أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع الثانية2/2















المزيد.....

من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع الثانية2/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 21:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



توقفت عملية التشييع العراقية الحديثة عند بغداد التي هي ذات غالبية شيعية بالاصل كما كان عليه الحال ايام العباسيين، في حين ظلت القبائل التي تقطن المناطق الغربية، وصولا الى مافوق الموصل على حالتها البدوية، وهي اصلا قبائل قريبة العهد بالعراق، دخلته على اثر الهياج القبلي الاخير مابين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، مع الفيوض الآتية من جزيرة العرب في حينه، وامتداداتها في صحراء الاردن والجزيرة، وصولا لاعالي سوريا، وقد دخل منها العراق باثر الازاحات والاقتتال الطويل، قبائل عنزه وشمر والضفير، بالتتابع، فازاحت بعضها بعضا الى الاعلى، لتبقى مستقلة بذاتها، وغير معنية بالتعرق فعليا الا بعد قيام "السلطة المركزية"، فوجدت فيها مصدرا للمنعة ناهيك عن حكم الضرورة بعد قيام الكيانات وانغلاق الحدود، الامر الذي يعكس خاصية الدوائر التضاريسية الاجتماعية العراقية التاريخية الثلاث، ويوجه النظرللتباينات الناجمة عنها.
لم يمنع وضع الاستحالة او الصعوبة القصوى المرجعية النجفية من الطموح لمد مذهبها الى الشمال، وقد عرف من المراجع الكبار من مال لمثل هذه المحاولة، فالمرجع الاكبر صاحب فتوى تحريم التنباك التي تسببت بمقتل ناصر شاه في ايران على يد خادمه، نقل مقر المرجعية من النجف الى سامراء، محاذيا بحر القبائل السنية المنتشرة هناك والى الغرب، والشيرازي ربما كان اهم مرجع شيعي في العصر الحديث، منذ ايام الشيخ المفيد الذي انتقل الى النجف من بغداد بعد خلافة المتوكل في القرن التاسع الميلادي ) يتزامن تاريخ النجف وتاسيسها مع تاسيس جامع الازهر في مصر على يد الفاطميين(، فالشيرازي عرف بنزعته المناهضة للاحتلال الانكليزي، مع توحيديتة الاسلامية الوطنية، وله مآثر مهمة، سواء في علاقته مع الحكام، ومنهم ناصر شاه نفسه عند زيارته للنجف، او مع الحاكم الانكليزي الذي طلب مقابلته في سامراء، على اثر تعرض ابن المرجع لاعتداء من شباب من غير طائفتة، ورفض الشيرازي استقباله، قائلا بان الامر شان بين المسلمين لادخل للانكليز فيه، وهو من اقام اول جسر في سامراء، واسقط حقه وحق ابنه في حادثة الاعتداء تلك، كما انه اصدرفتوى تحريم التنباك ضد الشركات الغربية، وقام بوساطة لدى الباب العالي لصالح جمال الدين الافغاني فاعتمد هناك حتى وافاه اجله.
وحين توفي قبيل ثورة العشرين، تناوبت العشائر السنية على حمل نعشه من سامراء الى النجف، الا ان ماثر الشيرازي لم تصل لدرجة التاثير في القبائل المذكورة مذهبيا، كما حدث من قبل في جنوب ووسط العراق، وظلت حدود المذاهب في العراق عصية على الاختراق، فلم يكن يرد في البال تبلور ملامح موجة ثانية من التشييع لبقية القبائل العربية، وظل هذا الامر بعيدا عن الاذهان، حتى بعد انهيار السلطة المركزية الحديثة بطورها الثاني عام 2003) عرفت السلطة المركزية الحديثة في العراق طورين، الاول الملكي استغرق الفترة بين 1921/ 1958 والثاني 1968/2003 وبينهما فترة عشر سنوات غير مستقرة( على يد الامريكيين، فهؤلاء ارسوا نظاما يقوم على المحاصصة الطائفية، وهو يوفر حكما وعمليا ارجحية لاحدى المكونات العراقية لاسباب تتعلق بالارجحية العددية وتركز الثروة، فموقع الشيعة اصبح راجحا بعد الاحتلال الامريكي بداهة، كما بحكم طبيعة "العملية السياسية" التي تم ارساؤها.
وبهذا فلقذ اقترف الامريكيون منذ غزوهم العراق خطيئتين، الاولى تاتت من استعدائهم المناطق الغربية وقبائلها، مادفع بهؤلاء لحمل السلاح ومقاومتهم، والثانية ناجمة عن عدم تقديرهم لنتائج خيار المحاصصة الطائفية من حيث اثرها على صعيد حفظ التوازن بين المكونات المختلفة مستقبلا، بما في ذلك الخطر الاستراتيجي على موقع الاكراد، هذا مع عدم احتسابهم هم مع الدول العربية "المناصرة" للسنة، لوخامة النتائج المترتبة على خيار المحاصصة، بظل الارجحية العددية الشيعية، ناهيك عن غيرها من الافضليات، فمبدا محاربة ايران في العراق بالسنة العراقيين، يترجم بظل "العملية السياسية الطائفية" موضوعيا، هزيمة تاريخية للسنه، عزز اسبابها اضافة للخيار الامريكي، كل من "القاعدة" و " داعش"،فالاولى تسببت في الاحتراب الطائفي الاول 2006/،2007 وانتهى بخسارة السنة خاصة في بغداد واضطرارهم للهجرة الكبرى الاولى، والثانية تتسبب بها اليوم " داعش" منذرة بما هو افدح.
وتكاد الفتوى التي اصدرها المرجع علي السيستاني بعد سقوط الموصل في حزيران من العام الماضي، تكرر بوسائل وظروف اخرى، عملية التشييع الاولى، مع ان الحالية عنفية، وتتم عبر القتال "ضد داعش"/ للعلم فان 95 من اعضاء داعش عراقيون/ لاكما كانت الاولى دعوية صرفة، فاذا امكن للحشد الشعبي "جيش المرجعية" استعادة تكريت وتحرير الرمادي، قبل التوجه الى الموصل، فان العراق سيكون وقتها على مشارف التحول الى كيان شيعي، ولن تبقى امامه سوى ربما جولة صغرى لكي يتحول الى الاجحية الشيعية المطلقة،فالقبائل السنية في المنطقة الغربية لن تجد امامها من حل بعد هذه الجولة، سوى التفكير بالانقلاب المذهبي، يعزز ذلك تاريخ التسنن العراقي الحنفي الاقرب الى مذهب الاثنا عشرية، وتوزع اغلب القبائل على الطائفتين، ووقتها يصبح من العسير تخيل اضطلاع اي من المكونات العراقية الاخرى باي دور مؤثرمستقبلا، ناهيك عن ان يكون فعالا، وهذا الحكم ينسحب على الكرد الذين سيختل التوازن لغير صالحهم عراقيا، ومع احتساب اثر محاذاتهم ايران فسيكون وضعهم بمنتهىى العسر.
لم يسبق لمرجعية النجف ان اصدرت " فتوى جهاد" منذ عام ،1914 اي منذ قرن كامل، فهل كان دافع السيد السيستاني الخوف من سقوط بغذاد بيد "داعش" فعلا، ام انه استثمرالهياج الاعلامي العربي والغربي، ليمررفتواه، بينما كان يضمر قصدا اخر مبيتا ومحفوظا في استراتيجيات المرجعية منذ عقود، وهل سيكون السيد السيستاني ياترى، علامة من علامات المذهب الشيعي العراقي التاريخية الكبيرة، ويرتقي ربما لمستوى الشيرازي، بعد ان يصبح العراق في عهده "شيعيا"، بينما العرب خارج العراق يحسبونها بالمقلوب، ولايتوقفون عن ارتكاب افدح الاخطاء، ثم يولولون ويكذبون بلا حساب عبر الفضائيات.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2 ...
- الحركة الشيوعية العراقية وثقافة الموت
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- بيان تاريخي صادر عن - مؤتمر شيوعي عراقي - لم ينعقد بعد( 2/2)
- بيان تاريخي صادرعن -مؤتمر شيوعي عراقي- لم ينعقد بعد(1/2)
- الحركة الوطنية الايديلوجية العراقية وهيمنة منطق الهزيمة
- العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)
- هل كان ماركس شيوعيا؟
- ماركسية عربية لمابعد ماركس
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية / ...
- في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1 ...
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ...
- على طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية- العراقية 1/ ...
- كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة ال ...
- مابعد العثمانية ومابعد الغرب
- هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك ...
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع الثانية2/2