أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الحرية والإستبداد















المزيد.....

الحرية والإستبداد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي كان المستبدون يحكموننا كنا نجوع ويعتبر الفساد الكبير رزق من الله يهبه لمن يشاء من عباده بغير حساب وفواتير غير مدفوعة وكان ينتشر اللصوص في كل مكان في :الوزارات والقصور الجمهورية وفي البلديات والمجالس القروية والجامعات والمعاهد والكليات التخصصية والمستشفيات الحكومية والمدارس, فكان نزلاء المستشفيات يموتون من قلة توفر الأدوية والأسرّرة والكوادر الطبية ولم تكن تتوفر الأموال اللازمة لتوظيف كوادر طبية وإدارية جديدة وفي الجامعات كان عدد الإدارين 10 عشرة موظفين لكل عضو من أعضاء هيآت التدريس .

نحن نفترض هذا اليوم أن ينتشر الحكم الديمقراطي الحر والذي يقل به الفساد الكبير والصغير ففي ظل الحكم الإستبدادي الفردي لا يهتم الحاكم إلا بمحافظته على السلطة والحاكم المستبد يقوم بتجنيد الغوغاء والدهماء والزعران والبلطجية من أجل حماية مصالحه وكرسيه ويفوز في الإنتخابات الرئاسية بنسبة 99%من أصوات الشعب وبمقابل ذلك يقوم الزعران بسرقة قوت الشعب والغلابة والمساكين من أمثالنا ويسكت الحاكم عن الفساد الكبير ولا يتدخل به لأن هؤلاء الزعران عبارة عن بلطجية وميليشيات تلقي بحمايتها على كرسي رئيس الجمهورية .

وهذا النوع من التحالف بين الحاكم المستبد وأعوانه ناتج عن إشتراكهم جميعا في صنعة واحدة وهي صنعة الفساد ففي ظل الحكم الإستبدادي يجوع الشعب ويصاب بالفقر الفاحش وتصاب غالبية الحكام الإداريين والعسكريين بالثراء الفاحش وتنعدم التنمية الشاملة لأن التنتمية الشاملة ديمقراطية ونظام حكم جديد لا يتفق مع طروحات الحاكم المستبد :

ومن الدهشة المفرطة في ظل وجود الحاكم المستبد أن الوقاحة تلعب دورا كبيرا حتى أنها تصل بوقاحتها في التسلط على مشاعرنا ويكتب كتاب الأعمدة في الصحف في كل شي ء ماعدى :
الجنس
والدين
والسياسة
لذلك فمعظم كتابات كتّاب الأعمدة خالية من المحتوى وفارغة من الداخل والشعب لا يدري عن أي شيء ففي الحكم الإستبدادي :تنعدم إرادة الأقليات الدينية والسياسي ة والفكرية والفنية فكل هذه الأقليات في الحكم الإستبدادي من مصلحتها أن تندمج في إطار التنمية الشاملة والحكم الإستبدادي ليس من مصلحة أن يغير في إسلوب حكمه ولهذا ينتشر القمع السياسي والفكري وتهاجر العقول من موطنها الذي تكثر حول زهوره ووروده الأشواك التي تخنق رائحة الزهر الطيب.

في ظل حكم الفرد المستبد تكثر الأعمال الليلية والكذب والدعايات المغرظة بحق المثقفين وتطلق حملات كاذبة ومظللة لتكفيرهم وإخراجهم عن قواعد السلوك المعتادة فليس من مصلحة الحاكم المستبد أن تنتشر الأفكار الجديدة كونه هو شخصيا من عفن الماضي ويعشق التقليد واللباس القديم والبندقية والرصاص والتخويف وإرهاب الغلابة والمساكين من الشعب والجماهير لذلك يدعم الحاكم المستبد المؤسسات الدينية القديمة والمتعفنة وأصحاب اللحى والدشاديش القديمة والبالية ويحافظ على الوجهاء والمحاربين القدامى ويعزز بهم مفهوم التربية القديمة كي يورثوا الفساد لأبنائهم من بعدهم وبذلك يعيش الضعفاء فكريا وعقليا ويموت الأقوياء فكريا وسياسيا بفعل تكرار عوامل القهر ومحاصرتهم في لقمة الخبز.

في ظل الحكم الإستبدادي اللعين والحقير :
يقزّم الأبطال ويفقدون حيويتهم ولياقتهم الفكرية ويمشون في الشوارع لا ماء ولا مأوى يأويهم ويصبحوا نصابين ومحتالين على لقمة خبزهم وخبز أبنائهم ويصاب اللصوص الحقيقيون بالتخمة كقول الحطيئة لعمر بن الخطاب:
ماذا أقول لأطفال بذي مرخ
زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة
فاصفح عليك سلام الله يا :عمر

والشواهد كثيرة على الحكم الإستبدادي ولا يستطع الشعب العربي أن يصف بدقة الحكم الديمقراطي وذلك إلا من جرب طعمه وحلاوته:

ففي الحكم الديمقراطي الحر تتساوى الناس أمام القانون بالفرص والمنح ويطارد الديمقراطيون اللصوص لأن الديمقراطية أيظا إستثمار حر وتجارة وخصخصة لذلك فمن من مصلحة الدولة المستثمرة في الأرض والخامات والإنسان أن تحافظ على الإستقرار السياسي وتحارب السرقات الليلية ويحدد النسل بفعل الإمكانيات المتاحة وبدلا من بناء المدارس لإستيعاب ألأعداد الهائلة من الجيوش الطلابية يتم بدلا عن ذلك بفعل تحديد النسل التقليل من بناء المدارس وتزداد تحسين الخدمات الطبية لتشمل الفقراء وتزدهر الطبقة الوسطى التي تستهلك إنتاج المستثمرين وتتحسن ظروف التعليم وتتحسن المناهج الدراسية وتتخرج أجيالا جديدة تعلم الطلاب في المدارس على إحترام الرأي والرأي الآخر وينتشر الوعي السياسي الذي يحترم الأقليات الدينية والفكرية .

في ظل الحكم الديمقراطي يأخذ العمال والشغيلة أجرهم عن 8 ساعات عمل ويحصلون على عمل إظافي يزيد من مستوى دخلهم ويؤمنون طبيا ويعوضون عن فقدان أطرافهم وإنهيار شبابهم بفعل إنتشار مؤسسات الرعاية الإجتماعية والضمان الإجتماعي .

في ظل حكم الديمقراطية يعرف الحاكم حجمه الحقيقي ويعرف أنه ليس منزها عن الخطأ ويتقبل إنتقاد المعارضة للأخطاء وبالمناسبة المعارضة مؤسسة من مؤسسات الرقابة على الأداء الوظيفي المدني والحكومي فالحاكم الديمقراطي لا يستطيع لوحده أن يراقب أداء الحكومة وفي حال تبنيه الرقابة على الأداء الحكومي فأن ذلك يعتبر مكلفا والمعارضة تراقب الأداء الحكومي مجانا وتطوعا لخدمة مصالح الديمقراطية نفسها.

الحكم الديمقراطي معجزة من معجزات العصر والحكم الإستبدادي لا يساوي أي شيء وأن الشعب الذي يمشي خلف الحاكم المستبد شعب ضعيف ال‘رادة والتفكير والشعب الضعيف لا يستطيع أن يحمي الحاكم المستبد فإذا حرجت مظاهرة على الحاكم المستبد تخرج الشعوب الضعيفة خلف المظاهرات وهي لا تعلم أسبابها ويسقط الحاكم المستبد برأيه لأن الشعب ضعيف ولا يستطيع حمايته وبهذا يحمل النظام الإستبدادي بذرة فنائه في جيبه ولأنه لم يخلق شعبا قويا وإستمد حكمه من شعب ضعيف فإن هذا الشعب الضعيف لا يستطيع أن يمد للحاكم المستبد يد المساعدة في حالة وقوع الأزمات السياسية والإقتصادية ولا يجد يوم سقوطه مؤسسات مدنية وديمقراطية تدافع عنه وهذا ما حدث في العراق وفي أرجاء كثيرة من الوطن العربي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذكريات عامل في: الريف والمدينة
- غياب مؤسسات المجتمع المدني
- النظام العربي مناهظ للمجتمع المدني
- حبيبتي :إنصاف
- شخصيات غير عادية
- الإنسان: حيوان بن حيوان
- طز بالأقلام الجاهزة
- الطاغية :صلاح الدين الأيوبي
- المثقف السياسي
- عبادة الله
- الشعب: صاحب الجلالة
- العصف الذهني2
- العصف الذهني1
- مجتمعات الملح
- الثقافة القديمة
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الحرية والإستبداد