قلْ لي ما طائفتك، أخبركَ عن رأيك - علي السوريّ الجزء الرابع 6-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 21:47
المحور: الادب والفن     

-لم تكن اسرائيل وايران عدوتين قبل عام 1979، بل على العكس تماماً، اعترفت ايران بإسرائيل عام 1950، لتصبح بذلك ثاني دولة إسلامية تعترف بإسرائيل..
-الشيعة فعلوها أولاً عرفت هذا..
ضحكت هبة، ثم قالت بنبرتها الساخرة:
-الدولة الإسلامية الأولى التي اعترفت باسرئيل كانت تركيا (السنيّة)، في عام 1949.. ولحقتها إيران.. عمّار مع أنك تقول دوماً أنّك علماني، تدهشني قدرة الطائفية على تغيير مواقفك.. تتبع وصفة السوريين منذ بداية الثورة : "قلْ لي ما طائفتك، أخبرك عن رأيك".

قرأتُ مقالاً جديداً ل عليا السوريّة.. حكت فيه عن مجازر الساحل بحق أبناء الثقافة العلويّة، تخيّل، ثم تخيّل اتهمها الطائفيون بالطائفية!

عندما صدح صوتها ضد نظام الأسد كانت علمانيّة ثوريّة.. لأن حديثها واتى أهدافهم.. وعندما تحوّل قول الحق إلى صالح من يعتبرونهم جهة مقابلة هاجموها وكفروها.. لا تكن مثلهم يا عمّار، لم يأتنا من حروب الطوائف سوى الدمار والتخلف، آن أوان تحويل الطوائف إلى ثقافات كاللغة و فن الطبخ.. كفانا تخلف..

البشر يتشابهون حول العالم، في عائلتك ذاتك قد تجد ألدّ عدو وخلف البحار ينتظرك أصدق صديق.

في زمن الافتراض علينا الخروج من كتب الجغرافيا والتاريخ.. صار الزمن زمنَ فلسفة، علم وعالم صغير جداً يجب أن يتسامح مع بعضه وإلا نفنى جميعاً.

لا يجب استمرار أي نظام يقمع ويهين شعبه باسم قضية.. لا يجب استمرار أي حكومة تنفي شعبها باسم الآخرة.. هذا هراء…
الحياة للعلم، الفن، الأدب، الفلسفة والذكاء الاصطناعي.. الحياة للأمان والأنظمة القادرة على تحويل بلدانها من سجون أو أعشاش هجرة إلى أوطان.

***************



في نفس الزمان وغير المكان:

فردت عليا شعرها البني فوق علم أمريكا، وتابعت خطابها في الكونغرس الأمريكي:

لن تستقر سوريا وهي تحاول تقليد تركيا حيناً و الإمارات في حين آخر.. لن تستقر وعينها على السعودية من جهة وعلى سنغافورة من جهة أخرى..
يجب أن يعلم السوريون أن مافعلته الدول السابقة كلها هو إتباع نظام علماني- بغض النظر عن نجاح تام- نعم لقد تم فصل الدين عن الدولة.. عن العلم.. عن الفن، الرقص، الغناء، الأدب، عن الحريات الشخصية، طرق العبادة وطرق الحديث مع الله..

العلمانيّة هي الحل وغيرها يذبح بلدان المنطقة أياً كانت طائفة الحاكم.

والطوائف آه من الطوائف… تم تجريدها من جمال خصوصيتها وتحويلها تهماً..

كيف تستمر دولٌ يعيش حقد جاهلي في مدارسها ويدمغ صورة مستقبل حروب فيها؟

منذ متى يتنحى الأدباء والمثقفون عن تسليط الود علي الأخطاء القاتلة للحرية، الديمقراطية والمساواة…

لقد أثبت مثقفوا الأقليات إنسانية لا تضاهى عندما وقفوا مع ثورات شعوبهم وحُرِموا من دخول بلدانهم، بينما كُثُرٌ من متثاقفي السلطة -أياً كانت- صفقوا لأنظمة تقمع، تخطف، تذل، تسرق، تصفق وتمسح (ال**ياز)…

لم نكن على علم بقدرة الكرسي على قلب المواقف الإنسانية حتى صار شعور قرفنا من متثاقفي الكراسي والشبيحة الجدد بمستوى القرف من شبيحة العهد القديم.

استحقينا تلك البلدان بجدارة علم وأدب، فطَردنا ذبابٌ يحوّل مستقبل أحفادنا إلى غبار يطير مجدداً يمّ الشرق والغرب ليجد حلمه في وطن علماني.


اخرجوا من كتب التاريخ وادخلو عالم العلم والذكاء الافتراضي، لتنجوا.


يتبع…