الشعب: صاحب الجلالة

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 12:56
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

لم يكن للشعوب العالمية أي قيمة تذكر حين كانت الحكومات الإستبدادية قائمة وهذه الظاهرة كانت منتشرة في الغرب كما هي في الشرق ولم تتغير الصورة تماما عن الشعب إلا حين أصبح لديه قدرة على مقاومة قمعه وإستبداده وحين ترجم جون ويكلف الكتاب المقدس عن اللاتينية كانت خطوة جريئة منه بدعم من السلطة الزمنية وهذه الترجمة لم ترضي رجلا مفكرا حرا يتطلع إلى ما هو أبعد من ذلك قبل فولتير في فرنسا وكان هذا الرجل يدعى -تندال- فترجم الكتاب المقدس عن النسخة الأصلية له وذلك عن اللغتين :
اليونانية والعبرية ولم يكن ل تاندال أي هدف من ذلك إلا إعلاء سلطة الشعب فوق سلطة الكنيسة الروحية مثله في ذلك مثل فولتير الذي جاء من بعده بعد الثورة الفرنسية.
وكان من المستهجن جدا أن يكون للناس قدرة على هظم قصة السيد المسيح بكل ما بها من إتراجيديا وعبر وتضحية من أجل حق الشعوب في ممارسة السلطة والحياة الكريمة .
وقد ترجك تاندال الكتاب المقدس العهد الجديد سنة 1525- 1526م وقد أثار سخط الكنيسة الرومانية والفاتيكان وكان هم تاندال هو أن تكون هنالك صلة مباشرة بين الشعب وبين الإنجيل مباشرة دون تدخل البابا وهذا الأمر كان يطرب له مارتن هانز لوثر في المانيا السكسونية وكان ينتشي لهذه الأخبار ويطرب لها ويهز لها رأسه ويعزف على أوتار عوده إيذانا بقرب عهد تعاليمه الجديدة .

وعندما لامه كاثوليكي متعنصر لكاثوليكيته رد عليه متحديا:إن مد الله في عمري فسوف أجعل الصبي الذي يقود المحراث يعرف من الإنجيل أكثر مماتعرفه أنت والبابا.
وقد ذهب في عام 1524م إلى مدينة فيتنبرج وعمل هنالك تحت إشراف مارتن هانز لوثر وبدأ في كولونيا طباعة العهد الجديد عن اليونانية كما حققه :آرازاموس , وهنالك ثارت عليه السلطات الكولونية لأنها كانت مازالت بعد كاثوليكية ففر من هنالك ودخا إلى مدينة : ورمز البوتستنتية وهنالك طبع من العهد الجديد 6000نسخة

وضمّن ترجمته تعليقات جارحة للكاثوليكية وهربت بعض هذه النسخ إلى لندن ويقال :أنها كانت الشرارة الأولى لإنطلاقة النار البروتستنتية في إنكلترا قبل أن يدخل الملك هنري الثامن في صراع مع الكنيسة حول قضية طلاقه .....الخ
وقد زعم بعض المغتاظين من تاندال من أن في ترجمته أخطاء لاذعة وعلمية وأتهم من أنه غير موهل لذلك العمل العظيم الذي إبتدأه ودب صراع كبير في لندن حول الترجمة وما فيها من هرطقات في المقدمة وجمعت جميع النسخ الواردة إلى لندن وأحرقت في ميدان :سانت بول كروست, ولكن النسخ بقيت ترد وعندها أصدر هنري مرسوما بمنع تداولها غلأى حين تصدر ترجمة صحيحة .
وبرغم من أن : ولز كان سمحا وودودا مع الهراطقة ويعارض إعدامهم إلا أنه قرر إعتقال تاندال,ففر تاندال إلى حاكم لا ندغراف فحماه كاكمها فيليب وإستمر في ترجمة العهد القديم حوالي 1530م فتسربت إحدى النسخ قبل تمامها إلى حاكم الإمبراطورية فسجن في فلفورد قرب بروكسل وصدر حكم الإعدام عليه حرقا بالنار بعد ستة أشهر من إعتقاله.

لقد كان هدف -تاندال- أن يجعل للشعب قدرة على القراءة والفهم وبرغم إشتداد سلطة البابوات في ذلك العهد فقد كان الشعب فاقدو الثقة الثقة برجال الدين على الإطلاق وكانت شواذهم السلوكية أكثر من قواعدهم التحريمية لذلك كانت موجة الهرطقة مقبولة نوعا ما من الشعب وتعتبر في أغلب الأحيان صفعة مدوية في وجه الغول الديني على حين كان يعتبرها البطارقة والكاردينيلات هرطقة وسموما وعلى العموم وفلا تاندال بوعده واليوم يعرف العمال والمهنيين من أمور الدين أكثر مما يعرفه رجال الدين على الإطلاق وقد ضحى تاندال وأحرق وهو يدعو للإمبراطور :بأن يفتح الله عينيه, ولم يتوسل لجلاده ومات كما مات المسيح نفسه بينما مات البابوات وهم مترفون إلأى حد التخمة بالجنس والخلاعة ومات وعاش تاندال كما عاش المسيح نفسه رغم أن البابوات والكاثوليكية إتهموه بالهرطقة التي لم يمارسها يوما وعاش ومات كما رضي له الرب أن يعيش قانعا بملاذه الأخير بينما مات رجال الدين كما مات الجلادون والمعادون للمسيح إبان دعوته وها هو الشعب اليوم هو صاحب الجلالة في عموم أرجاء أوروبا

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل