سرقة الاراضي... اختفاء التريليونات.. جيوش وهمية


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 21:34
المحور: الفساد الإداري والمالي     

دورة برلمانية جديدة

هي ليست ثلاثية فقط، فهذه الاحداث تجري منذ أن وطأة اقدام الإسلاميين هذا البلد، لكن هذه المرة يبدو ان البداية ستكون مختلفة قليلا، فهي تنذر بواقع اليم سيمر على الناس، فالانتخابات التي حدثت أطلق عليها "انتخابات المال"، وهي ديموقراطية جديدة فصلها الإسلاميين على مقاس اخلاقهم وقيمهم؛ الانتخابات تلك جاءت بالخلاصة الحقيقية والواضحة لقوى الإسلام السياسي، فأي انسان يريد ان يرى الإسلاميين والقوميين على حقيقتهم دون رتوش او مكياج او اقنعة فلينظر الى أعضاء الدورة الجديدة.

لقد بدأت المعزوفة بسرقة أراض واسعة في أجمل مناطق بغداد، تم تحويل ملكيتها دون معرفة أصحابها او الوزارات، او لنقل ان الوزارات المختصة متعاونة بشكل ما مع هذه السرقة، فالقوى التي سرقت الأراضي هي قوى مسلحة، لكن تسليحها لا يعني شيئا امام "قداستها"، فهي تعد "تابو" محرم على أي شخص ان يذكرها او ينال منها.

الجزء الثاني من الرواية الثلاثية كان يتحدث عن 2.5 ترليون دينار اختفت-سرقت من صندوق "الرعاية الاجتماعية"، أي ما يعادل مليار ونصف المليار دولار، وهو بالحقيقة رقم صغير ينهب في حقبة القوى الإسلامية، فهذه القوى جوهر عملها هو السرقة والنهب، بسبب انهم مجموعة بلطجية وعصابات ومافيات تاريخيا، وقد تعودت الناس على قضية "الاختفاء والحرق والغرق والحيوانات القارضة" لأموال هذا البلد.

اما الجزء الثالث من هذه الثلاثية، والتي حتما سيكتب الإسلاميين أجزاء أخرى لها في السنوات القادمة، نقول ان هذا الجزء كان عاصفا الى حد ما، أحد الإسلاميين ومن قوة إسلامية معروفة في العملية السياسية، رشح نفسه، وبما انه غير معروف "نكرة" تماما، فكيف سينجح في الانتخابات؟ وبما انه يعرف ان الانتخابات هي سخافة وتفاهة تمارسها القوى الحاكمة، وبما انه لديه صلاحيات معينة، فقد احضروا له 1500 شخص من المعطلين عن العمل، من الذين يريدون فقط عملا ما، أقنعهم بأنهم متطوعون على "الحشد الشعبي"، واخذهم لمعسكر تدريب، واشترط عليهم ان ينتخبوه، وبالفعل تم انتخابه وصعوده لل "مجلس الموقر"، وبعدها قام بطردهم؛ هل يتصور أحد كيف يدار هذا البلد؟ او كيف يدير الإسلاميين السلطة؟

هكذا تعيش الناس وسط نفايات الإسلام السياسي، وستكون الحياة أكثر بؤسا في الفترة المقبلة، فأن البوادر تنبئ وتخبر بأن الفقر سيزداد بالتزامن مع النهب والسرقة، تخبرك بان الخراب سيطال كل شيء، ستتلوث الأجواء أكثر، وستتحول الأرض الى بور ويباب.

في معجم لالاند تعرف الاخلاق على انها "جملة قواعد السلوك المقبولة في عصر أو لدى جماعة من الناس"؛ يبدو ان القواعد الأخلاقية التي تحكم مجموعة الإسلاميين الذين يحكمون قائمة على النهب والسرقة والفساد والذيلية، ويبدو انهم قد اتفقوا عليها، فهي مقبولة جدا لدى اغلبيتهم.

طارق فتحي