خصخصة النظافة...... النيوليبرالية في العراق


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

امانة بغداد تتعاقد مع احدى الشركات الصينية الخاصة برفع النفايات، وتختار منطقتين في بغداد لتكونا نموذجا اوليا هما الكرادة في الرصافة والمنصور في الكرخ، وهما من المناطق الراقية والتي يسكنهما اغلب السياسيين وأعضاء مجلس النواب وقادة الميليشيات، لما تتمتع به من درجات امنية وخدمات عالية.

بغداد مدينة عالية الكثافة السكانية، تشير بعض التقديرات السكانية الى ان هناك بحدود العشرة مليون انسان، تنتج من النفايات يوميا وحسب تقديرات امانة بغداد تسعة الاف طن، ما يعني ان هناك مشكلة تواجهها هذه المدينة.

امانة بغداد، وكباقي المؤسسات الحكومية تخلت تماما عن مهامها بتنظيف المدينة، فعلى الرغم من انها مؤسسة عملاقة، الا انها لا تفعل شيئا حقيقيا يناسب حجمها ومسؤولياتها، هي اليوم تعيش حالة من الترهل الوظيفي، تعد أحد اهم مفاصل الفساد والنهب في هذه الدولة.

امانة بغداد تريد ان تلحق بركب الخصخصة التي غزت البلد، فهذه السياسة الاقتصادية هي التي يفرضها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهي التي انبثقت من خلال تقديم "الورقة البيضاء" سيئة الصيت، والتي بموجبها تتخلى الدولة تماما عن اغلب مهامها الخدمية. أنها النيوليبرالية بكل تفصيلاتها القذرة.

الان ما هي النيوليبرالية؟ أنها تعني:

تخفيض الإنفاق العام على الخدمات الاجتماعية مثل التعليم والرعاية الصحية، وحتى على صيانة الطرق والجسور وإمدادات المياه.

بيع الشركات التابعة للدولة والسلع والخدمات للمستثمرين الخواص، وهذا يشمل المصارف والصناعات الرئيسية والسكك الحديدية والطرق والكهرباء والمدارس والمستشفيات وحتى المياه العذبة.

القضاء على مفهوم “المصلحة العامة” أو “مصلحة المجتمع” واستبدالها ب "المسؤولية الفردية"؛ والضغط على الفقراء لإيجاد حلول لافتقارهم إلى الرعااية الصحية والتعليم والضمان الاجتماعي من تلقاء أنفسهم – وإلقاء اللوم عليهم بعد ذلك إذا فشلوا واعتبارهم "كسالى".

هذه هي بعض خصائص النيوليبرالية وما تفعله بالناس، وامانة بغداد ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فنحن نرى كل شيء عام وقد تحول الى خاص؛ تخلت الدولة شيئا فشيئا عن مهامها، وتركت الناس امام مصير سيء جدا.

مدارس وجامعات أهلية، مستشفيات وعيادات أهلية، شركات تنظيف أهلية، شركات امنية أهلية، شركات مياه عذبة أهلية، مولدات كهرباء أهلية، مصارف وبنوك أهلية؛ كل شيء تحول الى شركات خاصة، لن ينجو أحد من هذه الشركات، انها الرأسمالية في أشرس وأقبح مراحلها.

طارق فتحي