دائما في الناصرية .... الفاشية الإسلامية تثبت اقدامها


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8544 - 2025 / 12 / 2 - 18:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

الناصرية مدينة خربة تماما، عندما تتجول في اقضيتها "سوق الشيوخ، قلعة سكر، الچبايش، الشطرة، الرفاعي" يهولك منظرها، في تلك الاقضية كأن الزمن متوقف، فكل شيء على حاله منذ 2003، بل ان بعض الدوائر والشوارع ازدادت خرابا؛ الفقر والبطالة علامة بارزة في الناصرية، فقط مركز المدينة تلمس فيه بعض التغيرات، اما الاقضية والنواحي فحالها يدعو للرثاء والحزن، انها بمثل خراب الديوانية والسماوة والحلة الى حد ما.

الإسلاميون كالعادة يمسكون السلطة بشكل تام في تلك المحافظة، يتناوبون على حكمها، في كل دورة تخصص لقوة إسلامية معينة، مجلس محافظتها ومحافظها ومدير شرطتها ومجلس قضائها والقوى الأمنية والميليشيات ورجال دينها يحكمون قبضتهم بشكل فاشي على المدينة، كل تلك القوى والمؤسسات متفقة على قمع ومحاصرة وإنزال العقاب الجماعي بهذه المدينة، فعمليات الاعتقال والمطاردة لازالت قائمة، ولا تستثني أحدا. العشرات من شبابها لازالوا لاجئين في مدن الاقليم بسبب الدعاوى الكيدية.

الناصرية مدينة غاضبة جدا، فهي المدينة الوحيدة التي استقلت-الى حد ما-بقرارها أيام انتفاضة تشرين-أكتوبر، وهي المدينة الوحيدة التي أحرقت وهدمت كل مقرات الأحزاب الإسلامية العفنة، وهي المدينة الوحيدة التي استمرت فيها الحركة الاحتجاجية، لهذا نرى السلطة وميليشياتها ورجال دينها مستنفرة وتمارس كل الاعمال العدائية ضد شبيبة هذه المدينة.

مذكرة الاعتقال التي صدرت ضد المعارض ورئيس حزب "البيت الوطني" حسين الغرابي، مذكرة الاعتقال هذه ليست مفاجئة ابدا، فالمتتبع لأوضاع مدينة الناصرية وما يجري فيها من عمليات اعتقال وقمع لكل معارض للسلطة الإسلامية القبيحة، يرى انها جاءت منسجمة مع تفعله السلطة من نشر للفاشية. والشيء الأكيد ان الإسلاميين، خصوصا في المرحلة القادمة سيكونون أكثر فاشية من ذي قبل.

التكتم الإعلامي الذي تفرضه القوى الأمنية على مدينة الناصرية وما يجري فيها، هذا التكتم هو سياسة مدروسة بشكل دقيق، انها تمنع أي صحفي او حامل كاميرا من الدخول للمدينة، أنها اشبه بمدن الضفة الغربية، أو لنقل إنها تعيش بنفس تاريخ انتفاضة اذار 1991، فلم يعرف أحد ما كان يجري في تلك المدن الجنوبية من مقابر جماعية، الإسلاميون اتخذوا نفس المسار؛ هم الآن يفعلون تلك الممارسات لكن بشكل مخفف، وسيصعدون حتما ممارساتهم تلك.

انهم يريدون ترسيخ معادلة واحدة: نحن نسرقكم، ننهبكم، نأخذ اراضيكم، نقتلكم، نعتقلكم، نخرب مدنكم، نهجركم؛ اياكم والاحتجاج او الاعتراض او حتى الإشارة او الايماءة بالرفض.

طارق فتحي