|
بين كل مسجد ومسجد مسجد ,وبين كل مؤسسة إجتماعية ومؤسسة إجتماعيةمدنية 100 كيلو متر مربع
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 11:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الوطن العربي تجد بين كل مسجد ومسجد مسجد وبين كل منتدى ثقافي ومنتدى ثقافي أكثر من 20 كيلو متر مربع وبين كل دار سينما ودار سينما أكثر من 100 كيلو متر مربع . وكان يقال قديما أنه في مدينة طنطا المصرية : بين كل مسجد ومسجد مسجد , ولكن يبدو اليوم أن الديمقراطية توسعت جدا ولكن على حساب الحرية الفكرية وعلى حساب حرية الرأي فإنتشار المساجد بهذه الصورة يعتبر حالة قمع جديدة لمظاهر الديمقراطية والتي تكاد أن تنتشر لولا وجود مؤسسات قمعية .
والمؤسسات القمعية في الوطن العربي ليست هي المسجد وحسب وإنما أيضا العائلات الممتدة أي القبائل العشائرية ففي الأردن مثلا تجد بين كل مسجد ومسجد مسجد ولم تتوقف هذه الحالة على مدينة طنطا لوحدها بل تعلمت الدول العربية المجاورة هذه العادة السيئة وأضافوا عليها تقنيات قمعية جديدة ففي الأردن اليوم نجد بين كل قبيلة وقبيلة قبيلة أخرى إضافة لوجود إنتشار المعابد الدينية أيضا .
وكانت الحياة السياسية في الأردن أيام الأحكام العرفية أفضل بكثير من حالتها بعد إعلان الديمقراطية وإستئنافها عام 1989 وبالرغم أنني مختلف إختلاف كلي مع الحركات الإسلامية إلا أن الإسلاميين أيام الأحكام العرفية كانت لهم برامج سياسية واضحة ومبادىء مشتركة مع الشيوعيين والديمقراطيين وكانوا جميعهم يطالبون بالحياة النيابية والبرلمانية للشعب الأردني وبرغم أنني لست متفقا مع أحد من الإسلاميين إلا أنهم على صعيد العمل السياسي كانوا يتشابهون في أنماط إنتاجهم الفكري والسياسي مع باقي الإتجاهات السياسية . وكانت أيضا الحياة السياسية والنيابية للشيوعيين والديمقراطيين تتسم أيضا بطابعها الإيديولوجي وكان لكل سياسي يتعاطى بالسياسة رأي آخر وهو محاولة تعاطي الديمقراطية والحرية التعبيرية ولكن بعد إنتخابات 1989 تخلت كثير من الإتجاهات السياسية والفكرية عن طرح برامج سياسية وفكرية للأسباب التالية : تخلي النظام الرأسمالي عن دعمه للإسلاميين فقبل 1989 كان النظام الليبرالي يدعم الإتجاهات الدينية ومن بينها حركات اليوم هي على قائمة الإرهابيين مثل القاعدة وإبن لادن وكانت أسباب الدعم تتمثل بمحاولة النظام الليبرالي كسر المد الشيوعي وتغلغله في الوطن العربي فاإتجاهات الدينية كانت تكتب عن الشيوعيين من أنهم ينكحون بناتهم وشقيقاتهم وعماتهم وخالاتهم وما ملكت قدراتهم الجنسية عليه وكانوا الإسلامييون يقولون : أن الشيوعية ملحدة لا تؤمن بوجود الله وكانت تشيع مقولات ماركس : الدين أفيون الشعوب . ولم تكن الحركات الإسلامية تستطيع أن تقف على قدميها لولا دعم اليبرالية لها وقبل أن تتبنى النظم الرأسمالية دعمها للإٍسلاميين كانت الحياة العامة في الأردن والوطن العربي تتمثل بالحياة المدنية وكانت دور السينما تنتشر وكذلك المنتزهات الليلية والإسبوعية وكانت تقدم مثلا في مدينة إربد في الخمسينيات من القرن المنص رم كانت تقدم المنتزهات البيرة والمشروبات الروحية ولم تكن المساجد تنتشر هذا الإنتشار الذي يخنق الحياة المدنية .
وكانت أيضا دور السينما على إنتشار واسع وكنت أنا قد سبق لي وأن شاهدت في مدينة إربد أنتشار آخر أيام السينما ولكنها قد تراجعت تراجعا مضحكا وكانت وما زالت حجة البسطاء من الناس تقول : أن إنتشار جهاز الفيديو قد قمع السينما وهذا غير صحيح لأن جهاز الفيديو كان منتشرا أيضا في هوليود والمدن الأوروبية الكبرى ومع ذلك لم يقمع الحياة المدنية والعصرية .
إن الحياة العامة اليوم في الوطن العربي تتراجع بدل أن تتقدم فالإتجاهات السياسية -للسياسيين - في الشارع السياسي قد تخلوا عن برامجهم السياسية وبعد إنتخابات 1994م كان جميع السياسيون في الأردن يحملون برامج عشائرية : التضحية من أجل القبيلة والعشيرة وتوضيف أبناء العشيرة في الدوائر الحكومية وتوفير فرص العمل للعاطلين والتجارة بالإستثمارات الوضيفية لصالح العشيرة والقبيلة وبذلك تحولت الحياة النيابية إلى كومة هائلة من قطاع الخدمات العامة لأبناء الطوطم من العشائر وبذلك تضيع فرص كثيرة على المبدعين من الشباب وتتراجع الحياة العصرية والمدنية ويتم بذلك تحالف سلطوي كبير بين النظم الحاكمة من جهة وبين النظم الدينية والقبلية والعشائرية للعائلات الممتدة . وبهذا تجد اليوم عزيزي القارىء الإسلام يتحالف مع السلطة مرة أخرى لأن رسول الإسلام ونبيه يعتز بأصله وقبيلته وبالتالي هذه مشروعية جديدة للأنظمة الديكتاتورية
إن الحياة المدنية والحياة السياسية خالية في الوطن العربي من أبسط قواعد السلوكيات العصرية للسياسيين وللمثقفين العرب وغياب للعوي الإجتماعي الكامل فكيف سنصل إلى مجتمع مدني وبوسطنا مؤسسات قديمة وهشة تناهظ المجتمع المدني الحديث
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مثقف أردني يشهد على النظام الديكتاتوري
-
مثقف أردني يحكي قصة إظطهاده
-
تجارة حرب الخليج
-
حب وسموم
-
غالي الثمن
-
مثقف أردني يتحدث عن نفسه
-
الشيوخ يزدادون ثراءا والمثقفون يزدادون جوعا
-
الديانات السماوية
-
فقدان البكاره موضوع تافه
-
إنهم يتآمرون على العمال والشغيله
-
إهداء إلى الزميله ماغي خوري
-
الإعجاز القرآني
-
الانسان يجهل حقيقته
-
بدأوا حياتهم بخيانة وإنتهت بخيانة
-
الأدب العربي الكاذب
-
التمثيل الثقافي
-
أدباء أحرقوا كتبهم
-
أحب وأكره وأعشق
-
المسلمون يكذبون على الله
-
الصحافة الكثيرة الأدب
المزيد.....
-
اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
-
الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
-
صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
-
toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا
...
-
سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
-
البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
-
حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا
...
-
سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T
...
-
صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
-
نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|