أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق الربيعي - الكلمة مسؤولية














المزيد.....

الكلمة مسؤولية


مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie


الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكلمة أمانة ومسؤولية، وليست مجرد أداة للجدل أو وسيلة للتجريح والإساءة. ومن المؤسف أن نرى بعض المحللين السياسيين والمهتمين بالشأن العراقي، بل وحتى بعض الإعلاميين، يلجؤون إلى الشتيمة والتسقيط الشخصي بدلًا من النقد البنّاء، الذي يُعد ضرورة حضارية وممارسة مقبولة ومطلوبة من الجميع. فالإعلام في جوهره رسالة نبيلة، هدفها الارتقاء بوعي الناس، ونقل الحقيقة بموضوعية، والمساهمة في بناء مجتمع راقٍ، لا أن يتحول إلى أداة لتصفية الحسابات وإثارة الفتن.

لقد أصبح المشهد الإعلامي في كثير من الأحيان ساحة للمهاترات بدلًا من أن يكون منبرًا للنقاش المسؤول، إذ نشاهد في بعض البرامج الحوارية ضيوفًا يتبادلون الشتائم على الهواء مباشرة، في مشاهد تسيء قبل كل شيء إلى المتحدث نفسه، لأنها تكشف ضعف حجته وفقر منطقه، وتؤكد عجزه عن خوض نقاش قائم على الأدلة والوقائع. وهذا ما يُفقد الحوار قيمته، ويُفرغه من مضمونه، ويجعل المتلقي يفقد ثقته بالمؤسسات الإعلامية التي كان يُفترض أن تكون مصدرًا للتنوير والتثقيف.

إن خطورة هذا السلوك لا تقف عند حدود الإساءة اللفظية فحسب، بل تتعداها إلى تكريس ثقافة الانقسام والتناحر، بدلًا من نشر ثقافة الحوار وقبول الرأي الآخر، وهي ثقافة يحتاجها العراق اليوم أكثر من أي وقت مضى وهو يمر بتحديات سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية. وإذا استمر هذا النهج، فإن الإعلام سيفقد دوره الحقيقي، وسيتحول من سلطة رابعة فاعلة إلى مجرد ساحة صراع مليئة بالضجيج الذي لا يثمر سوى مزيد من الإحباط واليأس.

النقد الموضوعي ليس ترفًا فكريًا ولا خيارًا ثانويًا، بل هو مسؤولية أخلاقية ومهنية، لأنه السبيل الوحيد لتصحيح الأخطاء وكشف مواطن الخلل وتقديم البدائل. أما النقد الذي يتحول إلى تسقيط أو شتيمة، فهو لا يختلف كثيرًا عن العنف المادي، لأنه يجرح ويُقصي ويزرع الكراهية. ومن هنا، فإن على النخب السياسية والإعلامية أن تدرك أن قوة الكلمة تكمن في صدقها ورصانتها، لا في حدّتها وابتذالها.

إن الإعلام الحر والمسؤول هو صمام الأمان لأي ديمقراطية حقيقية، وهو المرآة التي تعكس صورة المجتمع أمام نفسه وأمام العالم. وإذا سمحنا لهذه المرآة أن تتلطخ بالمهاترات والشتائم، فإننا نسيء إلى تاريخنا وثقافتنا قبل أن نسيء إلى خصومنا.

ولذلك، ينبغي الابتعاد كل البعد عن هذه الأفعال المشينة، من أجل الحفاظ على إرثنا التاريخي والحضاري، وصون صورة العراق أمام العالم، وإبراز قيمه الأصيلة في التسامح والحوار واحترام الكلمة. فالكلمة مسؤولية، وإذا فقدت هذه المسؤولية معناها، فلن يكون للحوار قيمة، ولا للديمقراطية أساس راسخ يمكن أن يقوم عليه مستقبل أفضل



#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يتجاوز الحب القوانين والاعراف
- الشباب هم ثروة البلاد وأمل التغيير
- حين تتحرر المرأة يتحرر المجتمع
- الاعتذار طريق النضج والمسؤولية الاجتماعية
- احترام الرأي وتقبل الرأي الآخر
- اغتيال الطفولة بأسم القانون
- حين يصبح الحبيب صديقًا… وتصبح الصداقة عشقًا
- أسلوبك بالكلام اهم من الكلام نفسه
- الديمقراطية لا تبني بالقمع
- العنف الأسري
- الصراع ما بين القلب والعقل
- الإنسانية ليست دينًا، بل رتبة يصل إليها بعض البشر”
- المرأة بين مطرقة المجتمع وسندان التشريع
- ألوان الحب وجمال العشق
- العلاقات المسمومة
- الحب لا يقتصر للحبيب فقط
- فسحة امل
- الحب فوق القانون
- بعض هداية الرب بشر
- حب الذات لا يهزم


المزيد.....




- -ترامب كان مخبرا لـFBI في قضية إبستين-.. لماذا تراجع رئيس -ا ...
- 60 سفينة ضمن أسطول الصمود العالمي ترسو في تونس استعداداً للإ ...
- -مصدر توتّر-.. الرئيس البرازيلي يُهاجم الوجود الأمريكي في ال ...
- إسرائيل تعلن مقتل جنود في غزة ونتنياهو يدعو السكان للمغادرة ...
- في قمة المناخ الثانية.. أفريقيا تتطلع إلى حلول قابلة للتنفيذ ...
- -صوت هند رجب- يسمع في فينيسا وأدهم النابلسي -إمامًا- في دمشق ...
- في لحظة مفاجئة.. كاميرا مراقبة توثق اقتحام سيارة لمطعم ليلًا ...
- مصدر يوضح ما دار بين رئيس وزراء قطر وقيادي بـ-حماس- بشأن مقت ...
- تركيا: مواجهات أمام مقر حزب المعارضة الرئيسي في إسطنبول بعد ...
- بعد وصول 7 قصرّ جزائريين خلسة لإسبانيا: مطالب في الجزائر بفت ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق الربيعي - الكلمة مسؤولية