أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - إستحالة فكرة الدولة القومية العربية














المزيد.....

إستحالة فكرة الدولة القومية العربية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بداية الستينات من القرن المنصرم كتب آرنولد توينبي 1963 تقريبا كتابا بعنوان : النيل والمجر , وترجمه العرب تحت عنوان : القومية العربية قادمة , أو بهذا المعنى على ما أذكر وقد تنبأ بإقتراب العرب من الوحدة القومية في عام 1973م .
وكتب بعد إنتهاء الغزو العراقي الغاشم للكويت رئيس تحرير مجلة العربي :محمد الرميحي ,كتابا كان قد ذكر في بدايته عن موضوع توينبي وفشل توقعاته السياسية بدليل أن الفجوة بين العرب لم تتحقق بل على العكس زادت الفجوة بينهما قبل غزو العراق للكويت وبعد الغزو .

ويقال أن توينبي إذا تحدث عن التاريخ الكلاسيكي تجده مؤرخا ضليعا وإذا عرض للتاريخ المعاصر تشعر وكأنه عبيط وطفولي حالم ويبدو أن نشاطه في مركز المخابرات البريطاني في الحرب العالمية الثانية قد أثر على رأيه وتطلعاته فكانت تطلعاته مبنية على معلومات إستخبارية لا علاقة لها بأصول البحث العلمي الدقيق وهي تشبه خطة أنشتين للسلام بين العرب واليهود.
على كل حال باءة توقعاته بالفشل الذريع .
وموضوع الوحدة العربية والدولة القومية
كان في الماضي يستند إلى أسباب إقتصادية وكانت طبيعة بناء المجتمع العربي تستند على الوحدة والتعاضد بين وحدات المجتمعات العربية وعلى نمط المشاعات القروية البدائية ولم يكن هنالك بد من إنسحاب الفرد في المجتمع العربي من الوحدة العربية وكانت طبيعة الحياة العامة تستند على نمط العائلة الممتدة بسبب ضعف التكنولوجيا الحيوية والميكانيكية فكانت الناس تجتمع مع بعضها البعض من أجل :الحرث والحصاد والزراعة والقطف أي قطف الثمار ومن أجل التصدي للغزو الخارجي .
وكانت هذه العوامل تعمل على تعزيز فكرة القومية العربية وأوجدت مجتمع واحد تحكمه دولة واحدة وكتاب واحد و رئيس وقائد واحد, لذلك أكثر ما كان يميز الفكر العربي خلال القرون الوسطى من بدايتها لنهايتها هو النمط القومي والوحدة والتعاضد بين المجتمعات العربية .
ولكن خلال نهاية العصور الوسطى أو بعد دخول الإستعمار الأجنبي للدول العربية تغيرت أسباب فكرة الدعوة للفكر القومي فهو أصبح مرتبط بمزاجيات الفكر الفاشستي الألماني وكان المثقفون العرب يتأملون إنتصار دول المحور على دول التحالف بزعامة هتلر لهذا السبب أثر الفكر الفاشستي على المثقفين العرب وأصبحت تظهر كتابات بروح فاشستية تعظم العرب وأشعار تنادي :
العرب العرب العرب.
وبهزيمة الفاشستية الألمانية سقطت الدولة العثمانية ولكن العرب ظلوا متعلقون بالنمط الستاليني المتحالف مع الهتلرية ضد دول الحلفاء وبقي العرب يترجمون ترجمات رديئة لكتاب كفاحي لهتلر وحذفوا منه الفصل الذي يسب العرب ويلعنهم من أجل تخفيف حدة الغضب الشعبي ضد شعارات هتلرية مناهظة للسامية الشرقية .
ومع هذا فشلت كل محاولات العرب من أجل وحدة قومية ولم تكن الهتلرية هي السبب بل كانت بسبب تغير أنماط الإنتاج الإقتصادي على النحو التالي :
دخول العملة النقدية والتعامل بها على نطاقات واسعة جدا وشيوعها بين فآت المجتمعات العربية وبهذا حلت العملة النقدية محل العمل بالهمة والشهامة والمحسوبية والسخرة وبالتالي تحول الإنتماء من العائلة الممتدة إلى الوظيفة والصحبة على حساب القرابة والدم الواحد وتبدلت أساليب الحياة ولم يعد إبن العم يأخذ إبنة عمه بالأولوية بل أصبحت لمن يدفع أكثر أو يملك وظيفة أحسن ويستطيع تأمين مدخول أكبر وبهذا تطور هذا المفهوم وأصبح هو الشائع بين الناس وإنتقلت هذه العلاقات من مستوى العائلة الممتدة إلى مستوى الدولة الواحدة فتعددت الإنتماآت للدول الغربية وتعددت الولآت بين كل دولة عربية على حدى .

واليوم تشهد عمليات التحول الإجتماعي إنقسامات كثيرة جدا ولم تعد الوحدة بين القبائل ضرورية لأسباب منها دخول العملة النقدية التي جعلت من الضعفاء أقوياء بعد أن كانت القوة تقاس بالعضلات أصبحت اليوم تقاس بكم تملك من رصيد بنكي وبهذا أصبح هنالك أقوياء كثر وهذه القوة والمظاهر الجديدة عملت أيضا على تعدد الأقوياء وإزدياد نسبتهم الأمر الذي زاد ويزيد من نسبة تفتيت العائلة الممتدة بما ينعكس على تفتيت الولاء العشائري للأنظمة الحاكمة .
لقد تغيرت الحياة فعلا وإذا كنا اليوم لا نستطيع أن نعيد الترتيب العشائري القديم إلى حضيرته فكيف بنا نحاول إحياء فكرة الدولة القومية الواحدة .

إن الدولة القومية مستحيلة جدا بين العرب ومن الأفضل لهم أن يعرفوا أن عجلة الزمان من السهل دفعها للأمام ولكن من الصعب جدا جدا جدا إعادتها إلى الخلف.

ويجب على المثقفين العرب أن يعرفوا بأن الدولة القومية تستند في أركان حكمها على الإستبداد والطغيان فعصر الدولة القومية كان أهم ما يميزه الطغيان الإجتماعي وهو لا يتناسب حقيقة مع دولة المجتمع المدني الحديث لقد كان الطغيان يرافق نمو الدولة القومية لأنها تستند على أنظمة إقطاعية لا تحترم الرأي ولا الرأي الآخر وكان سادة العشائر يسيطرون على أفراد الدولة القومية بيد من حديد تستخدم بها كل أشكال القمع والإرهاب الفكري والجسدي من أجل إستمرار الدولة القومية ووحدتها.

وهذا لا يتناسب مع مؤسسات المجتمع المدني الحديث وإطلاق الحريات العامة والحريات الفكرية والسياسية




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السياسية في الأردن
- أحبوننا مرة واحدة
- لوعة قلب على بحر الرمل
- مبروك: رزكار عقراوي و بيان صالح
- إسرائيل ليست عدوتنا !
- غدا عيد ميلاد
- عصر العمالقة
- أحلامي جريئة
- ب 99 دينار أردني!
- كلب إلباشا باشا
- الكلمة الحرة والكلمة المستبدة
- القادة العرب
- أدب الطغاة
- الديمقراطية للإنتهازيين وحياتنا جافة
- مجتمع الماركسيين
- رسالة إلى كتاب الحوار المتمدن
- المجتمع المدني العراقي 1
- الديموقراطية الأردنية على ضوء الإنتخابات النيابية القادمة 20 ...
- موجز تاريخ البشرية حتى عصر العملة الذهبية
- مستقبل الإنتخابات النيابية في الأردن 2007م


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - إستحالة فكرة الدولة القومية العربية