|
|
غلق |
|
خيارات وادوات |
|
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: إبراهيم فتحي |
مشاكل الشريعة الإسلامية والدستور المصري
يقوم الإسلام السياسي على فكرة الحكم بكتاب الله – القرآن دستورنا- وقد يعتمد ذلك أحيانًا على فكرة حاكمية الله التي أطلقها أبو الأعلى المودودي (كل الأعلام الواردة أسماؤهم دون ألقاب)، فالحكم والتشريع مختصان بالله وحده وليسا لأمة أو طبقة ولا حتى للنوع البشري بأكمله. فليس للبشر إلا دور المستخلفين في الأرض فهم خلفاء لله، ولا تتأتى هذه الخلافة إلا من جهتين: إما أن يكون الخليفة رسولاً من الله أو رجلاً يتبع الرسول فيما جاء به من شرع وقانون من عند ربه (أبو الأعلى المودودي: نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور). فالإسلام السياسي دعوة إلى تجاوز حكم البشر إلى حكم الله بأن يكون القرآن دستورًا وأن تطبق الشريعة. وقد يفهم من دعوة تطبيق الشريعة أنها بناء جاهز كامل لم يتغير ولا يتغير من المعايير السلوكية والقواعد القانونية المثالية والنموذجية. ويتساءل محمد نور فرحات ما المقصود بالشريعة؟ إن كانت تعني نصوص المعاملات في القرآن والسنة فهي عامة غاية العموم تحدد المقاصد أكثر من كونها تقدم حلولاً. أما إذا كانت تعني تخريجات الفقهاء من الكتاب والسنة بما كان يناسب مجتمعاتهم فهي متباينة أشد التباين متدرجة في تغيرها وتطورها. وهكذا تباينت آراء الفقهاء حول أغلب ما تعرضوا له في مسائل المعاملات والعقوبات (محمد نور فرحات: المجتمع والشريعة والقانون. ص 21). كما أن حسين مؤنس في مقالاته يعتبر فكرة الجهاز الحاكم الذي يمتلك كل السلطات وآلياته فكرة غير إسلامية، فالذين آمنوا بالرسول ودخلوا الإسلام أطلق عليهم اسم الأصحاب وليس الرعية. وعندما تحول الإسلام إلى دولة بمعنى حاكم ورعية وقع التدهور. وقد انتقد حسين مؤنس جميع الحكام المسلمين بما فيهم أبو بكر وعمر. فهو يذكر أن أبا بكر حرق رجلاُ بالنار وهو ما لم يفعله الرسول وأن عمر قصر الشورى على نفر ضئيل من قريش، وهذا عكس مسلك الرسول. وبعد الراشدين بدأ الابتعاد عن روح الإسلام وخاصة ابتداءًا من معاوية حيث تحول الحكام إلى طغاة فقد أمر بلعن على فوق منابر المساجد وحول الخلافة لملك عضوض . ويواصل محمد نور فرحات اجتهاده فيرى أن هناك مستويات متعددة لما اصطلح على تسميته بالشريعة الإسلامية تختلف في مضامينها وكثيرًا ما تتناقض في محتوى هذا المضمون. المستوى الأول النصوص القطعية التشريعية في القرآن والسنة، وتستمد هذه النصوص عالميتها وصلاحيتها للتطبيق في كل زمان ومكان من قلة عددها وعموميتها إلا في نصوص الزواج والأسرة والميراث والحدود وما شابهها. فهي في مجملها دلائل للاستنباط والاسترشاد في ظل وقائع اجتماعية متباينة دون أن تقدم حلولاً تفصيلية لكل واقعة مستجدة، ولهذا كان الفقه؛ أي أن هذه النصوص بذاتها لا تمثل نظامًا قانونيًا متكاملاً يطلق عليه اسم الشريعة وإن صلحت لتحدد مقاصد هذه الشريعة. أما المستوى الثاني فقد أبدعته قرائح علماء المسلمين استلهامًا لمقاصد الكتاب والسنة ونصوصهما. وهذا المستوى تتباين فيه الحلول إلى درجة التناقض في بعض الأحيان. ومبعث ذلك اختلاف الأعراف والأزمان كما أخبرنا بذلك ابن عابدين والشاطبي والشهرستاني.
|
|
||||
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
نسخ
- Copy
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
اضافة موضوع جديد
|
اضافة خبر
|
|
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
|
الحوار المتمدن
|
قواعد النشر
|
ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن
|
قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن |
|
|
||
| المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها | |||