أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - الضابطُ نائمٌ !














المزيد.....

الضابطُ نائمٌ !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 12:43
المحور: المجتمع المدني
    


صديقي المُصّوِر الشهير ، القادم من السويد ، مبعوثاً من الصليب الأحمر ، لتوثيق حالة النازحين الإيزيديين ، في مُخيمات أقليم كردستان ... إتصلَ بي في السابعة والنصف من صباح أمس الأحد 3/5/2015 .. وقال : أنا الآن عالقٌ في سيطرة كَلَك الكائنة بين أربيل ودهوك ، ولا يسمحون لي بالمرور .. فطلبتُ منه إعطاء الهاتف لعُنصر السيطرة لأتحدث معهُ . قلتُ : .. صباح الخير عزيزي .. هل هنالك مُشكلة بالنسبة لعبور السيد ، فهو يحمل الجنسية السويدية ، وهو عراقي عربي بالأصل ، ومعه تصريح من الصليب الأحمر ؟ .. قال : لا أستطيع السماح له بالمرور ، إلا بموافقة السيد الضابط المسؤول عن السيطرة . قلتُ له : وأين هو ؟ قال : انهُ نائم ! . قلتُ : وماهو الحَل ؟ ومتى سينهض السيد الضابط ؟ قال : رُبما بعد نصف ساعة ! .
بقية النفرات في التكسي ، كانوا مُستعجلين لأنهم مُرتبطين بالدوام كما يبدو .. فإضطرَ صديقي أن يأخذ حقيبته الصغيرة وكاميرته ، ويدفع الإجرة ، فغادرَ التكسي الى دهوك ، وبقى صاحبنا السويدي في السيطرة ! .
وبعد حوالي النصف ساعة ، أخذَ الحارس ، جواز صديقي وكتاب الصليب الأحمر ، الى غُرفة السيد الضابط ، الذي ألقى عليهما نظرة سريعة ، وأمَرَ : .. إسمحوا لهُ بالذهاب ، لاتوجد مُشكلة ! .
كُل التكسيات القادمة من أربيل ، كانتْ مُكتظة بالرُكاب .. لكن سرعان ما إستجاب سائق سيارة خصوصي ، طَيِب ، لإشارة صديقي وتوقف .. لكنه قال : أنا ذاهب الى قرية في منتصف الطريق الى دهوك .. فرحبَ صديقي بالعَرض .. وكنتُ قبلها بقليل قد إتصلتُ بهِ وقلتُ له أنني قادم لأخذهِ من السيطرة .. لكن بعد التفاهُم مع سائق السيارة الخصوصي ، إتفقنا على " إستلام " صديقي ، عند القرية في منتصف المسافة بين أربيل ودهوك . وهذا ماحصل بالفعل .
توجهنا الى مُخّيم " شاريا " الكبير ، لللاجئين الإيزيدين ، الذين غالبيتهم من سنجار والقُرى العائدة لها .. وبعدها الى قمة جبل زاوة .. وإلتقط صديقي ما شاء له من اللقطات عن المخيم واللاجئين وأحوالهم وكذلك لمدينة دهوك . عادَ بعدها الى أربيل عصراً ، لأنه سيغادر الى السويد في اليوم التالي .
............................
أردتُ من هذه المُقّدمة الطويلة ، التركيز على نقطةٍ واحدة فقط : ( الضابُط نائِم ) ! . لا إعتراضَ على أن يكونَ هنالك ، تفتيشٌ في السيطرة ، وسط الكَم الهائل من المخاطِر المحيطةِ بالأقليم ، بل ان ذلك ضروري ومطلوب . لكن يجب أن يكون ذلك وِفقَ ضوابط وآليات معقولة ومُناسبة ومَرِنة .. حيث أن " السُلطة " الموجودةِ بيد " الضابِط " مثلاً ، يجب أن تُقّنَن وينبغي إيجاد بدائل في حالة عدم تواجدهِ ، كأن يكون له مُساعِد له كفاءة جيدة وخبرة وإمكانية إتخاذ القرار ..
وفي المثال أعلاه : صحيحٌ ان الحادثة " صغيرة " للغاية ، ولم تستغرِق وقتاً طويلاً ، ولم يتُم إهانة أحد بصورةٍ سافرة .. لكن لننظُر الى النتائج : .. تأخُر صديقي لأكثر من أربعين دقيقة في السيطرة بدون أي سبب / إضطراره لدفع إجرة التكسي لأن بقية النفرات عندهم دوام ولا ذنب لهم ليتأخروا أكثر / إضطراري للذهاب من دهوك الى منتصف الطريق الى أربيل " علماً أنني لاأملك سيارة ، فإستعرتُها من وَلدي الذي عّطلتهُ عن عملهِ " . كُل هذا ، لأن " الضابط كان نائماً " ! ، ولم يكن هنالكَ مَنْ ينوب عنهُ .
المسألة " الصغيرة " هذه ، في ظاهرها ... كبيرة في الواقع . لأنها تُشير الى وجود خللٍ جّدي في منظومة " الإدارة " عموماً . لأننا كما يبدو ، لازلنا نعتمدُ على ( الشخص ) وليسَ على ( القانون أو النظام الذي يُتيح البدائل ) .. فإذا كان الشخص نائماً أو يستحم أو يتناول الطعام أو ... الخ ، فأن الأمور لاتسير كما ينبغي !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقُ عظيمٌ .. وليخسأ الخاسئون !
- ربوبي
- - إصعدوا شُبراً أو شبرَين - !
- تعديلات على مسوّدة مشروع دستور أقليم كردستان
- قصّة مدينتَين
- إمرأة إيزيدية لِرئاسة أقليم كردستان !
- صراعات ... وتِجارة
- أحلامنا الضائعة
- في الذكرى 81 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
- ديمقراطيتنا الهّشة ... على المَحَك
- داعشيات
- إبن ستة عشر كلب .. ولن يدفَع !
- اليوم العالمي لل - سُعادة - !
- الحكومةُ والشعب
- عن القمار والمُقامِرين
- بينَ عالمَين
- يوم المرأة العالمي / عراقِياً
- مفتاحُ حَل أزماتنا : الشفافِية
- سيارات للتنقُل .. وسيارات للتفاخُر
- رَحَمَ اللهُ إمرءاً ، عملَ عملاً فأتقنهُ


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - الضابطُ نائمٌ !