أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - سيرة اب حب المغامرة














المزيد.....

سيرة اب حب المغامرة


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 17:45
المحور: سيرة ذاتية
    


اشكاليات
لم ينتبه الاولاد لاثار هرم والدهم بعد سنوات في نقرة السلمان (سجن سيء الصيت) مع اهوال البعث في بداية الستينات من القرن الماضي. ولم يستوعبوا كونه عاطل عن العمل بقرارات قرقوش رشيد مصلح (الحاكم العسكري العام ووزير الداخلية بعدها). كما لم يعرفوا التغيرات في رجال الحكم واختفاء الحرس القومي البغيض من الشوارع.
وربما لم يتسائل الاولاد كيف ولماذا تضمهم غرفة واحدة مع اب وام في نهاية العشرينات من عمرهم في التنومة (شط العرب) ومرة اخرى في الموفقية (دار الجد احمد رحمه الله). ولم تثر اهتمامهم الاشكالات والخلافات بين اعمامهم اولاد الجد احمد من جهة والجد ووالدهم من جهة اخرى.
غضب واضح واصوات عالية وصياح وجدل، وربما تهديد لم يبقى في الذاكرة. اعمامهم يعترضون على بناء مشتمل لهم في حديقة الجد احمد. تحدثوا عن الحقوق في الورث، وحرمة ان يستاثر احد الابناء بحصة اكبر، ويشار الى والدهم بالاسم وبصراحة.
- بناء مزيف، قال عمهم الاكبر ورردها الاصغر
تحدثوا عن الموت والحياة! والحقوق الشرعية، قبلها عرجوا عن السجون التي دخلها والدهم لاسباب سياسية
- انها شرع الله، هكذا اكدوا جميعا.
ودار الجد ستكون ورثا للجميع سوف يستاثر بحصة منه اكبر احدهم. وبعد جولات وجولات من النقاش الصاخب ولايام متكررة، يجد هؤلاء الاعمام الحل " انه بعد عمر طويل للجد باذن الله لن يستحق والدهم سوى ثمن المسقفات" اي الغرف التي بناها الوالد في الحديقة او ما يسمونه المشتمل. ويضيف احدهم " ثمن المسقفات مدفوع بدل الايجار عبارة عن السكن في المشتمل بدون ايجار".
وهكذا جاء الحل من محامي ورجل دين، انه ثمن المسقفات، درس المحامي الوضع القانوني ، ولم يرغب الاعمام بمعصية الله فكان حل من رجل الدين، وقالوا انهم لا يعترضون على مساعدة اخيهم لا سمح الله، ولكنهم يخشون الله ان خرجوا عن شرعه.
ويخوض والدهم مغامرة اخرى في بناء دار مراهنا على طول عمر الجد، وربما انها النيات الحسنة والرغبة في توفير سكن للعائلة، وقابلية تحمل المخاطرة (مغامرة).
مكافاة نهاية الخدمة من شركة نفط البصرة BBC لم تتجاوز الالف دولار، ومع قطع ذهبية للوالدة رحمها الله تحولت الى منزل. ثلاث غرف احداها للوالدين والاخرى للاولاد والثالثة للضيوف. واخيرا تحصل العائلة على خصوصية في السكن بمغامرة غير محسوبة بدقة! ولكنها مشيئة الرحمن الرحيم بان تستمر الحياة هكذا.
الدار شرقية ذات حوش مفتوح تعبث به شمس النهار والريح مع الغبار والامطار، يتعرض افراد العائلة منها لتغيرات واسعة في درجات الحرارة في كل ذهاب للمرافق او الحمام او المطبخ. وربما ادمن الاب المغامرات، وكانت توسعات في الدار. تحولت الى غربية، واضافوا لها غرفة في بداية السطح اضافة الى مانتج من مساحة تسمى الهول. وبقى البناء تحت مسمى المسقفات كما اوضح الاعمام مرة اخرى عندما استشعروا بالنية لتطوير الدار.
في ليلة تجمعت العائلة حول مدفاة علاء الدين (صوبة) ويسرد عليهم الوالد قصة سبارتكوس. انها من فلم شاهده سابقا. ويروي لهم تفصيلا بعض لقطات من تعامل الاسياد مع عبيدهم ابان الامبراطورية الرومانية. انها طبقات المجتمع، هكذا شرح لهم الامر، وعرج على نضال الشعوب لتحصل على الحرية والكرامة. تجمع العبيد وقتها حول سبارتكوس قائد تميز بالشجاعة والصبر والحكمة. وربما بكى الجميع حين روى لقطات من وداع زوجة سبارتكوس له، تعانق اقدامه وتقبلها وهو على خشبة الصلب، وينظر لها سبارتكوس دون ان يقوى على قول كلمة من الجوع والعطش.
- وهل بقى سبارتكوس طويلا مصلوبا بعد ان دقوا مسامير في كفية وقدميه. قال احدهم
- نعم وبدون طعام وشراب وينسى الم المسامير، يشرح لهم الاب تفاصيل تلك اللقطات
وقتها لم يسمع الابناء بملحمة الجواهري يصف معاناة البشر ومناضليهم بعد ان حكمت سادة في الموالي:
ودقت مسامير خجلى عطاشى
بكف المسيح فطارت رشاشا
ويحمر من فرط الحياء الحديد
المسيح عليه السلام تكرر في صمود الابطال على مر العصور، وتعرف الاولاد بعدها على ثورة الزنج في البصرة، وعاصمتها المختارة، وبطولات صاحب الزنج، وبطش بنو العباس.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هروب من ماضي
- ملاحظات حول شخصية الفرد العراقي
- دوافع وحاجات (مشاهدات من العراق)
- هذيان سياسي
- الجلبي يكرم الاول على الرياضيات – كلية العلوم في جامعة بغداد
- شخصية رحامية (افكار خاصة)
- ثقافة العنف: نظرة خاصة
- لو يسعى التيار الديمقراطي من اجل كتلة سياسية
- ملاحظات حول مستقبل العراق
- تغيرات في اليات التعليم الطبي
- نائب
- شخصية نرجسية (ملاحظات خاصة صدام حسين)
- نموذج ام عراقية (والدتي)
- ادوار سياسية
- الاكاديمي والعمل السياسي في العراق
- غضب الاطفال
- اغنية خي خي وذكريات خاصة
- العراق بحاجة لتحالف القوى الديمقراطية
- ترقية علمية 1 - 2
- نحو تحالف للقوى الديمقراطية في العراق مرة اخرى


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - سيرة اب حب المغامرة