أدب الطغاة

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 06:03
المحور: الادب والفن
    

للطغاة أدوات رسم وكتابة وأبحر شعر وسوق يجتمع به الجلادون ومجلس برلمان يأتمر به المؤتمرون على الناس وعلى أنفسهم ولهم ساعة صحو وساعة نوم وطريقة للأكل وللشرب ومص دماء الناس أثناء الطعام وبعده وكل ذلك يعود إلى طبيعة ومحبة ورغبة كل طاغي .
وللطغاة طيور تنعق على منازل الناس وقرود تقفز بتقاريرها من مكتب إلى مكتب ومن جامعة إلى جامعة ومن شارع إلى شارع أعرفهم جميعا سيماهم في وجوههم من أثر متعة التعذيب والجلد والقهر حيث لا تظهر عليهم علامات وخز الضمير .
وللطغاة ذئاب تقتل بأعصاب هادئة وتمزق اللحوم دون أن تهتز لهم شعرة من شعر الرأس أو بدون أن تتساقط قشرة الرأس من فروته .
وللطغاة صحف يومية وأسبوعية ومسلسلات يومية من 1000 حلقة وحلقه وكتاب سيناريوهات من أفظع الكتاب في العالم وهم جاهزون لكتابة أي سيناريو لأظخم وأعقد سياسي وعلى فكره السيناريوهات جاهزة ومتوقفة على التنفيذ فقط لا غير .

وللطغاة نساء وراقصات على جثث الموتى .
وللطغاة مهندسوا ألغام ومهندسوا ديكور جاهزون في أي لحظة لملأ الشوارع بالقصص والحكايات الكاذبة .
وللطغاة ألف عين وألف أذن تسمع صوتك حتى وأنت في الحمام تراقب حركاتك المضحكة والمسلية .

وللطغاة رب يحميهم ويدافع عنهم بالإرهاب وللمثقفين ديمقراطية ما زالت حالمة بتغيير زاوية الشارع والمنزل وتقسم بالحرية وتفني شبابها في العمل النضالي من أجل سيادة الوحدة والحرية والديمقراطية .

ولكل حاكم سيف وشاعر وشيخ : السيف للتصفية الجسدية ومن الممكن أن تكون التصفية الجسدية بحادث سير مفاجىء ..قضاء وقدر ..رحمه الله ...كان رجال طيب..كلنا على إلطريق ...شكرا لكم عظم الله أجركم ...إنشااالله هذي آخر الأحزان...إشربوا قهوه يا جماعه ...وعليكم السلام ....ههههههه هذه تكون نهاية ليست سهلة للمثقفين العرب ولكنها متطورة جدا فحوادث السير والدهس هنا كثيرة .

وطريقة التعامل معها أيضا سهلة ومريحة ما دام القانون متساهل عشائريا .
وللطاغي كما مر معنا شاعر جواب مداح على الروي والقافية يا صاحبي :أحسنت إيها الشاعر! ...حقيقة أبدعت !...
الله يعطيك إلعافيه.!..
أحسنت والله أحسنت..
يا غلام: أعطه ألف درهم وأأمره يا حاجبنا أن يأتينا في كل عام وفي كل عيد وفي كل موسم حج...! ..
ويخرج الشاعر وهو يقول:.أطال الله عمر مولانا الخليفة ....
, وبهذه الكلمات يخرج الشاعر راضيا من الله ومن الحاكم ويلعن بشعره كل من تسول له نفسه بأن يطاول الحاكم أو أن يناقشه في أمر من أمور الدولة .
والشاعر اليوم ليس المتنبي والفرزدق أو البحتري فمن الممكن أن يكون: راديو؟ ومحطة إذاعه وتلفزيون؟أ وصحيفة كسولة وصحيفة عاجلة وصحيفة طيبة الدسم تنتشر منها رائحة خمرة السلاطين والحكام والدهاة العرب كل ما فيها كذب والشيء الوحيد الصادق بها هو : صفحة الموتى.

وللطاغي شيخ كبير ومسن ومحترم تتعلم منه الناس ما يقوله عن سلطانه فأفعال السلطان كلها مباركة من الرب يخطب في الناس والمساكين :
ليحميه الرب ...
اللهم خذ بيده على أعدائه الديمقراطيين الذين ينشرون سمهم وأفكارهم اللعينة بين الناس أللهم وفقه لما تحبه وترضاه يا رب العالمين ...
اللهم إهزم أعداءه في كشمير ..
.وصلى الله وبارك عليك يا حبيبي يا رسول الله أمرتنا بطاعة ولي النعمة والأمر .....
ثم ينزل من على منبره ليقول له المصلون :يفتح عليك يا إمام مشاء الله خطبة عصماء والله إنك لفصيح جدا في إنتقاء العبارات ...اللهم تقبل منه ومنا يا رب العالمين .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل