الإسلام السياسي وحرية الصحافة


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 19:17
المحور: الصحافة والاعلام     

راسم كريم نموذجا

الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، قوة من مديرية استخبارات محافظة ذي قار تهجم وتقتحم بيت المراسل الصحفي راسم كريم، تزرع الرعب والخوف والهلع لدى العائلة، تعتقل راسم مع ابنه ذي الستة عشر عاما، يأتي هذا الاعتقال ذو السلوك الفاشي ضمن حملة مسعورة تقوم بها قيادة شرطة ذي قار وقاضيها الأول.

ليست المرة الأولى التي يعتقل بها الصحفي راسم كريم، ففي تاريخ 6-10-2025 تم اصدار مذكرة اعتقال بحقه، بناء على شكوى تقدمت بها دائرة تربية ذي قار، ومعروف ان هذه الدائرة هي من أكثر الدوائر فسادا وخرابا، لكن لا يسمح بتوجيه النظر اليها مطلقا، فهناك جهات ميليشياوية تسيطر على ماليتها وادارتها، كبقية المؤسسات الأخرى.

الناصرية مدينة تتعرض بشكل كامل لعملية اعتقال وحجز وتهجير، أي شخص هناك هو متهم حتى تثبت ادانته، لا يوجد بريء في تلك المدينة، تحالفت قوى الشر والظلام من اوغاد قوى الإسلام السياسي الفاشي على تكميم ومعاقبة هذه المدينة، أي انسان يريد ان يسلط الضوء عليها يطارد ويصدر بحقه القاء قبض ويودع السجن، لهذا هي مغيبة تماما في الاعلام.

ما يجري في الناصرية هو عقاب جماعي قذر تقوم به قوى الإسلام السياسي، انها فاشية سافرة، لا يمكن التغاضي عما تفعله القوى الأمنية والقضائية هناك، تحالف القضاء مع قيادة الشرطة مع قادة الميليشيات صار علنيا ومكشوفا جدا، فما الذي يعنيه ان القضاء يصدر أوامر بحق صحفي ينقل الواقع المعاش، ثم تأتي قيادة الشرطة لتقوم باقتحام بيته وترويع عائلته واعتقاله؟ وما الذي يعنيه اعتقال ابنه الحدث معه، ما الجرم الذي ارتكبه؟ ولماذا لم تذهب له دورية شرطة عادية، او لنقل لماذا لم يتم استدعاؤه فقط؟ هذه الممارسات تدل على السلوك القمعي والقذر لأوغاد وفاشيي الإسلام السياسي.

انه من السخف الحديث عن حرية صحافة او حرية تعبير في زمن حكم العمائم، الشيء الامر او المرير في هذه الحادثة وغيرها الكثير ان نقابة الصحفيين لم تصدر أي بيان، وهذا فعل يدل على ان النقابة هي بنت السلطة وحاميتها، فالسيد النقيب مؤيد اللامي يغط في نوم عميق في بحبوحة الامتيازات والثروة الكبيرة التي جناها من قيادته لهذه النقابة، التي حولها الى ذراع من أذرع السلطة، فيا لبؤس هذه المهنة وهذه النقابة، التي تنتظر فقط "الاعطيات" من الخليفة.

هناك حقد دفين على محافظة الناصرية من قبل الإسلاميين، ينقل البعض من أهالي المدينة مقولة لمدير استخبارات ذي قار، وهو عميد دمج جاء عن طريق أحد الميليشيات القوية في المدينة، ينقلون قوله:

"لو ان لي طلقة واحدة في مسدسي وقابلني داعشي وتشريني لقتلت التشريني". فهل يتصور أحد كم الحقد على الناس هناك؟ وهل يتصور أحد ماذا يفعلون بهذه المدينة؟

الحرية للصحفي راسم كريم
والخزي والعار والشنار لأوغاد الإسلام السياسي

طارق فتحي