بين أدونيس والجريمة رقم واحد: عيدٌ للرحمة -الطب النفسي السياسي 7-
لمى محمد
الحوار المتمدن
-
العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 08:51
المحور:
الادب والفن
لماذا يعد خطف الطفل محمد قيس حيدر حتى هذه اللحظة الجريمة رقم واحد في تاريخ سوريا؟
في البداية وبما أن الزمن للمحتفلين والناجحين و غض النظر عن كل البؤس، فلنبدأ بالمباركة:
مبارك للكاتب الحاصل على جائزة نوبل لهذا العام: الكاتب هنغاري من أب يهودي تعرض للاضطهاد وأخفى يهوديته سنيناً.. ومبارك أيضاً لمن ترشح ولم يربح بسبب قلة "اتصالاته"، حتى لا أقول موروثه، مبارك يا أدونيس عنواناً للفلسفة والتمرد في سبيل حياة أفضل.
ولجميع من يحلم ببلاد أفضل بينما يشجع التطرف والانقسام، اسمعوني:
يشكل اليهود حوالي 0.2% فقط من سكان العالم، لكنهم مثلوا تقريباً ربع 25٪ ممن حصل على جائزة نوبل عبر تاريخها.
بينما يشكل المسلمون ربع 25 ٪ سكان العالم، لكن حصل منهم 0.46% على جائزة نوبل عبر تاريخها.
نسب معكوسة أليس كذلك؟
طبعاً، وباختصار كل من حصل على الجائزة استحقها، لكن للأسف يوجد كثر لم يحصلوا عليها بسبب قلة علاقاتهم -ما يسمى في الغرب الاتصالات- والاتصالات تختلف عن الواسطة في كون الواسطة تضمن لك الفوز بغض النظر عن إمكاناتك، بينما الاتصالات تضمن لك الفوز إن كنت مستحقاً.
يعني
1-انظروا إلى "علاقات واتصالات" كل رابح واقرؤوا لهم، فهم يستحقون.
2-انظروا إلى “لا اتصالات وموروث” كل مرشح واقرؤوا لهم: هم رابحون في نظر الواقع وسينصفهم التاريخ في المستقبل الأفضل.
3-بالعلم وحده نكبر، نتميز ونبني الأوطان، وبالتالي العلاقات، فالاتصالات.
وما سبق بضع من أسباب كون خطف الطفل محمد قيس حيدر حتى هذه اللحظة الجريمة رقم واحد في تاريخ سوريا: لقد خطفوا الطفل من أمام مدرسته وأمام أطفال أخر تعرضوا أيضاً للرض النفسي المرتبط بالتعليم.. فيا بعض ال 25٪ الثانية ألا تدعونا نحلم يوماً ب ال 25٪ الأولى؟
*******
إنهم يمحون تاريخ سوريا ومستقبلها: أعيادها،تنوعها، حضارة كانت من أقدم حضارات العالم يكتبون فوقها أو يزيلونها حتى من أوراق النقد وكتب المدارس ..زنوبيا كانت البداية فقط…
يخطفون أطفالنا وبناتنا ويحاربوننا في لقمة العيش ليخلو للمحو المكان ولا نعترض.
ما يحدث من خطف أطفال وشابات وقتل شبان ورجال من العلويين في سوريا هو ممنهج، من لا يرى ذلك طائفي بغيض.
أن يُخْطَفَ طفلٌ في وضح النهار ومن أمام مدرسته في أي دولة في العالم، لكفيل باستقالة حكومات وقلب أنظمة!
يحاولون إبعاد الناس عن المدارس، فأية قبيلة -لا دولة- ستبنون؟
حديثاً: سرقوا كبلات الهواتف في الساحل، محاولات خطف الشابات مع نجاح كثير منها ومازالت مستمرة.. الفصل من الوظائف ومنع سد الرمق.. قتل الناس قنصاً لأنهم علويون!
كل يوم يوّقع "النظام" المستحدث على ماقالته موالاة النظام السابق: " إنهم ضدنا لأننا علويون ليس لأنهم ينادون بثورة حريّة".
حتى لو كان ما تقصدون مسرحية جديدة كمسرحية إحدى المختطفات سابقاً، أخرجوا الأطفال من معادلات ترهيبكم.
هذا الطفل محمد قيس حيدر ابني وابن كل شريف في هذا العالم، أعيدوه لأهله وأعيدوا ما بقي من كرامة (ثورة)، ما بقي من حلم " وطن".
*******
عندما يرحل القَتَلة، سنُعيدُ الأعياد جميعها، ولن نسمح للحقد بالكتابة فوق تاريخنا، ولا للأجندات الغريبة بالرسم فوق جغرافيتنا…
سيرحل القتلة، بعدها ممكن أن نتفق..
ويمكن للموسيقا أن توقف الحرائق، وللكتب أن تبني النسيان..سنحصل على نبل العلم قبل نوبل الاتصالات..
وفي عيد للرحمة، سنعيد ذكرى الشهداء والأبرياء ومن قتلتهم "ثقافة" الموت، ونرحم بعضنا بعضاً، ونبارك لبعضنا موهبته بغض النظر عن موروثه...
فقط بعد أن يرحل القَتَلَة.
يتبع…