أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - العصف الذهني1














المزيد.....

العصف الذهني1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 12:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم تكن المجتمعات القديمة تشجع على تفعيل العقل إلا بما يخدم مصلحة الحس الديني والإستشعار عن بعد بقدرة إله غائب على فعل وعمل كل شيء وكانت تدعم كل ماله صلة بإجبار الإنسان على تقبل تفاهته العقلية وليس هنالك أنذل شيء من إشعار الإنسان من أنه تافه وعديم الفائدة
ولكن ما هو العصف الذهني ؟:
العصف الذهني هو إطلاق سراح العقل من عبء القيود القديمة وإحلال نظام من التفكير محل النظام القديم وإحترام حرية الفرد في التذوق بحيث يتلقى النصوص القديمة ويعيد إنتاجها من جديد وهذه العلاقة في التفكير تشبه العلاقة النقدية الحديثة في النقد الأدبي بحيث يعيد المتلقي كتابة النص مرة أخرى عن طريق إضافة ما يراه مناسبا لتفهمه وبالتالي ليس للتص ملكية قديمة فلملكية الجديدة تحل محل الملكية القديمة والملكية الجديدة للنص تعود بشكل رئيسي إلى القارىء وليس إلى المبدع الأول الذي كتب النص.
فالعلاقة القديمة بين النص المكتوب والقارىء كانت تقوم على أساس تعطيل قدرات المتلقي وعدم إحترام تفسيره للظواهر المكتوبة وقد تبدلت هذه العلاقة اليوم وأصبح من حق القارئ المناقشة والتعليق وإبداء الرأي وتقبل ما يراه مناسبا لأفكاره ورفض التفاسير التي يراها أنها لا تلائم نمط الحياة الكريمة التي يرغب ويحلم بها .

وكان العلاقة القديمة بين المتلقي والنص يعززه عدم تقدم العلوم المساعدة ووقوف الإنسان عاجزا أمام تحسين ظروف معيشته بفضل غياب العلم والمعرفة العلمية عن طريق تعطيل الجهد الإنساني ويئسه من تقدمه علميا
وكان نمط التعليم في المساجد والكاتدرائيات يرفض إجتهادات الإنسان أمام إجتهادات أولياء أموره الذين ينوبون عن طلاب العلم بالتفكير وشاع هذا النوع من التعليم في الكتّاب والكاتدرائيات والمساجد ودور العلم التقليدية بأسرها .
وكان من حق النخبة فقط تفسير الكتاب المقدس في الفاتيكان وكذلك كان فقط تفسير القرآن من حق شيوخ الأزهر.ولم تكن لعوام الناس أي قيمة وكان هذا يعمل على تغييب الحس القومي فلم تكن للعلماء قبل عصر النهظة أي حس قومي وأي إنتماء إلى لغتهم العامة والمحكية ولم تكن لديهم أيضا أي مشاعر وطنية وكان الحس الديني يقوم مقام الحس الوطني والقومي معا .
وبعد أن تحسنت ظروف المعيشة في كل من إنكلترا والمانيا رفظ بظ المصلحين الدينيين الإنصياع إلى تعاليم الفاتيكان ووصلت الجرأة بمارتن لوثر في منتصف القرن السادس عشر إلى تحريض الألمان على عدم تقبل صكوك الغفران وقد أيده بذلك التجار حين لا حظوا أن ما يقرب من 300,000من العملة الألمانية تظل طريقها لتذهب إلى خزينة البابوات وإعتبر مارتن لوثر أن هذه سرقة ينعم بها البابوات مع النساء الغاريات في الفاتيكان وإتهمهم بالهرطقة مع النساء أكثر من الملوك .
وبهذا حل العصف الذهني محل العصف الديني ويعتبر مارتن لوثر أول من أيقظ الحس الألماني والجنس الآري.
وكذلك كان من كالفن في فرنسا حيث مهدت تعاليمه لظهور فولتير وبحس فولتير وعصفه الذهني إستطاع أن ينقل لقب صاحب لجلالة من الملوك إلى الشعب .

إن العصف الذهني كان معطلا تعطيلا شديدا وملحوظا ولكن ما هي الظروف التي ساعدت لوثر وكالفن وتوماس مور وجاليليو ومهدت لظهور شكسبير بلغته الإنكليزية وكذلك ل شوستر وكوبرنيق وأخيرا للضربة القاضية التي وجهها دارون وأحل فكرة الإنسان المنحدر من القرد بدل الإنسان المنحدر من الطين ؟

لم تكن للشعوب أي إستفلالية في أنماط التفكير وكانت الكتب المقدسة فقط في حوزة البابوات ورجال الدين ولم يكن أي فرد يفكر في إقتناء الكتاب المقدس وذلك يعود بشكل أساسي في إرتفاع كلفته الشرائية وحين تحسنت ظروف الصناعة وظهور المطابع أصبح الكتاب المقدس رخيص الثمن بسبب تنافس التجار على بيعه بتكاليف رخيصة وبسبب المناقصات بين التجار على بيعه والمضاربات الفعلية وبذلك إنتقلت الكتب الدينية من أيدي البابوات والنخبة إلى أيدي الناس العوام وتباروا في الحانات على تفسيره والإشتغال به ليلا ونهارا مما أزعج البابا ليو العاشر فأصدر مرسوما بعدم حوزة الكتاب المقدس للعوام ولكن التقدم الصناعي المذهل وإنتشار المطابع لم تصنت لدعوة البابوات وبذلك إستمر الناس في القراءة ووجهت المطابع ضربة أخرى للكنيسة عن طريق زيادة الكتب المطبوعة وبذلك إنتقل الناس بسرعة مذهلة من الإحتكام لسلطة البابوات إلى الإحتكام لسلطة الإنجيل نفسه ومن ثم عن طريق التأليف الكثير من ناحية الكم والكيف أنتقلت الناس في أوروبا فورا إلى الإحتكام لسلطة العقل نفسه بدل الإحتكام لسلطة الكتاب المقدس وبهذا الكم من التأليف فقدت الكنيسة آخر معاقلها الدفاعية على الإطلاق وأصبح السفح ملعبا للنسور .

وبمقابل ذلك نحن العرب مازلنا حتى اليوم نحرم حرية التفكير والعصف الذهني لشتى الأفكار ونفكر بأساليب قديمة ومهترئة ونعلم ونحرض طلاب المدارس والجامعات على الجفظ فقط وتعطيل مزايا العقل البشري وأذكر حين كنت طالبا في المدرسة كيف كنت أجبر على جفظ نصوص لا أرغب بحفظها لا ولا حتى بقرأتها وكنت دائما معارضا لنصوص الحفظ وكنت أحفظ قصائد غير مطلوب مني حفظها لذلك رسبت في أيام الدراسة اإعدادية مرتين وفي المرة الثانية فادرت آخر مقعد دراسي في نهاية المرحلة الإعدادية .
وحتى على الصعيد الإجتماعي ما زال الآباء يعلمون أبناأهم على تقاليد محفوظة من الأزل ولا يسمحون للمرأة بحرية التعبير والحب والإستمتاع وهذا يعمل كله على تعطيل العصف الذهني .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمعات الملح
- الثقافة القديمة
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي
- في ذكرى موت حبيبتي
- نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي
- التطبيع ألثقافي
- الأديبة ألأردنية رجاء أبو غزالة ونظرية دارون
- المرأة والمفاهيم ألخاطئة
- الخلفاء ألعرب يعشقون ألنساء وكتاب للجاحظ عن ألنساء
- الرئيس لنكولن والرئيس كندي
- يساري إجتماعي
- ضاجعتها في ألزاويه
- عذاب الناس
- ألوعي بالتاريخ
- الانسان ألذي يحيا وألإنسان ألذي يعيش
- حياة ألناس


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - العصف الذهني1