أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضابط ببدلة مدنيّة أنيقة وربطة عنق حريرية؟














المزيد.....

السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضابط ببدلة مدنيّة أنيقة وربطة عنق حريرية؟


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 04:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن نيتها تعيين جيمس هولتسنايدر (James Holtsnider) سفيرًا جديدًا للولايات المتحدة لدى المملكة الأردنية الهاشمية، ضمن دفعة من الترشيحات الدبلوماسية التي تم تقديمها لمجلس الشيوخ الأميركي في مطلع سبتمبر 2025. ورغم أن التعيين لا يزال في طور التصديق النهائي، إلا أن الشخصية المطروحة لهذا المنصب أثارت جدلًا هادئًا — لكنه عميق — في أوساط الرأي العام الأردني.
فمن هو جيمس هولتسنايدر؟ ولماذا يراه البعض رمزًا للوجه الأمني الأميركي في المنطقة، أكثر من كونه ممثلًا للديبلوماسية الكلاسيكية؟
== سيرة الرجل ... دبلوماسي أم عسكري؟
ينتمي جيمس هولتسنايدر إلى صفوف "الخدمة الخارجية الأميركية" (U.S. Foreign Service)، وهي الهيئة الرسمية التي تدير بعثات الولايات المتحدة الدبلوماسية حول العالم.
ويحمل هولتسنايدر رتبة "Counselor"، وهي من أعلى الرتب التي يُمكن أن يَصل إليها دبلوماسي مهني دون أن يكون معيّنًا سياسيًا.
لكن الملف اللافت في مسيرته لا يتمثل فقط في عمله الدبلوماسي، بل في خلفيته العسكرية.
إذ خدم في مشاة البحرية الأميركية (US Marine Corps) لمدة ست سنوات قبل أن ينتقل إلى العمل الدبلوماسي.
هذه الخلفية ليست تفصيلًا هامشيًا، بل تمثل عنصرًا محوريًا في فهم المقاربة الأميركية لاختيار ممثلها في عمّان، في وقت تتشابك فيه ملفات الأمن، والعلاقات والتوترات الإقليمية المرتبطة دائما بالسياسة العدوانية للكيان الصهيوني.
== المحطات الميدانية ... خارطة التدخلات
في السيرة الذاتية المعلنة له، نجد أن هولتسنايدر شغل مواقع حساسة ومتقدمة في عدة بعثات أميركية، من بينها:
- العراق (بغداد): حيث عمل ضمن الطاقم السياسي في ذروة الانفلات الأمني بعد الغزو الأميركي.
- أفغانستان (قاعدة باجرام الجوية): كمستشار سياسي رفيع للمؤسسة العسكرية الأميركية هناك.
- تونس، إيطاليا، الصومال: وهي محطات متنوعة تُمزج فيها السياسة الخارجية بالتواجد الأمني الأميركي.
- الكويت: حيث شغل منصب القائم بالأعمال (Deputy Chief of Mission) في السفارة الأميركية، في بلد يُعد مركزًا لوجستيًا للقواعد الأميركية في الخليج.
كما عمل في واشنطن في "مكتب الشؤون الإيرانية" و"مركز العمليات" التابع لوزارة الخارجية، وهو ما يشير إلى دوره المباشر في رسم السياسات المتعلقة بالمنطقة.
== الوجه الأمني لتعيين دبلوماسي
ليس جديدًا أن تتقاطع الدبلوماسية الأميركية مع البعد العسكري، ولكن اختيار سفير بخلفية ميدانية كهذه، وفي بلد كالأردن — الذي يُعد شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب ومراقبة الحدود السورية والعراقية — له دلالات تتجاوز المجاملة السياسية.
السؤال هنا: لماذا يُعيَّن رجل بهذه الخلفية في عمّان؟
الجواب قد يكمن في طبيعة الملفات الساخنة التي تزداد تعقيدًا:
- القلق من التوسع الإيراني المزعوم والميليشيات في المنطقة، وتحديدًا في الجنوب السوري.
- الحفاظ على استقرار الأردن كركيزة للنظام الإقليمي الحليف لواشنطن.
- الموجة الشعبية في الأردن الرافضة للتطبيع مع إسرائيل، والمتصاعدة منذ العدوان الأخير على غزة.
- دور الأردن في احتواء الجماعات المتطرفة داخل حدوده وفي محيطه.
في هذا السياق، قد لا يكون السفير الأميركي القادم مجرّد ناقل رسائل دبلوماسية، بل جزءًا من منظومة تنسيق أمني مستدام.
== الرأي العام الأردني ... تحفظات مبطّنة
رغم غياب ردود فعل رسمية من عمّان على التعيين، إلا أن قراءات في المزاج الشعبي تُظهر نوعًا من التحفّظ، وربما الاشمئزاز غير المعلن من شخصية يُنظر إليها على أنها "عسكري يرتدي ربطة عنق". البعض علّق على ملامحه الصلبة وصورته "الكاريكاتورية" كما انتشرت في بعض المواقع، وذهب آخرون أبعد من ذلك، معتبرين أن واشنطن لم تعد تعبأ حتى بـ"اللياقة الرمزية" في تعييناتها.
فبعد سفراء سابقين حملوا خلفيات أكاديمية أو حقوقية، يأتي الآن هولتسنايدر ليُرسّخ ما يراه البعض توجهًا أميركيًا نحو "عسكرة الدبلوماسية"، لا سيما في الدول المحورية.
لكن من الضروري التنويه أن هذه الآراء لا تزال ضمن نطاق التحليل والتعبير الشعبي، ولم تصدر مواقف رسمية أو حزبية واضحة حتى الآن.
== عُقدة السيادة والرمزية
ما يجب التوقف عنده ليس فقط خلفية السفير، بل طبيعة العلاقة التي يُفترض أن يُجسدها.
فهل سيكون سفيرًا بمعنى التمثيل السياسي المتكافئ، أم مديرًا لملفّ أمني يهمّ واشنطن ويشمل المنطقة؟
في ظل التحديات الداخلية والإقليمية التي تواجه الأردن فإن طبيعة الخطاب الدبلوماسي الأميركي ستكون تحت المجهر.
والسفير الجديد، بخلفيته العسكرية، قد لا يملك المهارات الناعمة اللازمة لكسب ثقة الشارع الأردني أو حتى النخب السياسية المتحفظة على اختياره.
== ما الذي يُنتظر من عمّان؟
تاريخيًا، لم يكن الأردن دولة تعارض علنًا ترشيحات السفراء الأميركيين.
ورغم أن السياسة الخارجية الأردنية تميل إلى "إدارة الخلاف بهدوء"، فإن مراقبين يتوقعون أن تُرسل عمّان إشارات غير مباشرة، إما عبر تأخير استلام أوراق الاعتماد، أو من خلال مواقف إعلامية لاحقة تصدر من شخصيات مقربة من مركز القرار.
== سفير في اختبار
جيمس هولتسنايدر، بخلفيته العسكرية وحضوره "الحاد"، يدخل الساحة الأردنية في مرحلة دقيقة.
العلاقة الأردنية الأميركية، رغم متانتها، تمر بتحديات أخلاقية وسياسية غير مسبوقة في ظل التوترات الإقليمية، والتراجع الأميركي في نظر الرأي العام العربي.
سيتعيّن على السفير الجديد أن يُثبت أنه ليس مجرد امتداد لـ"البنتاغون"، بل ممثل لدولة يُفترض أنها حليف وشريك، لا مجرّد جهة ضامنة لأمن الكيان الصهيوني.
هل ينجح في هذا الدور؟ أم سيكون بداية مرحلة جديدة من التوتر المكتوم؟
الأسابيع القادمة ستكشف الكثير.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...
- هذا هو التوحّش الإمبريالي الأمريكي … ديمقراطيا كان الرئيس أم ...
- دونالد ترمب: الوجه الأقبح للإمبريالية ورأس المال المتوحش


المزيد.....




- -ترامب كان مخبرا لـFBI في قضية إبستين-.. لماذا تراجع رئيس -ا ...
- 60 سفينة ضمن أسطول الصمود العالمي ترسو في تونس استعداداً للإ ...
- -مصدر توتّر-.. الرئيس البرازيلي يُهاجم الوجود الأمريكي في ال ...
- إسرائيل تعلن مقتل جنود في غزة ونتنياهو يدعو السكان للمغادرة ...
- في قمة المناخ الثانية.. أفريقيا تتطلع إلى حلول قابلة للتنفيذ ...
- -صوت هند رجب- يسمع في فينيسا وأدهم النابلسي -إمامًا- في دمشق ...
- في لحظة مفاجئة.. كاميرا مراقبة توثق اقتحام سيارة لمطعم ليلًا ...
- مصدر يوضح ما دار بين رئيس وزراء قطر وقيادي بـ-حماس- بشأن مقت ...
- تركيا: مواجهات أمام مقر حزب المعارضة الرئيسي في إسطنبول بعد ...
- بعد وصول 7 قصرّ جزائريين خلسة لإسبانيا: مطالب في الجزائر بفت ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضابط ببدلة مدنيّة أنيقة وربطة عنق حريرية؟