أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جواد الديوان - تغيرات في اليات التعليم الطبي














المزيد.....

تغيرات في اليات التعليم الطبي


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 10:57
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تهب رياح التغيير على التعليم العالي والبحث العلمي مؤخرا، وتسعى كليات الطب الى تغيرات جوهرية في المناهج واساليب التعليم والتدريب وغيرها، ومنها كلية الطب- جامعة بغداد.
اعتمدت التدريسات في العقود الماضية على اسلوب مركزه الاستاذ لا الطالب، ويعتمد المحاضرة اساسا له، وصيغة امتحانات تركز على استرجاع المادة واستذكار مفرداتها (الذاكرة). وينعدم التنسيق بين الفروع او اقسام الكلية، فتكررت محاضرات في المراحل او حتى المرحلة الواحدة بين الفروع. واهملت العملية التدريسية المهارات والاتجاهات. وتعود الطلبة على الحفظ والتذكر دون الاستيعاب والتفكير (الدرخ) ومعظمهم ينسى المواد بعد النجاح.
ومنذ خمسينات القرن الماضي يعمل الغرب على اشكاليات التعليم. ووضع العالم بلوم (1956) هرما لها قاعدته المعرفة (تذكر المادة وامكانية ان يعدد المتعلم "الطالب" احداث او عوامل او صفات وغيرها) والادراك (شمول جميع المعاني، وممكن ملاحظة ذلك في الوصف والتفسير والمناقشة) والتطبيق (توضيح استخدام المعلومة او الاشارة للتطبيقات العملية والمختبرية او مناقشة احداث تاريخية وغيرها) والتحليل (اختبار موضوع محدد او الاشارة لمراقبة الاحداث او المقارنة بين حدقين او ظاهرتين وغيرها) والتجميع (تصميم لحدث او ظاهرة او تقديم معادلة رياضية اشتقاقا او نتيجة لظاهرة وتجربة) والتقييم (مثل الحكم على حدث تاريخي او وظيفية فسيولوجية او تقييم برنامج محدد). وهذا ما كان يسميه العرب الاستقراء والاستنتاج!.
ويتجاوز الغرب اشكاليات التعليم في بحوثهم الى اليات التفكير، واشاعة العقل الناقد في المجتمع. وتطورت لديهم طرق البحث وتراكمت المعلومات وتغيرت العديد من الممارسات، ونلاحظ التقدم في مفاصل العلم عندهم. وبقى الناس في العراق يستهلكون المعلومات من الغرب، ويتدربون على تطبيقها فقط. والتنافس في الطب شديد لاحتكار التطبيقات الجديدة.
وتتطور اليات التعليم لتشمل المعرفة بكل درجاتها المشار اليها والمهارات (لها هرم مماثل للمعرفة) والاتجاهات. واهملت مناهج التعليم لدينا المهارات في المراحل الاولى، وتبرز المهارات في السنتين الاخيرتين (طرق اجراء الفحص الطبي او الحصول على التاريخ الطبي والتعامل مع المعلومات للوصول للتشخيص). اما الاتجاهات فلا مكان لها في المنهج، واثرت عند تعامل الاطباء مع مرضى فقدان المناعة المكتسب (الايدز) على سبيل المثال لا الحصر او يعترض استاذ في كلية الطب على محاضرة للانحرافات الجنسية في منهج الدراسات الاولية او العليا. ومثال قديم، اثناء الاقامة الدورية (التدريب بعد التخرج من كلية الطب- البصرة) لم يزر اي من الاطباء اختصاص الباطنية او الامراض الاستوائية مستعمرة البتيرة للجذام leprosy (تم غلق المستعمرة في التسعينات من القرن الماضي)، ويتابع المرضى طبيب قرى وارياف. وتتعاقد الحكومة مع طبيب هندي للمستعمرة، فيجلب المرضى للمستشفى للعلاج الطاريء مثل بتر الاعضاء (الساق) او لاشكاليات العيون وهكذا. ما اردت ان اقوله تمنع الكثير من الاطباء على التعامل مع المرض رغم ان فترة العدوى له تاخذ اكثر من 20 سنة. انها مشكلة الاتجاهات للاطباء العاملين. وتعامل ذلك الهندي بمهارة عالية في متابعة المرض واجراء فحص الجهاز العصبي كجزء من متطلبات تطور المرض واستجابته للعلاج (ولي وقفة لاحقة مع الامر وما عرضته فقط مثالا لاشكالية اهمال الاتجاهات). اهمال الاتجاهات يدفع الاطباء للحصول على المشورات حول الامر من مصادر اخرى. ومثال ذلك ترفض طبيبة التعامل مع وسائل معينة لمنع الحمل.
تعمل وحدة التعليم الطبي (كلية الطب- بغداد) بشكل دؤوب لاقامة ورش عمل متعددة لمناقشة اهداف المحاضرات في نشاطاتها. وتبقى المحاضرة جزء من عملية تعليمية مستمرة. وركزت احدى الورش على صياغة الاهداف لتلك المحاضرات.
كلمة هدف في اللغة العربية قد تكون ترجمة لكلمة objective او goal او target في اللغة الانجليزية. الا ان المعنى التقني للكلمة يتاثر باستخدامها. واهداف المحاضرة تعطي المعنى لكلمة objective اي الاهداف المرجوة من المحاضرة. وعندما يتم صياغتها بشكل يكون الطالب محور مركز للعملية التعليمية، ستمثل تلك الاهداف ما متوقع من الطالب ان يقوم به بعد نهاية المحاضرة. وبذلك تركز اهداف المحاضرة على مختلف مستويات المعرفة (التذكر والادراك والتطبيق والتحليل والتجميع والتقييم) والمهارات والاتجاهات.
من مميزات اهداف المحاضرة الوضوح والقابلية على القياس وامكانية تحقيقها وارتباطها بتقييم الطالب (الامتحان). وممكن ان تكون امثلة لاسئلة متوقعة في الامتحان. المنهج والمحاضرات والاهداف (للمنهج والمحاضرات) معلنة للطلبة في الشبكة العنكوبتية وغيرها. وتجاوز نظام التعليم لديهم اشكاليات الامتحانات في العراق، وشكوى الاساتذة من محدودية المادة وتكرر الاسئلة، وعدم السماح للطالب بالاحتفاظ بنسخة من الاسئلة! او عدم توفر نسخ من اسئلة السنوات السابقة! في المكتبات او الانترنيت (الشبكة العنكبوتية). وتمثل هذه تمرين للطالب على حل الاسئلة وتفهم المادة لا حفظها ونسيانها. ويمارس الطالب بها مختلف انواع المعرفة فيها. ولانعدام هذه الاليات تكرر الخطا في السؤال والتسلسل للاسئلة ثم يضعوا درجة اضافية يسموها bonus ز وهذه صفة للدراسات الاولية او العليا.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نائب
- شخصية نرجسية (ملاحظات خاصة صدام حسين)
- نموذج ام عراقية (والدتي)
- ادوار سياسية
- الاكاديمي والعمل السياسي في العراق
- غضب الاطفال
- اغنية خي خي وذكريات خاصة
- العراق بحاجة لتحالف القوى الديمقراطية
- ترقية علمية 1 - 2
- نحو تحالف للقوى الديمقراطية في العراق مرة اخرى
- احتفالية اليوم العالمي للفتاة في بغداد
- حلم تحالف القوى الديمقراطية في العراق
- نحو تحالف ديمقراطي في العراق
- الجلبي يكرم الاول في الرياضيات جامعة بغداد
- الازمة السياسية في العراق
- مجموعة العمل الوبائي للسيطرة على الادمان واساءة استخدام المو ...
- بين نائبة ونائب
- الادمان والاعتماد على الادوية واساءة استخدام المواد
- لم يؤثر التعليم في سلوكنا
- ملاحظات حول مشروع النظام الداخلي للتيار الديمقراطي


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جواد الديوان - تغيرات في اليات التعليم الطبي