بضع كلمات في يوم الديموقراطية العالمي


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 21:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق     

يبدو ان مشهد الديموقراطية صار أكثر سخرية، الديموقراطية التي طالما تشدق بها الغرب وقسم العالم الى ديموقراطي وآخر شمولي او ديكتاتوري، هذا التقسيم الذي سمح لهم بنشر الديموقراطية بالقوة العسكرية، أي انه اعطى لهم مبرر لغزو البلدان واحتلالها وتمزيقها وسرقة ثرواتها، وصنع حكومات تحافظ على مصالحهم فيها.

اليوم نرى الديموقراطية وهي تترنح تحت ضربات قادتها ذاتهم، فترامب مثلا، وهو قائد الديموقراطية في العالم، هذا الرئيس هو النموذج الساخر والكوميدي لهذه الديموقراطية وما يمكن ان تجلبه او تنتجه.

هذه الديموقراطية انتجت أيضا عالم بغيض، موحش جدا، يتجه نحو هلاك ذاته، عالم مأزوم حد الانفجار، عالم تحكمه الحروب والمجاعات وتغيرات مناخية قاسية ومؤلمة، فديمقراطيو العالم الغربي مصرون على تدمير الكوكب، انهم يقودونه بجنون نحو الانهيار.

التشاؤم واليأس هو الحاكم الفعلي للعالم الديموقراطي، فجميع الملفات العالمية لا تحل بديموقراطية الحوار، بل بديموقراطية السلاح، فالنموذج الصارخ على ديموقراطية اليوم وكيفية حلها لمشاكل العالم هي غزة، فالعالم الغربي بقيادة أمريكا يشرف منذ سنتين على إبادة مكتملة الأركان لهذه المدينة الصغيرة ذات المليوني نسمة، انها فعليا تحترق، لم يبق فيها أي شيء يدل على الحياة.

لقد توصل الديموقراطيون في العالم الغربي الى ان سكان غزة لا يرفلون بالديموقراطية، لهذا قرروا ابادتهم والغائهم من الوجود؛ وهم يتباحثون بمصير كوبا وكوريا وإيران وفينزويلا الغير ديموقراطيات، وحتما سيقومون بتدميرهم، فهذه الدول خارجة عن سيطرة الحكم الديموقراطي، ويجب ان تعود لهذا الحضن.

في العراق، فأن أمريكا احتلت هذا البلد لتنشر فيه الديموقراطية، والان الناس ترفل بهذه الديموقراطية، مستوى معيشة عال، خدمات هي الأعلى، قضاء منصف، قوانين وتشريعات لا توجد أفضل منها، خصوصا قوانين المساواة بين الجنسين؛ شرطة تتعامل مع الناس بكل إنسانية، ميليشيات مسلحة تحمي الناس والبلد، لا فساد ولا نهب، تعيش الناس بأمان من كل شيء، تداول سلمي للسلطة، انتخابات نزيهة وشفافة، تعليم وصحة جيدة ومضمونة، سكن لائق. انها الديموقراطية على الطراز الأمريكي، التي لخصها السوداني في كلمته في احتفالية اليوم الدولي للديموقراطية حينما قال: "النظام السياسي الديموقراطي في العراق غير قابل للنقاش". فشكرا للديموقراطية في يومها العالمي.

طارق فتحي