أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الديمقراطية للإنتهازيين وحياتنا جافة














المزيد.....

الديمقراطية للإنتهازيين وحياتنا جافة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدول العربية تمارس الديمقراطية من خلال الضغوطات عليها من الدول الديمقراطية العظمى في العالم الغربي.
وتكاد أن تكون حركات التجميل التي يقوم بها الزعماء العرب مزورة ومزيفة ومكشوفة للجميع وإنه من البديهي جدا أن يمارس الفقراء حقهم في ترشيح أنفسهم للإنتخابات النيابية والبلدية على أكبر إتساع لها وعلى صعيد مؤسسات المجتمع المدني ولكنك تتفاجىء عزيزي القارىء إذا نظرت إلى قائمة أسماء المرشحين حيث تجدهم من الأغنياء فقط لا غير وأنت وأنا كرجل فقير لا يستطيع دخول الإنتخابات لأنها تكلف كلفة باهظة جدا ويحتاج الفقراء إلى كميات كبيرة من إحتياطي الذهب والفضة لإطلاق حملة ترشيحية .

وأذكر مرة قبل عام تقريبا إتصل بي أحد أصحاب موقع ثقافي إالكتروني وطلب مني إدارة الموقع وهو موقع غرف حوار صوتية ولم يمض على إدارتي له شهرا حتى طلبت من صاحب الموقع إعفائي من هذه المهنة اللعينة بسبب تدخله هو بتعميم قائمة ممنوعات تتضمن:
الحديث عن الجنس ممنوع.
الحديث في الدين ممونوع.
والحديث بالسياسة ممنوع.
وإحترام رأي أبناء صاحب الموقع وطرد كل مثقف قوي ومحاولة تجميده.
عدم السماح لأي مثقف بإدارة الموقع إذا لم يكن لديه فلوس كافية للدفع لصاحب الموقع .

وحينما تبين لي أن الموقع مشروع عائلي إنسحبت منه لأن الثقافة ليست مشروعا عائليا لأنها بذلك تصبح مافيا متسلطة وهدفها تجاري بحت.

ونحن كمثقفين كادحين لا نستطيع إيجاد المال اللازم لمثل تلك الحملات الباهظة الثمن .
لذلك يقف المثقفون في الصفوف الأخيرة لتلبية مطالب الإنتهازيين ودعمهم وإرشادهم وإبلاغهم عن فقراء جدد كي يشترونهم بالوعود الكاذبة وإن حياتنا الديمقراطية جافة جدا جدا جدا فنحن محرومون من نشر مقالاتنا بالصحف التي يعتليها رؤساء تحرير يتلقون دعمهم المالي من الإنتهازيين الذين ينشرون إعلاناتهم في الصفحات الأولى ولا يستطيع رؤساء التحرير معادات الرأسماليين الذين يدفعون ثمنا باهظا لنشر إعلاناتهم لذلك فصحفنا جافة وهي فقط صحف النخبة المالية أو الطغمة المالية ورؤساء التحرير يروجون لهم ولبضاعتهم في كل صفحة .
حتى حينما نستمع لندوة فكرية على شاشة التلفزيون ينقطع البث لحظة ليقول لنا:
هذا البرنامج برعاية الشركة الفلانية .
وهذا الفلم برعاية الشركة الفلانية .
وهذا البرنامج تحت رعاية المؤسسة الفلانية .
وهذا المسلسل برعاية شركة صابون كذا وكذا .
إننا لا نمارس الديمقراطية إلا بشكل هزيل ومبتذل جدا ووقح بحق الفقراء والمتعبين والمثقفين وإننا لا نجد موقعا نستحم به لإن كل شيء بفلوس :
الذهاب لمهرجان غنائي بفلوس والذهاب للنادي بفلوس ونحن مفلسون جدا فأين سنمارس حياتنا الديمقراطية ؟
حياتنا جافة جدا .

وإنه من المفترظ جدا أن تكون حياتنا حياة شعبية نمارس كل شيء بشعبية تحترم بها لغتنا لغة الشارع العام وتحترم بها مشاعرنا الجنسية ولكن الفقر يجعل النساء العربيات لا ينظرن للرجال إلا من خلال البنوك والمصارف الربوية حقا هنالك فتاة أعرفها لم تعشق صاحبي من النظرة الأولى إلا من النظرة الثانية حيث كانت النظرة الأولى غير كافية كي ترى به دفتر شكاته ورقم حسابه البنكي.
فالحب عندنا مبتذل جدا وشكله هزيل مثل حبنا للديمقراطية ومن المؤكذ جدا حين يقول أحد الشباب لإحدى البنات:أنا معجب بك جدا وأكيذ أنه ليس معجب بثقافتها بل بأشياء أخرى طمعا بالمظهر والشكل وأشياء أخرى .
كل شيء في حياتنا جاف جدا مثل منتزهاتنا القليلة التي تشعر وأنت تدخل إليها أنك داخل إلى مسجد لقراءة الكتب المقدسة .
الصحف برعاية الشركات والمسلسلات برعاية الشركات ولا توجد لدينا مؤسسات ثقافية من أجل الثقافة بل من أجل تمرير الإعلانات لمجتمع الفقراء الإستهلاكي جدا جدا .

والأسوار الإسمنتية تحيط بجامعاتنا والتي من المفترظ أن تكون مفتوحة الذراعين للذين يحبون القراءة في مكتباتها.
والتنظيمات الحزبية فقط للأغنياء الذين يترأ سون المكاتب التنفيذية وإشاعة برامج حكومية من أجل الوصول لرتبة وزير أو حتى سائق وزيروإنتشار الألقاب لأصحاب المعالي ونجد أنفسنا مظطرين لكتابة أكثر من عشر كنيات قبل إسم المخاطب به.
لقد كان رئيس وزراء بريطانيا تشرشل يحمل لقب مستر إتشرشل وهو نفس اللقب الذي يحمله سائقه وطباخه ومراسله.
من المفترظ جدا أن تكون حياتنا شعبية جدا يحمل بها الشعب لقب صاحب الجلالة.
حياتنا جافة جدا علما أن كل شيء موجود في الأسواق ولكن القدرة الشرائية غير متوفرة على الإطلاق فما هي هذه الحياة التي نتمسك بها علما أن زنوج أمريكيا لا يقبلون بمثل حياتنا الجافة .
وعصابات المافيا تنتشر في كل مكان في الصحف وشاشات التلفزيون وسلاحها الشللية أي شل القدرات الإبداعية وإحتكار الثقافة على زمرة معينة من الأقلام المأجورة وقبل أن ننشر مقال في أي صحيفة نذهب لرئيس تحريرها أكثر من 100 مرة كي يوافق على نشر مقال بعد تعديله أكثر من عشر مرات.

حياتنا جافة فعلا وهي لا تصلح للرومنسية أو للتفلية الثقافية حتى الحيوانات تمارس تفلية بعضها البعض كي تخرج من قلبها إفرازات كيماوية تشعر من بعدها بالراحة النفسية والقرود تمارس التفلية وكذلك معظم أجناس المخلوقات اللبونة.
ليس في حياتنا تفلية ثقافية حيث من المفترظ جدا أن الإنسان إخترع اللغة كي يفلي بها صحته النفسية فقراءة الشعر في أغلب الأحيان يعمل على تفلية القلب من الداخل وكذلك الموسيقى فنحن حينما نستمع للموسيقا نرتاح معها لما تبعثه في الجسم من طمأنينة وهذا أسهل بكثير من تفلية الجسم بالدعك المؤلم أحيانا .
حياتنا جافة جدا لا يوجد منتزه نقضي به وقتا للحب والرومنسية ولا يوجد مجلس برلمان يفلينا بخطابات شعبية تحرك مشاعرنا .
فمن يستطيع ممارسة الحرية؟
طبعا فقط أصحاب رؤوس الأموال



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع الماركسيين
- رسالة إلى كتاب الحوار المتمدن
- المجتمع المدني العراقي 1
- الديموقراطية الأردنية على ضوء الإنتخابات النيابية القادمة 20 ...
- موجز تاريخ البشرية حتى عصر العملة الذهبية
- مستقبل الإنتخابات النيابية في الأردن 2007م
- مشاهد كوميدية على خشبة الإنتخابات البلدية في الأردن2007
- لماذا الله؟
- السرعة والجمود في المجتمعات العربية
- إلقاء القبض على مثقف أردني بتهمة تعاطي الديمو قراطية
- مستقبل العلاقة بين الحكام العرب والشعب مع توضيح شكل العلاقة ...
- رسالة من يساري عربي إلى بعض العرب
- الإثارة والنقد في المجتمع العربي
- بين كل مسجد ومسجد مسجد ,وبين كل مؤسسة إجتماعية ومؤسسة إجتماع ...
- مثقف أردني يشهد على النظام الديكتاتوري
- مثقف أردني يحكي قصة إظطهاده
- تجارة حرب الخليج
- حب وسموم
- غالي الثمن
- مثقف أردني يتحدث عن نفسه


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الديمقراطية للإنتهازيين وحياتنا جافة