد الرسمي في الجامعة.
ولم تمض ساعة حتى حصلت على إنذار خطي ونقل إلى المشاغل الهندسية .
هذا عدى التهديدات من خلال الإتصالت بي بالقتل والتصفية الجسدية إذا لم أغادر وأترك عملي .
وهذا عدى تحرشات العمال بي وقذف أدواتي الخاصة من النوافذ والشبابيك بدون سبب ومحاولة ضربي بالأيدي الخشنة وقد جلست كعادتي أبكي والدموع تهطل بغزارة من عيوني وقد تقدمت يوما بشكوى خطيه على عامل في كل يوم يحاول ضربي فكانت النتيجة أنه حصل على إشعار وأنا على إنذار رسمي وشديد اللهجة .
ومع ذلك بقيت شخصا لا مباليا أذهب للمكتبة وأستعير الكتب وأقرأ حين ذهابي إلى البيت أكثر من 8 ساعات في اليوم وبرغم كل الجراح والمعاناة والإتهامات لي بالتحرشات الجنسية برغم كل ذلك كنت نشيطا جدا أقرأ وأكتب ولا تفوتني محاضرة في الأدب أو السياسة في رابطة الكتاب إلا وأحضرها وأناقش وكنت سعيدا جدا لأنني مقهور جدا وكنت وما زلت أحسد نفسي وأتمنى للمحرومين من الدموع والإنفعالات أن يحصلوا منها على شيء وأن يتلذذوا بطعم الحرية .

حقا كانت فترة قاسية من عمري برغم أنها كانت العصر الذهبي لي لقد قرأت كثيرا مآت من الكتب الفلسفية عن الفلسفة اليونانية وكان غالبية الذين يعرفونني حق المعرفة يتمنون لأبنائهم حياتي غير أنهم كانوا يعيبون عليّ عدم رغبتي في الدراسة الأكاديمية .

وفي مرات عدة كانت تشكل لي لجان تحقيق بناءا على طلبي ولكنني أثناء التحقيق كنت أطلب سحب الشكوى لأنها كانت تصل إلى خلق مشكلات مفتعلة ضدي ليس لها علاقة بالموضوع المقدم مني وكانت فعلا تخيفني كلمة تحرش جنسي وهي عندنا كمجتمع عربي محافظ ودجال وحقير تعتبر خطيرة ومظرة بأي رجل حتى وإن كانت كلها كذب فهي دعاية هدامة جدا وكانت لجنة التحقيق في كلية الحجاوي قد وافقت مرة على سحب الشكوى وإعطائي إنذار رسمي وهذه إزدواجية بالمعايير فكيف أتلقى إنذارا ولجنة التحقيق منحلة ؟
وتلقيت مرة إنذارا وأنا في دائرة الخدمات العامة علما أنني كنت غائبا عن العمل..
.والقصة لم تنتهي بعد.
وسأروي في الأيام القادمة قصة فصلي وطردي بدون شهود بعد فشل آخر لجنة تحقيق بتوجيه أي تهمة لي لأنني كنت أخذت التدابير فلم أكن أصل للدوام إلا قبل الموظفين بنصف ساعة وكنت أغادر بعدهم بنصف ساعة فهددونني بالتلفونات وبالتحرشات الجنسية والتصفية الجسدية....



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارة حرب الخليج
- حب وسموم
- غالي الثمن
- مثقف أردني يتحدث عن نفسه
- الشيوخ يزدادون ثراءا والمثقفون يزدادون جوعا
- الديانات السماوية
- فقدان البكاره موضوع تافه
- إنهم يتآمرون على العمال والشغيله
- إهداء إلى الزميله ماغي خوري
- الإعجاز القرآني
- الانسان يجهل حقيقته
- بدأوا حياتهم بخيانة وإنتهت بخيانة
- الأدب العربي الكاذب
- التمثيل الثقافي
- أدباء أحرقوا كتبهم
- أحب وأكره وأعشق
- المسلمون يكذبون على الله
- الصحافة الكثيرة الأدب
- الشاعر محمد الحيفاوي1
- صحيفة الحوار المتمدن صحيفة قليلة الأدب


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - مثقف أردني يحكي قصة إظطهاده