أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - مندايا














المزيد.....

مندايا


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 06:27
المحور: الادب والفن
    



اول الماء لحظة الندى و (مندايا ) .. يغتسل اول الفجر
اول النهرو صفحة المياه تردد همس مندايا ..
لحظة (المصبتاّ ).. لحظة التعميد والمياه
يخلق في ابداننا نقاء الحياه
.. يعمّد ابداننا .. وارواحنا وهي تحمل لوثة الخطايا
ويردد الكلمات معبد المرايا..
(.. أدني شمن قالا أد هيي..
نهيري آره ريها اد هيي ) ..
أذناي تصغيان لأقوال الحي
وأنفي يتنسّـم رائحة الحياة..
يهمس مندايا اول الوقت.. فجر التعميد
وآخرة الغروب ..
حيث تدفق الينابيع في البلاد والطمي والعطش..
والروح وهي تذوب
وتهمي العيون ويعطي مندا د هيّي – العارف الحي روح الماء
الماء اذ يترقرق لونه .. لنتطهر من الدم والخطيئة
من الكراهية وهي تأكل البلاد .. ياألهي !!!
من القسوة حيث يندم الخطاة .. وهم يحرقون البلاد
ويهرقون دم الطيبين .. العباد
..يصلي مندايا .. عن ندمهم وأعتذارهم لـ..
مندا أد هيّي – العارف الحي
الذي يحفظ بين ضلوعه العهد ويرسم آية التعميد
مندايا .. مندايا .. محبة المياه
لحظة لا غير ان نختار الاّ قشعريرة الصلاه..
مندايا.. نقاء السمك في تدفق الموج..
وفي تألق الفلك.. فوق البروج
يرفع طاعتنا من الندم والتوسل الرافديني
من خطيئة الدم والآثام
من الأيادي التي اتقنت السرقة طوال الوقت ..
فأسودت على الرافدين سطوة الأيام
ومن الشفاه التي تتلو كلام الجهل و الأكاذيب والكلمات
....... طوال السنوات
ومن الأكف التي تمسك مدية القتل في النهاروفي الليل
عل مندا د هيي .. العارف الحي .. ان يزكّي الجناة ويغفر آثامهم
من نهر الدم والخطايا
في بلاد المياه
بلاد العطايا
هنا .. مندايا يتلو دعاءه اول الفجرعند الشواطيء
واول الغروب..
يكتسيه الصمت ويأكله الشحوب
عند هاوية المياه كي تزول الآثام
ويصير الجناة امام رب الرحمة الأبدي..
علّه يرفع عن اعينهم غلالة الحقد و الظلام
مندايا .. يغتسل عنا.. في المصبتتّا .. منذ ان بكت الخليقة ..
ومذ دفق التطهر قبل المياه... لييبني الى قلوبنا طريقه
ومشكناّ .. مسكننا المائي ..
يربض على كتف النهر
بيتا نغتسل فيه.. اذ يرسم مندايا حدود المندي ّ
ويحررنفوسنا ..من المقت والرذيلة
حاملا في قلبه البسيط قوة مندا اد هيي .. العارف الحي
حاملا فرصة النقاء للقلوب الغليظة
في ثياب الخطيئة المرّة
مشكناّ.. وهو بيت المياه والأكاليل والياس .. والياسمين
وعطر النبات الطيب ..وقد نسيناه منذ سنين ..
تغتسل البلاد فيه .. يغتسل العراق
وقد تلبّسته روح الموت .... واكتسته روح الفراق
مندايا الذي هو ابو الآباء والمياه والبقاء
يطهرنا بالنور لتقول افواهنا لغة الصدق
نرتسم بين يديه في لحظة الماء ..
ليمنحنا الحياة
وهو يحمل عصا الماء الحي بين يديه
مندايا .. يحمل شمس المعرفة – مندؤثا
في قلبه الوحيد .. وهي تمضي اليه
قلبه الذي اعتصر الطمي ليخرج الماء صافيا وهو قوة الرافدين
في المصبتّا .. ساعة التعميد .. لحظة النقاء .. بين هذه اليدين
يعمّدنا مندايا في الخلق والموت ..
ولمسة الكهنوت
ويرمي عن بلادنا لعنة الترهات .. والأكاذيب ..
ويبني من العقول للتائهين صف البيوت
مندايا ..مندايا وهو دموث كشطا – مثال الصدق والوفاء
على ضفاف المياه ..في ميشانو
وعند اطراف تلك البطائح يرمي عن وجودنا كل قول خبيث
ويذب عنا سكاكين الموت الأسود..
في تكرار خطوه الحثيث
باغتسال الجناة في هيأة الأفاعي
وهيأة العقارب والتنينات والوحوش
يقرأ علينا .. الف ترسر شباثة – الف واثني عشر سؤالا
يعلمنا معرفة الروح ..شمس مندؤثا ..شمس معرفة المياه
والحكمة والنور.. ومحبة الرافدين
يرسم لقلوب القتلة وقلوب الخطاة مسارا في الطمي
ليخرجو من المياه وهم سود ...
يخرجون بيضا .. يعرفون معجزة الأنهار
فلايهدموا بيت المياه الجليلة .. مياه القداسة
حين يحكي مندايا .. شباني شايي – معنى دورة ساعات النهار
ليقول لنا مندايا ونحن في لجة المياه .. والأنهار
وفي الطمي والكهنوت
ان هذا العراق فاتحة الماء .. قوة الروح والنقاء
كيف .. كيف .. بايدي الخطاة ..
يموت
ي...م...ووووووووو.......ت !!!

-------

- مندايا .. اسم ابتكره النص اشتقاقا من المندائي
- ترد بعض الكلمات والنصوص باللغة المندائية القديمة
- حرصت على ان اضع بالقرب منها المعنى الذي تحمله الكلمات
- الفصل جزء من نص طويل بدأت كتابته بعد قراءة كتاب كنزا ربا
- الذي قدمته مرة في مواقع شتى .. وفي دراسات مندائية مختلفة.



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غونتر غراس في ليلة الصعود
- بداية أخرى للحزن.. والنفي
- احوال البلدان ..وأحوال..بغدان
- موالات .. لبلاد جريحة
- غابة لكلام الأشجار والحجر
- انا ماكتبت احزاني بعد
- الغروب الأخير على شفق المدينة
- انتظر الحافلة
- رحلة السلمون العراقي
- سيدة الرعاة - الى .. هلالة رافع
- أمرأة لزجاج النافذه
- كلية بنّاي ..الأخيرة
- ماذا ستكتب الساعة
- تمثال على ناصية الوعر
- رف حمام
- وردة ..لقتلى الحوار ..المعلّم !!
- وطن بلزوجة الدم
- مدن المستحيل
- سماء لمكيدة الحب
- رحى الحجر الروماني


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - مندايا