أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - عبادة الله














المزيد.....

عبادة الله


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1949 - 2007 / 6 / 17 - 12:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يرسم الإنسان صورة معبوده بما يتناسب مع ما يؤمن به ,لذلك فأن الله يختلف النظر إليه بإختلاف العابدين له.
فالذين يرون الله أنه عادل ولا يحب الظلم هم نفسهم نجدهم أنهم لا يحبون ظلم الناس والذين يرون الله قاسيا على عباده نجدهم هم أيضا قساة القلوب والأذهان والأمزجة.
ومن الناس من تعبد الله عن علم ويقين كامن في وجوده وهؤلاء الناس نجدهم غير متشككين بالمحسوسات ومن الناس أيضا من تعبد الله في حالة إحاسهم أنهم هم الضعفاء وأغلب الضعفاء عقليا يومنون بما يؤمن به الساذجون .

وبدأت عبادة الله حينما بدأ الإنسان يشعر أن هنالك بصيص أمل في عودته للحياة وهذا النوع غالبا ما كان ينشأ في المجتمعات الزراعية التي تتأمل عودة الزرع والربيع وبدأ أيضا مع هذه المعتقدات إنتشار فكرة الحساب والعذاب وعودة المخلص من غياهبه وعالمه المجهول وإنتشرت أفكار تدعو إلى تخليص الإنسان من شر أخيه الإنسان .

وكانت عبادة الله قد مرت عبر مراحل متعددة أهمها :
التعددية
الوحدة الكنفدرالية
الترجيح
الوحدانية
والتوحيد
والتعددية بحيث كان لكل شيء إله مسؤل عنه فللريح إله وللمطر إله وللشمس أو السمس إله وللحصاد إله وللشر إله وللخير إله ......الخ
والمرحلة الثانية هي الترجيح التي كان الإنسان بها يرجّح إله على آخر أو قدرة إله على إله آخر .
وبعد ذلك توصل زعم الإنسان إلى فكرة الإتحاد الكنفدرالي بين جميع الآلهة وقد تصور الإنسان أنه من الممكن أن بكون هنالك إتحاد بين عدة معبودات وقد نتج هذا عن طريق التحالفات التي كانت تنشأ بين المدن وكان إسلوب التعاون يقضي إلى إحترام المعبودات والمعتقدات الأخرى وفي حالة هزيمة مدينة وإنتصار مدينة على مدينة كانت تعمل المدينة النتصرة على تحويل إله المدينة المغلوبة ‘لى كومة رماد هائل أما في حالة التحالف فقد كان الوضع يستدعي وضع إلهين أو أكثر بجانب الإله الأصلي للأقوى أو لأقوى مدينة على الإطلاق .
ولربما بسبب هذه السياسة بدأت فكرة الوحدانية التي سبقت إلى التوحيد والوحدانية بخلاف التوحيد وهي نوع من الإتحاد الكنفدرالي بين المدن وبما أن لكل مدينة إله فقد كان الوضع يقضي أيضا إنظمام الآلهة إلأى صفوف المتحدين ولذلك نشأت عقيدة التثليث أو عقيدة الوحدانية .
لذلك ما قلناه في بداية الحديث يبدو أنه صحيح نسبيا من حيث أن الإنسان يعبد إلهه وفق ما يراه هو ويصنعه فالشعوب القديمة عبدة ربها بما يتناسب مع ظروفها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : كيف نشأة فكرة التوحيد؟

كانت الوحدانية هي من قام بتعبيد طريق التوحيد فبعد أن فرضت المدن القوية السلام أو الأستسلام على جيرانها عملت مع مرور الزمن على تشكيل حالة ضعف المدن المغلوبة وبذلك كانت تنظم المدن المقهورة إلى جوار المدن القاهرة والغالبة وبذلك إنظمت آلهتها معها إلى الإله الغالب وتميعت ثقافة المغلوب مع الغالب وأصبحت تدين بدين الإله الغالب .

وهنالك من الشعوب من كانت تهزم عسكريا وتنتصر ثقافيا وهنالك من الشعوب من كانت تهزم عسكريا وثقافيا وهو الغالب أما الأنتصار ثقافيا والإنهزام عسكريا فقد كان قليلا ولربما أن اليونان هم من إنهزم عسكريا وإنتصروا ثقافيا وبقي ثذا الإنتصار جاريا حتى عهد القديس أوغسطين وتوما الإكويني في بداية عصر النهظة الذي إنتهى أخيرا بنبذ الفلسفة اليونانية ومما يشهر قوله عن القديس أغسطين قوله : من هو هذا الإغريقي الذي كان على الرب أن يتفق معه ؟!
وفكرة عبادة الإله الواحد نتجت عند المجتمعات والمدن القوية عسكريا حين بسطت إرادتها فوق إرادة الشعوب المغلوبة وعممت ثقافتها النتصرة عسكريا وثقافيا وذابت ثقافة المغلوبين مع ثقافة الغالب وتحول الجلاد إلى واحد لا يقهر وتحول المجلود إلى تابع وعابد للإله النتصر وهذا على مبدأ إبن خلدون :حيث يرغب المغلوب دائما في تقليد الغالب .
والإمبراطورات القوية من الملاحظ أن ليس لديها إتحاد كنفدرالي مع المغلوبين وبالتالي عممت الإمبراطوريات عبادة الإله الواحد وإتباع الإمبراطور الواحد والقانون الواحد .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب: صاحب الجلالة
- العصف الذهني2
- العصف الذهني1
- مجتمعات الملح
- الثقافة القديمة
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي
- في ذكرى موت حبيبتي
- نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي
- التطبيع ألثقافي
- الأديبة ألأردنية رجاء أبو غزالة ونظرية دارون
- المرأة والمفاهيم ألخاطئة
- الخلفاء ألعرب يعشقون ألنساء وكتاب للجاحظ عن ألنساء
- الرئيس لنكولن والرئيس كندي
- يساري إجتماعي
- ضاجعتها في ألزاويه
- عذاب الناس


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - عبادة الله