أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - بدأوا حياتهم بخيانة وإنتهت بخيانة















المزيد.....

بدأوا حياتهم بخيانة وإنتهت بخيانة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحكى أن رجلا كان لديه أربعون جملا يعملن لديه في أعمال نقل المؤن التجارية والماء لبيعه للناس في إحدى المدن القديمة وقد كن يعملن الجمال لصالح سيدهن على طول الطريق المؤدي إلى خدمة سيدهن وكن يتعبن من ثقل الأحمال والأوزار ولم يكن لديهن وقت للإستراحة أو شرب الماء وكن مطيعات لسيدهن طاعة عمياء .
وقد ورث سيدهن هذه الجمال من أبيه بالوراثة القسرية وكان لا يقل وقاحة عن أبيه المعتوه سياسيا وإجتماعيا وكان وقحا للغاية مع الجمال .
ومما كان يثير حفيظة الجمال هو الحمار الذي وظفه وإشتراه سيد الجمال كي يقود الجمال كل ليلة من مزرعته إلى بيته ومن قرية إلى قرية وكان الحمار مطيعا لسيده طاعة عمياء علما أنه لم يكن أكثر فهما وإدراكا من الجمال .

وهذا الشيء كان ينغص على الجمال نومهن وعملهن ولم يكن للجمال حديث غير حديث الحمار الذي يقودهن .
ومن أخطاء الحمار الكثيرة جدا أنه كان يخرج على الجمال ببرامج تصحيحية كلما شعر أن الجمال متعبات من عبء العمل والضرائب المفروضة عليهن وكانت كل مقترحاته تؤدي بالنهاية إلى عصيان مدني وشيك الوقوع والحدوث وكان السيد سيد الجمال والحمارطبعا كلما أحس بهذه المضايقات يذهب إلى الجمال ويضع الحق واللوم على الحمار وبالتالي كان يقوم بعملية توظيف جديدة لحمار آخر كي يهدأ من روع وغضب الجمال عليه وماذا كانت النتيجة أو ماذا كانت النتائج في كل مره ؟

كانت النتائج إستبدال حمار قليل الفهم والحس والمشاعر بحمار أقل فهما من سلفه أما كل حمار قديم فكان يكافء بزريبة له يعيش فيها طبعا على حساب كد وتعب باقي الجمال .
وهكذا كانت وما زالت الحمير تعيش على حساب الجمال التي تتعب ويذهب فائض عملها من أجل ترفيه الحمير المتقاعدة أو المتقاعسة عن العمل .

وكانت الحمير التي ترث قيادة الجمال لا تقبل بالرأي والرأي الآخر من الجمال وكانت تضرب عرض الحائط بكل ما تقترحه الجمال من برامج تصحيحية.
وفي يوم من الأيام حاول صاحب الحمير والجمال من تبرئة الجميع من بعضهم البعض فتقدم بإعلان دعوة عامة لكل من الحمير والجمال وقد حضر الجميع فتكلم سيد الحمير والجمال فيهم قائلا :
أيتها الجمال المتعبة من كثرة الأحمال وأخطاء الحمير قررت اليوم أن أريحكن من العمل والكد والتعب وأطلب منكن أن تسامحنني على ما قسوت به عليكن طيلة خدمتكن لي وللحمير .
فردت الجمال قائلة:
نسامحك على كل التعب الذي تعرضنا له في الصيف الحار وفي البرد الشديد ولكننا لن نسامحك على خطىء واحد , وهو :
أننا طيلة عمرنا لم تكن تقدنا إلا ألحمير العديمة الفهم .
*****************************************
هذه قصة سمعتها في صغري من رجل طاعن في السن ويبدو أن وقاحة بعض الأسياد كانت ناتجة عن كونهم إستمدوا شرعية حكمهم من الأنظمة الإستبدادية التي لا تكون مدعمة برؤيا شعبية ديمقراطية وبدون مجاملة لأحد :الوقاحة وقلة أدب بعض الحكام العرب كانت ناتجة عن كونهم إستلموا أمور حكمهم بالغصب والإكراه والثورات الديكتاتورية وأطلقوا عليها إسم حركات تصحيحية ويبدو أن وقاحتهم تجعلهم غير مؤدبين أمام الشعب وليس للشعب أي قيمة تذكر .

كان الحكم الإستبدادي هو الممول الشرعي لمثل تلك القصص والتي تتشابه في رمزيتها مع أدب كليلة ودمنة ومع أدب :الإمتاع والموآنسة لأبي حيان التوحيدي وكذلك مع رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا والتي كانت المرجع الأصيل لقصة :مزرعة الحيوانات للقاص الروائي :جورج أوريل .
إن الوقاحة سمة من سمات الحكام القدماء وبعض المعاصرين لأنهم في الأصل لا يصلون إلى سدة الحكم بالطرق الديمقراطية وإنما بالقتل والسلبطة والزعرنة وكثرة الموآمرات على الناس والشعب

والشعب الذي يسمح للحكام بأن يستلموا رقابهم غصبا وكرها وعنجهية حتما سوف يواجهون نفس مصير تلك الجمال مع سيدها اللعين والقليل الأدب معها ولو كانت طريقة حكم الجمال بإرادتها ألحرة لما كان وظف وإستعمل عليها حميرا تظلمها وتقتل بها حيوانيتها التي طبعت عليها .
ومن المعروف أن الجمل حيوان حقود في طبعه ومزاجه .
إن بعض المدراء العرب يستلمون طاقم كامل من الموظفين والعمال والشغيلة ليس بكفاءتهم ولكن بحجم المحسوبيات الكبيرة التي تقف من خلفهم وتدعمهم من أجل ظلم الناس والبطش بها .
بعض الحكام قليلوا الأدب والشعب المؤدب لا يقدر أن يواجه وقاحتهم بأدبه وحلمه بل يجب أن يخترعوا كتاب قليلي الأدب وصحافة قليلة الأدب والإحترام للمتعنجهين .
وإن غالبية الأوضاع المتردية وخصوصا في العراق الذبيح كانت بسبب إستلام زمره بعثية نظام الحكم بالعنجهية والصوت العالي وقلة الأدب والإحترام ولذلك من الضروري أن يكون نظام حكمهم نظاما تعسفيا وقهريا .

وكانت البدائل أمامهم مطروحة للتغير ولكنهم بسبب عنجهيتهم التي تعودوا عليها كانت تلك العنجهية تقتل بهم المروءة وتحيي بهم الخسة والنذالة فلا يحترمون الأقليات الفكرية والدينية فقط لأنهم أقلية لا حول لها ولا قوة .
وإن الله لم يعد كسابق عهده راضيا عن العبيد حين كانوا مؤمنين به فالله اليوم لايغفر للمؤمنين إذا كانوا عبيدا خانعين كالجمال والحمير السابقة الذكر .لقد تغيرت الحياة فعلا وأصبح للناس أهمية غير عادية .
والأهمية الغير عادية للناس والشعوب لا يقبل بها أولئك الذين يرثون حكم الناس بالقتل والموآمرات والتصفيات الجسدية وسرعان ما تعمل تلك الأنظمة السياسية فورا على إسقاط حتى المتعاونين مع تلك الأنظمة الفاسدة والمهترئة والأمثلة كثيرة من بينها :
أن الخليفة أبو جعفر المنصور قام بإخماد ثورة زمباس التي لولاها ما إستولى على الحكم من الأمويين .
وكذلك ورث إبنه الرشيد هذه الوقاحة عن أبيه وقام بقتل البرامكة حجة من أن خالد بن يحيي البرمكي تغزل بأخته العباسة علما أن يحيي بن خالد كان كثير السهر والشرب والسكر مع الرشيد .
والسبب الرئيسي هو أن البرامكة بدأوا يشعرون بقوتهم وقيمتهم غير العادية وهذا الأمر مزعج جدا للمتسلطين والمتجبرين في الأرض والمتكبرين الذين لا يرون إلا أنفسهم .
وإن حكم المستبد يشبه جدا قائد سياره مسرع وسكران لا يرى أمامه أحد إلا نفسه وطيشه فيصتدم بكل شيء وكذلك القائد الديكتاتوري :
لا يرى أحدا إلا نفسه وتجده غير متفق لا مع الإسلاميين ولا مع البعثيين أصدقاؤه ولا مع عائلته ولا مع الشيوعيين ولا مع الماركسيين وبكشف سري سريع على سجونه ومعتقلاته تجد بها كل الإتجاهات السياسية وهذا ليس منطقيا فليس من المعقول أن لا يتفق مع أحد , أليس كذلك ؟
لذلك تجد القائد الديكتاتور كقائد سياره مسرع وسكران يصطدم مع كل شيء حتى الإشارات الضوئية
وكذلك الحاكم المستبد يصطدم مع كل الناس حتى مع نفسه تجده متناقض جدا
ويمتاز الحكم الديكتاتوري عن الحكم اليمقراطي أن الحكم اليدكتاتوري مترهل إداريا لأنه يضع الرجل والإنسان المناسب في المكان غير المناسب بسبب العنجهية وبذلك تصاب دولته بهشاشة في هيكلها العظمي بعكس الحكم الديمقراطي الحر والمثال واضح في قصة الأربعين جمل والحمير

وكذلك ثورة جمال عبد الناصر أو جمال الديكتاتوريين وليس صحيحا أن ندعي عليها إسم الثورة والأصح أن نقول :إنقلاب عسكري عنجهي ليس ديمو قراطيا كافء به عبد الناصر كثيرا من أصدقاءه بالحبس والقتل وأدى إلى إنتحار صديقه : عبد الحكيم عامر .
وكل ذلك بسبب :
العنجهية أيضا لأن عبد الناصر لم يصل السلطة بطرق شرعية بل بالقتل والتصفيات الجسدية , وكذلك النظام البعثي السابق لم يحترم العيش والملح الذي قدمه له الشيوعيون بل سولت له نفسه بقتل وتصفية الشيوعيين وكانت النتيجة أنه هو أيضا قام بعزل أصدقاءه وتحول مشروعه من مشروع قومي إلى مشروع عائلي وراثي لم تكتب له أقدار الحرية والديمقراطية أن يصمد لربع قرن أو ما يزيد على ذلك .
إنها العنجهية فبألوقاحة صعدوا السلطة وبالوقاحة والعنجهية حكموا وبدأوا حياتهم بخيانة وإنتهت بخيانة



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب العربي الكاذب
- التمثيل الثقافي
- أدباء أحرقوا كتبهم
- أحب وأكره وأعشق
- المسلمون يكذبون على الله
- الصحافة الكثيرة الأدب
- الشاعر محمد الحيفاوي1
- صحيفة الحوار المتمدن صحيفة قليلة الأدب
- أساتذة الجامعات العرب
- العقاد 1889-1964
- الدولة الديمقراطية والدولة الديكتاتورية
- بناء المساجد
- ألأإسلام دين قمعي لا يقبل بالديمقراطية
- الحرية والإستبداد
- من ذكريات عامل في: الريف والمدينة
- غياب مؤسسات المجتمع المدني
- النظام العربي مناهظ للمجتمع المدني
- حبيبتي :إنصاف
- شخصيات غير عادية
- الإنسان: حيوان بن حيوان


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - بدأوا حياتهم بخيانة وإنتهت بخيانة