أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - العصف الذهني2














المزيد.....

العصف الذهني2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 08:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سقطت معظم مقاطعات الإمبراطورية العثمانية الواحدة تلو الأخرى بعد هزيمة الألمان والأحداث التي أعقبت الحرب العالمية الأولى وظهرت صحوة فكرية وأدبية في بيروت وسوريا ومعظم بلاد الشام وفي الوقت الذي لم يستطع به السلطان العثماني في أن يسترد به عافيته عاد أدراجه ككل الملوك الذين يميلون إلى المحافظة لمواجهة طوارىء التغيير وهذه الفطرة الوحيدة الأكثر رسوخا في طبع وفطرة الملوك حيث أنهم يميلون إلى المحافظة على القواعد القديمة خوفا من إنجراف الجماهير خلف تيار التغيير الذي يتبع كل هزيمة وبذلك وقع الإظطهاد السياسي على المفكرين الأحرار والمثقفين وتم مطاردتهم حتى آخر معقل لهم كانوا قد وصلوا إليه من آسيا إلى أفريقيا أي من بلاد الشام إلى القاهرة لذلك خسرت بلاد الشام وربحت تجارة مصر الثقافية على حساب بلاد الشام .

وتعطل بذلك العصف الذهني بالأفكار والمعتقدات وتعطلت إرادة الفرد وحافظ الشرق على دكتاتوريته المتسلطة أكثر من أي وقت مضى وبعد الحرب العالمية الثانية كانت تفتح الصحف الإسبوعية واليومية وتغلق خلال أعدادها الأولى ويتشرد المثقفون ويثري الجهال والنصابون والمحتكرون وآخر ما يفكر به العرب هو أول شيء يفكر به الغرب من حيث دعم المؤسسات الثقافية والمثقفين في مصر وبلاد الشام.
ولم تكن الحياة العامة في كلا الطرفين على قدر عملية التغيير السياسي فالمحافظة مازالت جارية في تلك الفترة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وأي عملية تغيير كانت تقابل بالقمع والإستهجان والغرائبية والإستغراب والتغريب وأخيرا ظهرة جماعة الإخوان المسلمين مدعمة بقوة لبرالية من النظام الرأسمالي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وكان الهدف من دعم الإسلام السياسي فقط من أجل التصدي لزحف الدب الشيوعي الروسي والتنين الشيوعي الصيني .

وكادت منطقة الشرق الأوسط أن تعمها الروح النقدية للدين لولا تدخل الإسلام السياسي الدبلوماسي الذي نسي في تلك الفترة من أن عليه أن يكون مجددا وثوريا وحانقا كما كانت الروح البروتستنتية في المانيا , وقد إتبع الإسلام السياسي في تلك الفترة دبلوماسية مناهظة للفكر الإشتراكي بكل طروحاته حتى الإشتراكية الفابية وكان على القاصد الرسولي الذي يوجه الإسلام السياسي أن يشجع على إتباع الخرافات القديمة والمضللة لروح التغيير لأن من أهم المصالح الليبرالية التشجيع على الحياة القديمة بكل تفاصيلها خوفا من الإنجراف خلف تيارات التغيير .

وبذلك خسر العرب الروح النقدية والتفكيرية والعصف الذهني بات معطلا وعمت الجهالات والخرافات وتراجع الناس بأفكارهم إلى ما دون الصفر المأوي في الكتابة والتفكير وباتت الحياة العامة تشبه الإتجاه الكاثوليكي في روما قبل النهظة خارج الفاتيكان وسرقت أموال الناس عن طريق إنتشار خدع السحر والتنجيم وحج ملايين من السذج إلى...المقدسة واعترفوا بخطاياهم أمام الرب وأدوا الشعائر الدينية ومنذ تلك اللحظة إلى اليوم ما زال ملايين الفقراء يذهبون إلى المواقع المقدسة ويبذلون تحويشة عمرهم هباءا منثورا ويوثرون الحج على زواج أبنائهم العازبين.

وما زالت المنطقة,نعم منطقة الشرق الأوسط,تعاني من غياب الإسترسال في الأفكار الحرة ومن التداعي الحر للأفكار وغلب هذا حتى في إسلوب الطرح الأدبي وأخيرا عادت الكرة مرة أخرى لنقع نحن المثقين- والنصب هنا على الإختصاص-في ورطة جديدة مع التيار السلفي المعادي لكل ما هو مبتكر وجديد وقد شهدت أنا شخصيا صراعا حادا على المقابر في إسلوب الدفن ,نعم دفن الموتى وإتهم التيار تيار رجال الدعوة التيار السلفي من أنه جامد وغير مجتهد وثابت وإستاتيكي بينما رد التيار السلفي الصاع صاعين لرجال الدعوة وقالوا عنهم :ضالون ومبتدعون ويبدلون الدين الحنيف وما زالت المهاترة قائمة بينهم كما كانت في العصور الوسطى بين البروتستانت والكاثوليك.
ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه فالخطر الشيعي يتهدد المنطقة لذلك فالدعم الأكيد كل الدعم للسلفية من أجل إيقاف المد الشيعي ولكن هذا الإجراء الدبلوماسي في المنطقة يؤثر بشكل مباشر على الأنماط الفكرية للمجتمع المدني الحديث.والسلفية تجربة جديدة أقل أيديولوجية لأنها لا تختزن العمل السياسي المباشر وتتغلب عليها صورة البساطة في العيش وفي نماذج الوفاء للسيرة النبوية المثالية قبل تأسيس الدولة الإسلامية القائمة على البساطة في العيش والحياة.

وهكذا تحل الإتجاهات الرجعية محل الإتجاهات التقدمية الحديثة في البلدان العربية لحل المشاكل السياسية على حساب تقدم المجتمع المدني الحديث



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصف الذهني1
- مجتمعات الملح
- الثقافة القديمة
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي
- في ذكرى موت حبيبتي
- نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي
- التطبيع ألثقافي
- الأديبة ألأردنية رجاء أبو غزالة ونظرية دارون
- المرأة والمفاهيم ألخاطئة
- الخلفاء ألعرب يعشقون ألنساء وكتاب للجاحظ عن ألنساء
- الرئيس لنكولن والرئيس كندي
- يساري إجتماعي
- ضاجعتها في ألزاويه
- عذاب الناس
- ألوعي بالتاريخ
- الانسان ألذي يحيا وألإنسان ألذي يعيش


المزيد.....




- الإمارات.. حكم سجن الملياردير -أبو صباح- الذي دفع 9 ملايين د ...
- برلمانية أمريكية تنتقد صفقة المعادن مع كييف
- صربيا تحيي ذكرى مرور ستة أشهر على كارثة انهيار سقف محطة قطار ...
- الأمير هاري يقول خلال مقابلة حصرية مع بي بي سي إنه يرغب في - ...
- الأيام القادمة ستحدث فرقا في إرث ترامب بأكمله
- طهران على استعداد لمواصلة التفاعل مع الأطراف الأوروبية بشأن ...
- ترامب لا يستبعد حدوث ركود في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
- الجيش الإسرائيلي: منظوماتنا الدفاعية اعترضت صاروخا أطلق من ا ...
- الجيش الأمريكي ينشئ منطقة عسكرية جديدة على حدود المكسيك
- ترامب يدخل السباق نحو البابوية بطريقته الخاصة! (صورة)


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - العصف الذهني2