هل العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة؟


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

(أن الحرب المحتملة قد تطال "كل منزل ومكان عمل، وتحدث دمارا هائلا ونزوح ملايين الناس ومعاناة واسعة وخسائر فادحة) مارك روته... الأمين العام لحلف الناتو.

(أن الصراع الدائر في أوكرانيا قد يتحول إلى حرب عالمية ثالثة) الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

(اشعر بالقلق من أن العالم يتجه نحو الحرب العالمية الثالثة، فهناك احتمالات كبيرة لنشوب صراع في العالم وأن هذه الاحتمالات آخذة في التزايد) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

هذه التصريحات هي لكبار قادة العالم، وهي لا تأتي اعتباطا او عبثا، انهم يرون الواقع بشكل أكثر وضوحا، فهم مصدر الصراع او جميع الصراعات التي تحدث في العالم، بالعادة هم لا يلقون تصريحات كهذه على صراع يحدث بين دولتين جانبيتين، لكنهم يستشعرون الخطر من الصراع "الروسي-الاوكراني"، فهذا الصراع بين أكبر قوة نووية في العالم، وأوروبا هي القطب الاخر لهذا الصراع، وقد بدأ يأخذ مديات أوسع وأعمق، دون وجود حلول تقنع طرفي الصراع.

طبول الحرب العالمية الثالثة قد تقرع في أي وقت، فالأزمة التي تضرب النظام العالمي والرأسمالية اخذت تزداد حدة، عمق هذه الازمة كشفه الصعود المخيف لليمين المتطرف جدا في أوروبا وامريكا، هذا اليمين المتطرف بدأ يشكل او يتخذ سياسات قبيحة قد تشكل بوابة لانهيار العالم عبر حرب لا تبقي ولا تذر.

لا يمكن ابدا التكهن بالخطوات التي تتخذها أطراف الصراع، فلا يمكن معرفة نوايا الصين تجاه جزيرة تايوان، فأي خطوة قد تؤدي الى التصعيد مع أمريكا، ولا يمكن معرفة نوايا أمريكا ضد وريا الشمالية، فهذه دولة نووية محاصرة، ولا يمكن معرفة نوايا أمريكا-إسرائيل ضد إيران، والاهم لا نعرف مدى قناعة الغرب بالحلول الروسية لقية أوكرانيا، وهذا يعني ان السماء لا زالت ملبدة بغيوم الحرب.

يكتب الاقتصادي الفرنسي هنري كلود في كتابه "مخاطر أزمة.. مخاطر حرب" ما نصه: (أن أزمة النظام الرأسمالي العامة لن ينتهي امرها الا الى الشدة والاتساع).

لقد تتبع كلود أثر الازمات الاقتصادية التي ضربت العالم، والتي انتهت بحروب قائلا:

(ان حرب عام 1914 سبقتها ازمة عام 1913، وحرب 1939 تلت ازمة 1938، كما ان اندلاع الحرب الكورية 1950-1953، انما تلي حدوث انحطاط جدي في نشاط الولايات المتحدة الاقتصادي عام 1949). هذه هي ديناميكية النظام الرأسمالي وازماته التي لا تنتهي الا بخراب يسود العالم، فليس مستبعدا ابدا ان ينفجر العالم، فالأزمة اليوم تضرب قلب العالم الرأسمالي، وهذا العالم الرأسمالي قد تسلح بشكل مخيف ومرعب، والنظام الذي القى قنابل نووية على "هيروشيما وناكازاكي" هو ذاته موجود ويتزعم العالم، بل ان من يحكم أمريكا اليوم هو شخص عديم الاخلاق تماما وعنصري مقيت جدا. فهل بات العالم على اعتاب حرب عالمية ثالثة؟