أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - التمثيل الثقافي














المزيد.....

التمثيل الثقافي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1974 - 2007 / 7 / 12 - 10:08
المحور: كتابات ساخرة
    


من المعروف جيدا : أن الممثل شخص يبيع الموعضة ولا يشتريها, وقد أثرت هذه الظاهرة على المثقفين العرب فهم يبيعون الكلمات ولا يشترونها وهم في ذلك مثلهم مثل كل الممثلين .
فالممثل ما إن يعود من الإستديوهات إلى بيته حتى تجده قد نسي دوره الذي كان يقوم به.
وكذلك بعض الصحفيين العرب والمثقفين العرب فما أن يعود كل واحد منهم إلى منزله حتى تجده قد نسي كل ما قام به من كتابة وفلسفة وبيع للمواعظ كبيع الكنيسة في العصور الوسطى لصكوك الغفران .
وكانت الكنيسة في العصور الوسطى تبيع صكوك الغفران على الأقل لبناء كنيسة للقديس بطرس أو لأعمال خيرية ولكن المشكلة أن المثقفين يقومون بأدوار خائبة بسبب الإدمان على الأدوار الخائبة ولا ننسى أن الأجهزة الأمنية في الوطن العربي تعرف كل مانفكر به أو التفكير بالقيام به قبل بدأ العمل به وذلك يعود بسبب إنتشار الممثلين من المثقفين والذين ينتشرون في الجسد العربي كإنتشار الورم والسرطان والأمراض الخبيثة .

ولا ننسى أن الكراسي الفرارة والسكرتيرات والتدفئة المركزية والمكيفات الهوائية والموبايلات المجانية البث تجعل أي مثقف رخيص ممثلا قزما على كلماته يحتال .

وكذلك هواة السفر من المترفين يدفعون رشوات كي يوضفوا أنفسهم في اللجان الثقافية والرياضية على حساب المثقفين الحقيقيين وبذلك تتراجع الأدوار الحقيقية للمثقفين الحقيقيين لكي تحل محلها أدوار رخيصة لا علاقة لها بالثقافة إلا علاقة الممثل بالنص والسيناريو المكتوب.

والمثقف الممثل يجب أن يحاسب على أدواره الرخيصة وعلى سرقاته المكشوفة من المثقفين الحقيقيين ويجب أن تحاسب الحكومات العربية المثقفين على أعمالهم غير الناجحة كما تحاسب المثقف الحقيقي بالسجن وقطع رزقه وقطع رأسه بجرة قلم من رئيس تحرير مأجور وقابض ثمن .

والمثقف الممثل مهما على في دوره فلن يكون إلا ممثلا خائبا وتجده من لحظة إستلام وظيفة يحفظ قصيدة واحدة يغنيها لكل رئيس تحرير ويحفظها عن ظهر قلب :
أنت رائع يا رئيس التحرير
أنت فنان موهوب
أنت مبدع حقيقي
كتابتك عظيمة ومعبرة عن البعد الحقيقي للذات العربية
أنت يا أستاذ سيد الكلمات
ومن ثم يحفظون هذه القصيدة للموظفين الجدد وبصراحة الكل ليس له علاقة لا بالصحافة ولا بالكتابة ولا بالتمثيل.

وبصراحة أكثر وضوحا للموضوع تجد المثقفين الممثلين فاشلين حتى في تمثيلهم لأدوارهم فلم يقدم مثقف عربي ممثل على خشبة مجلته وصحيقته دورا كالذي يقدمه أقل ممثل حقيقي في السينما العربية.

إنهم ساقطون حتى في التمثيل.
إنهم ساقطون حتى في فن الكذب
وإنهم لا يقرأون في الصحف إلا أسماءهم ومقالاتهم هم فقط لا غير .
وإنهم في السياسة أيضا لا يحسنون الكذب على الشعوب العربية فكل أكاذيبهم مكشوفة للجميع وكل تجارتهم تجارة خسرانة ومشاريع خاسرة تكلف الوطن العربي أكثر من حجم الإنفاق على المعونات النقدية للعائلات الفقيرة في صناديق التنمية والتشغيل .
وإن هؤلاء الممثلين يركبون سيارات فاخرة ويتعطرون بأفضل أنواع العطور الفرنسية أما المثقفون والصحفيون الحقيقيون فإنهم يمشون في الشوارع وهم يمتطون حذاءا نصفه حفايه ونصفه الآخر كندره ويتأبطون تحت إبطهم كتابا وبيدهم الأخرى رغيف سا ندوش وبنطال مرقع ونفسية تعبانه ومهمومة وديون مالية متلاحقة.

تجار الكلمات هذا اليوم أكثر ثراءا من تجار النفط والذهب والبترول



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدباء أحرقوا كتبهم
- أحب وأكره وأعشق
- المسلمون يكذبون على الله
- الصحافة الكثيرة الأدب
- الشاعر محمد الحيفاوي1
- صحيفة الحوار المتمدن صحيفة قليلة الأدب
- أساتذة الجامعات العرب
- العقاد 1889-1964
- الدولة الديمقراطية والدولة الديكتاتورية
- بناء المساجد
- ألأإسلام دين قمعي لا يقبل بالديمقراطية
- الحرية والإستبداد
- من ذكريات عامل في: الريف والمدينة
- غياب مؤسسات المجتمع المدني
- النظام العربي مناهظ للمجتمع المدني
- حبيبتي :إنصاف
- شخصيات غير عادية
- الإنسان: حيوان بن حيوان
- طز بالأقلام الجاهزة
- الطاغية :صلاح الدين الأيوبي


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - التمثيل الثقافي