أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - بناء المساجد














المزيد.....

بناء المساجد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بناء المساجد في العالم العربي ظاهرة جد غير صحية فهي تقمع محاولات الآلة والمصانع الحديثة تحويل العرب من إسلوب الحياة القديمة إلى الحياة المدنية المعاصرة وقد كان الهدف الأسمى من بناء المساجد في عهد رسول الله كي يزيد إقبال الناس على نمط الحياة الإسلامية ولأن المجالس النيابية كانت غائبة ودور النقابات ومؤسسات المجتمع المدني فقد كانت المساجد لهذا السبب هي المؤسسة الوحيدة التي يجتمع بها المجتمع الإسلامي العربي وكان المسجد عبارة عن دار الندوة وكان أيضا مجلس حرب تخرج منه القرارات الحربية وتعقد به راية الحرب والإتفاقيات السلمية بين القبائل العربية .

أما اليوم فإن الموضوع مختلف تماما فقد حل مجلس البرلمان محل الحكم الديكتاتوري والإستبدادي العادل وحلت دور الرعاية الإجتماعية محل المساجد ولم يعد الإنسان اليوم ينتظر رحمة الصدقة والزكاة كي تنزل عليه بالقطارة لأن مؤسسات الدفاع الإجتماعي تعمل اليوم على أكمل وجه وكذلك المؤسسات التعليمية اليوم حلت محل التعليم في المساجد من خلال بناء المدارس والمكتبات ويتلقى اليوم طلاب العلم علمهم من المختبرات العلمية والبحث العلمي المجرب وكذلك إنتهى إسلوب التعليم - ببيضه ورغيف -وبدأ العلم ينحى منحنى أكثر جاذبية من إسلوب التعليم القهري , فلماذا تبنى المساجد ولأي هدف ؟

لا بد انه إسلوب قمعي من أجل إبقائنا في حالة تردي إجتماعي لأن بعض رجال الدين ينشرون من خلال المساجد تاعليم مناهظة للمجتمع المدني الحدبث ومن أجل إجهاظ العملية السلمية في الوطن العربي ومن أجل أن نبقى تحت رحمة الطبيعة بدل تحديها من الداخل والخارج .

ليس للمساجد اليوم شاغر يمكن توظيفها لان الحياة اليوم إختلف إسلوبها عن العهد القديم لقد كانت المساجد شاغرة لعدة وظائف أيام كانت المجتمعات العربية تعيش حياتها الإقتصادية على الحظ والصدفة فقبل تحسين ادوات الإنتاج كانت الحياة الزراعية تعتمد على إسلوب التوكل على الله وعلى الطبيعة وكانت شح الموارد تلعب دورا كبيرا في اللعب بمشاعر الإنسان الدينية وكان الإنسان نتيجة لهذا الضعف يشعر بتفاهته العقلية وإنه غير قادر على تحسين موارد الطبيعة والغذاء ولهذا كان في حالة ضعف يرتجي من الطبيعة ما لا ترتجيه هي منه ولهذا كانت المعابد الدينية أهم مؤسسة إجتماعية يتلقى منها الإنسان الرحمة والشفاعة .

أما اليوم فإن الموضوع مختلف تماما عن سابق عهده فقد كسر الإنسان حاجز الرهبة بينه وبين أمه الطبيعة وخالقته وإنتصر عليها بفعل تقدم الوسائل العلمية وتحسين ظروف الإنتاج وقد رافق كل ذلك التغيير في أنماط الحياة الثقافية والسياسية وحصلت الشعوب المقهورة دينيا وسياسيا على حقوق مدنية ودستورية جديدة لم يكن معترف بها من قبل وأحس الإنسان العادي من أن قيمته تزداد بمقدار زيادة علمه ومعرفته ولذلك قيمة الإنسان كفلتها الحقوق المدنية الجديدة ولم يعد الإنسان يشعر كسابق عهده من أنه عديم الفائدة بل أصبحت له فائدة بفضل تقدم الديمقراطية وحقوق الإنسان على مستوى نشر ثقافة حقوق الإنسان وممارستها .

لذلك نرى اليوم أن رغبة الإنسان تتناقص تدريجيا من ناحية تالإقبال على المعابد الدينية سواء أكان ذلك في الشرق أو الغرب والمساجد التي أشاهدها اليوم تنتشر بنسبة مسجد واحد لكل أقل من ميل مربع واحد في الوطن العربي لا يدخلها أحد غير أيام الجمعة والأيام الرسمية والمناسبات الرسمية أما في باقي الأيام فإن الإقبال ضعيف جدا ونادر.

*******************************************************************************************
إن الدين له أهمية غير عادية في المجتمعات المسالمة عقليا وعاطفيا والتي لا ترغب بتغيير أجنداتها الثقافية والسياسية وأنا هنا أتحدث عن وجهة نظري فقط لا غير وأتمنى أن أكون مخطىء.... وأتمنى على الديمقراطية أن تتقدم خالصة صافية وافية من الشوائب وإن إسلوب التربية الدينية يعيق تقدم المجتمع المدني والمساجد لم تعد مجلسا للشيوخ كي تصدر منها قرارات الحرب والسلام لأن إسلوب الحياة قد تغير وتبدل وحلت محلها أنماط جديدة من التفكير الحر والسليم وإن الأنماط الإقتصادية قد تغيرت فلم يعد بذر البذور وحرث الأرض بالصدفة بل بالوسائل العلمية ولم تعد الرقيا الدينية تخرج الشياطين والأرواح الشريرة من داخل الجسد بعد أ، تقدمت العلوم الطبية والقاقير وكذلك لم تعد المرأة العاقر عاقرا من الله بل من القدرة البيولوجية وتم من خلال تحسين الطب تحسين النسل وتقوية الضعفاء.

وإن بناء المساجد له تكلفة مرهقة للشعوب العربية وبدلا من ذلك يجب مساعدة الفقراء وتحويل الأموال من بناء المساجد إلى بناء المصانع ودعم الكتّاب العرب والكتاب العربي .

وجاء في القرآن :
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر .
أي أن هنالك ما هو أولى من خدمة المساجد وهو الإنسان والعمل الصالح



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأإسلام دين قمعي لا يقبل بالديمقراطية
- الحرية والإستبداد
- من ذكريات عامل في: الريف والمدينة
- غياب مؤسسات المجتمع المدني
- النظام العربي مناهظ للمجتمع المدني
- حبيبتي :إنصاف
- شخصيات غير عادية
- الإنسان: حيوان بن حيوان
- طز بالأقلام الجاهزة
- الطاغية :صلاح الدين الأيوبي
- المثقف السياسي
- عبادة الله
- الشعب: صاحب الجلالة
- العصف الذهني2
- العصف الذهني1
- مجتمعات الملح
- الثقافة القديمة
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - بناء المساجد