تكريم طبيب

جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 16:54
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

حصل على شهادة الدبلوم في الطب المهني من الكلية الملكية للاطباء (بريطانيا) في سبعينات القرن الماضي. وتعامل مع مفردات الطب المهني في وقتها، وشارك في وضع اسس لممارسة ذلك الاختصاص في العراق. والمرض المهني يكتسب تعريفه من التشريع، وما ينظم عمل الاطباء في المصانع والشركات وغيرها.
ومع بدايات الاهتمام بالرعاية الصحية الاولية وتبنيها سياسة صحية من قبل وزارة الصحة، تعامل مع نسب انتشار الامراض المزمنة (داء السكر وارتفاع ضغط الدم وذبحة القلب وجلطته والسرطانات وغيرها) ومراقبة انتشارها في المجتمع، مع محاولات لتنظيم تقديم الخدمات الطبية والصحية لتلك الامراض. وشارك بفعالية في مسوحات ميدانية حول صحة الطفل والامراض التي تصيبه، وتابع تطبيقات جدول نمو الطفل في المراكز الصحية، وكذلك برامج اخرى مثل الارواء الفموي والتلقيحات والرضاعة الطبيعية والسيطرة على امراض الجهاز التنفسي وغيرها من البرامج التي شكلت حجر الزاوية في تقليل وفيات الاطفال الرضع، ويشار لها بـ GOBIFFF . وهي سياسة صحية وضعتها منظمة الصحة العالمية لبلدان العالم الثالث لتجاوز محنها الصحية، وتبنى على ثلاثة اعمدة، التكنولوجيا المناسبة مثل جدول نمو الطفل والتلقيحات وغيرها ومشاركة المجتمع وتعاون القطاعات (الصحة والخدمات البلدية والتعليم وغيرها).
ساهم مؤخرا في مسح ميداني شمل العراق حول انتشار ارتفاع ضغط الدم وداء السكر وعوامل الخطورة لهما. والتحضير لمثل هذا المسح يشمل استعدادات نظرية وتنسيق مع جهات ساندة متعددة اهمها الدول المانحة ومنظمة الصحة العالمية والجامعات المساهمة التي حصلت على المنحة. وقيادة اجتماعات للخبراء والمساهمة بفعالية في اعداد الاستبانة. ثم مناقشة العينة الممثلة للمجتمع وهكذا الاحتياجات الاخرى اللوجستية. وخلال تنفيذ المسح شارك مشرفا على تنفيذ الفرق الطبية والصحية، وله دور مشهود في مناقشة النتائج واعداد برنامجا ستعمل به المراكز الصحية للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم وداء السكر، وتقليل انتشار مضاعفاتهما، والتعامل مع عوامل الخطورة لتقليل احتمالات الاصابة به.
والمفردات التي تعامل الطبيب معها جزء من مفردات علم الاوبئة Epidemiology ومن انتشار الامراض وتوزيع الاصابات على العمر والجنس والمهنة والمنطقة وغيرها. وتحديد عوامل الخطورة لها Risk factors وجمع المعلومات عبر الاحصاء الروتيني والمسوحات وغيرها من النشاطات. والوقاية من الامراض المزمنة تعتمد بالاساس على تقليل احتمال الاصابة من خلال التعامل مع عوامل الخطورة وتاثيرها.
واثناء تواجده في لندن سلم صديقه، هناك نسخة من سيرته الذاتية C.V. ليفخر بانجازاته في العراق. وبعد اشهر يصله بريد الكتروني من كلية الاطباء البريطانية يزف له بشرى منحه شهادة زمالتها FFPH (زميل كلية الصحة العالمية)، وهي شهادة عليا. لقد تاكدت تلك الكلية من متابعة الوثائق التي اشارت لها سيرته الذاتية، ومنها تقارير نشرتها منظمة الصحة العالمية وغيرها، ووجدت ان عمله وخبرته يوازي تلك الشهادة. وكان تكريما من اكاديمية طبية علمية في انكلترا لتعامله مع مفردات علم الاوبئة.
ونفتقد في العراق لمثل هذه الاليات، بل هناك من يعرقل الحصول على الشهادات العليا بحجج عديدة! واهمها ابان حكم البعث الانتساب للحزب والرعوية وغيرها. وربما تبدو حلما ان تهتم الكليات والجامعات بمثل هذا النوع من التكريم للعطاء.وقديما حصل الدكتور هاشم الوتري رحمه الله على زمالة كلية الجراحين الملكي FRCS فخريا، ويؤرخ الجواهري الحدث باحتفال مهيب:
مجدت فيك مشاعرا ومواهبا وقضيت فرضا للنوابغ واجبا
بالمبدعين الخالقين تنورت شتى عوالم كن قبل خرائبا
لله درك اي اس منقذ يزجي الى الداء الدواء كتائبا
ونال تلك الشهادة فخريا كذلك الدكتور مصطفى الخضار رحمه الله استاذ الجراحة في كلية الطب- البصرة. وقد فصله النظام السابق بكتاب يشير لعدم كفائته، وصادف التاريخ سنة تخرجي من الكلية. رحم الله الخضار فكان اكفأ استاذ في الجراحة وقتها.
انها دعوة للعمل من اجل العلم والعلماء وايجاد اليات تكريم. ويكمن ذلك في تجاوز الخشية من المنافسة وتجاوز سلبيات حصر المنافسة بمن يقدم الولاء للحكام.

#جواد_الديوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات