أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - شخصية نرجسية (ملاحظات خاصة صدام حسين)














المزيد.....

شخصية نرجسية (ملاحظات خاصة صدام حسين)


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 23:45
المحور: سيرة ذاتية
    



ثنائيات الولاء والعداء او الولاء والعصيان من مظاهر الحكم ابان سنوات صدام حسين. وتركزت في القضاء وعمل الاجهزة الامنية ومنها حزب البعث. وربما هذه من موروثات البيعة للخليفة الاموي والعباسي والسلطان العثماني، ويسجل التاريخ دور البيعة في قطع الاعناق.
وربما تعززت الثنائيات في اشكاليات اخرى مثل الخير والشر والعدل والظلم وغيرها في ادراك اجيال ترعرت اثناء حكم المقبور الضرورة. والبيعة للقائد واسماء الايام لها مثل الزحف الكبير وغيرها من متممات ثنائية الولاء والعصيان وثنائيات غيرها بدرجة اقل وضوحا (مثال ذلك النصر والهزيمة والاقدام والهروب في الحصاد الاكبر ابان الحرب مع ايران وما لحق ذلك من اعدامات باعذار شتى).
بذل اعلام صدام حسين جهدا في التحضير لنكران denial هزيمة 1991 في طرد جيش المقبور الضرورة من الكويت. واضحت نتيجة المعركة "النصر" وبطلها عبد الله المؤمن. وينسحب هذا النكران على كل الحروب المجنونة التي خاضها القائد الهمام. ويرفض الجواهري الكبير فكرة النصر الامريكي وقتها في قوله:
بما انتهى؟ وعلى من راح ينتصر
غول تضبع منه الناب والظفر
نصر على من، على بيت وربته
وصبية وعجوز هده الكبر
فيوظف ذلك صدام حسين لينشرها في صحف العراق وقتها، رغم غضبه على الجواهري. والشاعر الكبير يرسم صورة لتدمير العراق والاثم الامريكي في ذلك، وليس تعزيز فكرة النصر لدى المقبور الضرورة. انه يستهزأ بنصر تحالف تقوده الولايات المتحدة بالضد من اطفال ونساء العراق.
تتركز الثنائيات في الاشرار والاخيار وبمقولة صدام حسين "يعمر الاخيار ما دمره الاشرار". وقد تمثل كذلك اسقاط الخلل على الاخرين (اسقاط projection ). فمن دمر العراق هم الاشرار! ومن عبر المحيطات لشن حرب على العراق! وليس من اصر على احتلال بلد عربي وضمه بالقوة، او من حاول رشوة دول العالم ببيع نفط بالمجان وقتها، ولم تتقدم حينها اي دولة العالم للحصول على النفط بدون مقابل.
ان الثنائيات والنكران والاسقاط من اليات الدفاع العقلي الاكثر انتشارا في الشخصية النرجسية. واليات الدفاع العقلي وسائل يتجاوز فيها الانسان اشكاليات تعامله مع تحديات الحياة ومشاكلها. فقتل انسان (بناء الله) او اعدامه عند تجاوزه الولاء حق للحاكم والخليفة والوالي والسلطان كما يبدو.
والنرجسية من ميثولوجيا الاغريق حول شاب اسمه Narcissus (نارجس) اثار اهتمامه صورة وجهه على سطح ماء بحيرة، ووقع في حب شخص غير موجود خارج جسده. وذو الشخصية النرجسية يبحث عن اهتمام استثنائي من الناس (ولنتذكر قصائد في حب القائد واغاني من العرب والعراقيين ويهدي حملة الماجستير والدكتوراة عملهم العلمي لمقام القائد، ويتجول متبخترا في معرض هدايا الناس للقائد المؤمن. ويضخم ذو الشخصية النرجسية اعماله ومواهبه وانجازاته واهميته (تبرز الالقاب مثل قائد الامة العربية والقائد الضرورة وهبة السماء الى الارض وبطل التحرير القومي وحارس البوابة الشرقية للوطن العربي وغيرها). ومن شخصيته تغلب عليها النرجسية يرسم اهدافا غير واقعية وفنطازيات (تحرير القدس عبر طهران او عبر الكويت)، ويستعرض قابلياته الفكرية والعقلية باشكاليات الفنطازيا (وصايا القائد للشعب مثل اسبق عدوك ولا تجعله خلف ظهرك الى غيرها من الوصايا في تشبه واضح بالرسل والانبياء). واعمال من شخصيته نرجسية لا تتناسب والواقع (يتبرع لجياع امريكا ملايين الدولارات واطفال العراق يعانون سوء التغذية ابان سنوات الحصار).
الشخصية النرجسية نوع من اعتلال الشخصية، وبحاجة الى علاج ليتكيف مع المجتمع. واليات الحكم وقتها دفعت بالكثيرين ليتصدروا القضاء والجيش والتعليم العالي وغيرها، فكانت البحوث عن فكر القائد الضرورة حول الطفل والمراة والدفاع عن الوطن وغيرها. وجعلوا من ذلك الضرورة علما من اعلام علم النفس حيث جاء بنظرية العقاب والثواب (انواط شجاعة واوسمة ثم الاعدام)، وجعلوه منظرا في اساليب تربية الطفل (اطلاق النار اثناء رفعة العلم في المدارس) كما صوره للشعب اساتذة علم النفس وغيرهم. واسبغ القوم غليه بالقاب مهنية بحتة مثل مهندس .... فتعززت عندة صفات النرجسية بشكل كبير.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذج ام عراقية (والدتي)
- ادوار سياسية
- الاكاديمي والعمل السياسي في العراق
- غضب الاطفال
- اغنية خي خي وذكريات خاصة
- العراق بحاجة لتحالف القوى الديمقراطية
- ترقية علمية 1 - 2
- نحو تحالف للقوى الديمقراطية في العراق مرة اخرى
- احتفالية اليوم العالمي للفتاة في بغداد
- حلم تحالف القوى الديمقراطية في العراق
- نحو تحالف ديمقراطي في العراق
- الجلبي يكرم الاول في الرياضيات جامعة بغداد
- الازمة السياسية في العراق
- مجموعة العمل الوبائي للسيطرة على الادمان واساءة استخدام المو ...
- بين نائبة ونائب
- الادمان والاعتماد على الادوية واساءة استخدام المواد
- لم يؤثر التعليم في سلوكنا
- ملاحظات حول مشروع النظام الداخلي للتيار الديمقراطي
- ملاحظات حول الصحة العقلية
- العقابيل النفسية للتعرض للحروب والارهاب


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - شخصية نرجسية (ملاحظات خاصة صدام حسين)