نستورد الأحلام -علي السوري الجزء الرابع 14-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 09:54
المحور: الادب والفن     

نستورد الأحلام..
لا تشبهنا..
فنحن لم نعد نشبهنا..
نستيقظ على خطف وننام على مجزرة..
ونمر مرور الكرام فوق نعوات الكرام..
ننظر يميناً ويساراً ..شمالاً وجنوباً
لا نرى المكان
ولا نشبهنا…

نريد وطناً
خيراً
وأن يقف الاقتتال
وفينا من يبني القصور على الرمال..
يخلط دفء الدماء
بوجع الذكريات..
فلا نشبهنا…


نستورد الأحلام، الطحين
الاسمنت والحنين
ونصنع بيوتاً
نأكلها لأننا جياع
فتقتلنا الضباع…
ولا نشبهنا..

ما عاد في بيوتنا نساء من قلة الرجال..
وولّى زمن العجين…

ويصل الحلم السحاب
برجاً مكللاً بتجاهل الخراب..
ونظن أننا تقدمنا في
العمران
البنيان
وصرنا كملوك بني نعمان..
فلا نشبهنا….

وعندما نصل السقف العتيد
ننظر يميناً
يساراً ..شمالاً
جنوباً
لا نرى المكان

فالموت أزرق في بلاد الشام
والعلم أسود في بلاد الشام.

وبساطة المكان سوق آخر
مدينة من زجاج
نستورد
العلم
الفن
الأدب
والضباب..

نستوردالقانون..
الحب وتجارة الإنسان…

ما عاد في بيوتنا أطفال من قلة الرجال..
وولّى زمن الخليل والجليل…

نستورد الأحلام..
لا تشبهنا..
فنحن لم نعد نشبهنا..
تحولنا من نجاة إلى جناة..
وصرنا في بلد للضحايا…
نستورد الأحلام
ونصدّر العقول و الأفكار


يتبع…