استباحة الأقليات - علي السوري الجزء الرابع 9-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 00:09
المحور: الادب والفن     

حقي وحقك في الدفتر
عمري وعمرك مكتوبٌ

قلتُ الحق ولم أبخل
وتراكَ كنتَ كذوباً..

قلتَ تريدها ثورية.. حرية
تريد رئيساً منتخباً
صيفاً أخضر
وتعددية…

أثبتَ تريد طائفتك تقتل، تذبح..
تخطف وتتجبر
من مزرعة ل قبيلة
هذا ما أعلنتَهُ في بلد الزيت والزعتر؟

الحق ك روح الله يسكننا..
ويعود إلينا
يحملنا
ويضيق بقفص الإنسان
فيصدح صوته
مهما صمت

ومجازر آذار الأسود سَتُحاسب
ستجلي وسخ سنين ضوئية
من دعوات وهميّة
باسم الدين تتمسّح!

وستبكي حقاً معنا
على قلب خارج جسد
على طفل ناحل جسد
على ذكرى أحلام صبيّة
استباحة ثقافة أقلية..
كل أقلية..

وستنطق…

***********

-حديثه البسيط أسرني، هل تعرف معنى أن يعلّمك شخص قادر على تبسيط أي شيء وكل شيء؟
ضحك علي:
-أعلم.. لكنني سأعقدها..
سمعت صمت علي ونقرات أصابعه على الطاولة..
-عندما لم يكن بحوزتي مال كافٍ حرصتُ على ارتداء أفخر الملابس، كانت (ماركة) القميص أهم من لونه، و( براند) الحذاء أهم من كونه مريحاً أم لا، بعد عملي في الخليج لم يتغير الحال.. الناس هناك يدققون جداً على تلك التفاصيل..لكن عندما وصلتُ ألمانيا.. لم أهتم مطلقاً..
هل تعرفين لماذا؟
-لأنك امتلكتَ المال؟
-ليس هذا فقط.. بل لأنني ملأتُ وقتي بالرسم.. من يملك الهواية يمتلك كنزاً في هذه الحياة.. عطايا السماء ليست دوماً ماديّة.. الغني -بأي شيء- لا يُعنَى بإظهاره الدائم.. ليس فقط لأنه لا يهتم، بل لأن غناه يصبح من المسلمات.
-معك حق، من يمتلك المال لا يهمه إظهاره.. تماماً كمن يمتلك الثقافة والعلم.. وهذا حال الأستاذ الذي حدثتك عنه.
أصحاب العلم والمعرفة يتكلمون ببساطة.. يسميهم الجهلاء " عاديون"..
هم أصحاب أبسط الأحاديث وأقربها إلى القلب.. وهم الذين لا يهمهم أبداً عرفت ذلك أم لا.
الواثق من نفسه لا يحتاج توثيقاً، مساندةً، أو تأكيد مصداقية من أحد، هو يعمل على تحقيق حلم ما، وبرعاية هواية -كنز- ما، وسيصل.
***********

تحوّل إلى قضية رأي عام..
وإلا هي: تُخطَفُ أوتُقتَلُ..
وفوقها بسمعتها يُنّكّل..
هو: يُسْتَباحُ ويُخذَلُ..
يقطف الغار.. فيُقتَل..
لعنة الموت لن تترك لأحفادنا وأحفادكم مستقبلاً
فارحلوا…

ما يفعلُ السفلة؟
يخلقون أكاذيباً تتحول قضايا رأي عام
يفندوها.. يُكّذِّبُوها ليقولوا:
-ها.. أرأيتم؟ لا يوجد مما تدّعوّن..
ها.. أرأيتم.. العصافير تزقزق يا من تكذبون…
فارحلوا…

ويدور كأس المرّ والعلقم..
يسقي الفقير، البسيط والطيب
صرخات المخطوفات واقع الحال
صمت القبور يحكي
ولا ينطق مدعوا الدين..
إلى أن يأتي الأغراب..
الأجانب الأحباب
أجل من تكفرونهم..
من تريدون الحياة في بلدانهم وتحقرونهم..
يصدمونكم:
نراكم.. نراكم يا متأنسنين..
اقرؤوا هنا وتحاسبوا هناك!
ترون الظلم حسب الطائفة وحسب الدين؟
ألا لعنة الأوطان على الخونة والمنافقين
أهذه هي الثورة؟
أهذا هو الوطن؟
أتلك هي قضية الأرض، العرض وملايين اللاجئين؟
فارحلوا..

تحوّل إلى قضية رأي عام يا رفيق..
في زمن ( الترند)، المال وشناعة التصفيق..
تنتحر الإنسانية من بناء عالٍ
فاخر
محكم الصنع ومتين
لا يرها المارة..
بل يقول البعض:
كانت منقبةً..
الحمد لله على نعمة (الدين)!
ولا ترحل..

سترحلوا.


يتبع…