هل هناك تداعيات على الاتفاقية الأمنية؟


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

"أه، لو عرف غولساري كم من الأحاديث دارت حوله وكم ستدور، والى أي غاية سيؤدي كل هذا!"... جينكيز ايتماتوف... وداعا غولساري.

كانت تلك كلمات الراعي تاناباي المولع بحصانه غولساري، فهو يرى ان كل الأحاديث الكثيرة تدور حول هذا الحصان؛ ويبدو أن المشهد لدينا أيضا، فكل الأحاديث تجري على الأوضاع المعقدة التي تعيشها المنطقة، وهي تتجه الى تصعيدات جديدة.

جاء لاريجاني الى العراق فازداد الامر تعقيدا، وقع اتفاقية امنية اعترضت عليها واشنطن بقوة، وقالت بصريح العبارة "نرفض أي تشريع يتعارض مع اهدافنا"، فحسب ما سرب من هذه الاتفاقية اعتبرت الامن العراقي جزء من امن إيران، وهذا يعني ان كل المعلومات الأمنية لدى العراق ستكون بيد الجانب الإيراني، الطريف بالامر ان السفارة العراقية ردت على تصريحات واشنطن واعتبرتها تدخلا بالشأن الداخلي لبلد ذو سيادة، وهذه نكتة سخيفة ومملة.

لاريجاني أيضا دفع باتجاه تشريع قانون "الحشد الشعبي"، وهذا القانون ان شرع ستكون له تداعيات خطيرة على النظام السياسي في العراق، فالأمريكان واضحين جدا بهذه القضية، ودائما يجددون رفضهم لهذا القانون، حتى انهم أرسلوا إشارة للميليشيات عبر زيادة تسليح جهاز مكافحة الإرهاب.

في لبنان، الشبيه بالعراق، استكمل لاريجاني زيارته، التي عدت غامضة، فلم يستقبل بشكل رسمي، كان في استقباله وفد من حركة امل وحزب الله، وحسب الاخبار ان الحركة والحزب هما من رتب اللقاءات مع المسؤولين في لبنان، واللقاءات كانت قصيرة ولم تسفر عن شيء، فلم يكن هناك مؤتمر صحفي أو أي تصريح من أي جانب.

أمير علي الموسوي المحلل السياسي الإيراني قال في لقاء تلفزيوني بشكل صريح ان هناك مواجهة وشيكة بين إسرائيل وإيران، وأن إيران استعدت لهذه المواجهة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا؛ قبل ذلك كان هناك محلل سويدي توقع في مقال له في مجلة "فورين بوليسي الامريكية" توقع حربا عنيفة بين البلدين، وقال ان إيران تستعد لهذه الحرب.

امام هذه المعطيات لنوجز الامر: إيران تتوقع هجوما إسرائيليا عليها، تريد ان تستجمع قواها المسلحة الخارجية، لم يبق لديها غير العراق ولبنان، لاريجاني يدعم تشريع قانون الحشد الشعبي، ويوقع اتفاقية امنية، تضع القرار الأمني بيدهم؛ يذهب للبنان ليقول للحكومة اللبنانية انهم يرفضون تجريد حزب الله من سلاحه... هذا هو الامر.

في المنطق هناك ما يسمى بالترجيح، ويعني أداة فعل حيث لا تتوفر الحقيقة؛ لا يمكن معرفة كل ما يدور، لكن امام هذه المعطيات المتاحة من الممكن ان تكون هناك عدة احتمالات للوضع القادم، ومن الممكن بعد دراسة دقيقة لتلك الاحتمالات ان يرجح الدارس احتمالا ما، وبالحقيقة لا يمكن استبعاد شبح الحرب، فالوضع معقد وشائك، ولا يمكن حله بغير الحرب.

طارق فتحي