أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مهزلةُ أوباما السورية














المزيد.....

مهزلةُ أوباما السورية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رغم أن مجازرَ النظام في سوريا ضد الشعب السوري فاقعةٌ رهيبة جاوزت مذابح النازيين، فقد تصرفت الإدارةُ الأمريكية بشكل رث، مضحك.
لكن هل يمكن طلب التحرير والعون من قوى استغلالية كبرى؟
لقد أدت مساعدات أمريكا السابقة إلى الشعب العراقي إلى كوارث له، وقادت عملية رجوع الى الوراء، بسبب رؤيتها المحافظة المعادية للديمقراطية والحداثة والعلمانية، وإعادتها الى النسيج والصراع الطائفيين في العراق، بحيث وجهت العراق لتحلل القرون الوسطى، وأزمت المنطقة بصورة أكبر.
فلا يمكن لدولة يقودها يمينٌ متطرف أو يمينٌ معتدل مناوئ لشعبه أن يحرر شعباً آخر. فـ(سيطرة شعب على شعب آخر تؤكد عدم حريته).
ولهذا فإن القيادة الأمريكية بشكل عام معبرة عن قوى استغلالية ضد قوى شعبها العاملة لا تستطيع أن تخلق الحرية في العالم، وخاصة في معركة الشعب السوري.
فالقوى المعارضة السورية ذاتها لم تصنع معركة وطنية موّحدة شعبياً، وانساقت بردود فعل على جرائم النظام، وصعدت قوى دينية إرهابية، ذات خطورة على تطور الشعب السوري نفسه.
ولم تعمل أغلب القوى الغربية والشرقية على تصعيد قوى وطنية علمانية تضع حداً لاستغلال الدين في تفكيك صفوف الشعب والمنطقة، ولهذا فقد ترددت أقسامٌ كبيرة من الشعب في الانضمام الى التغيير، وكانت النتائج مأساوية في عدد القتلى والجرحى والمعتقلين والنازحين ودمار المدن.
تفرد فرنسا في طرح المجابهة يدل على كون اليسار الديمقراطي هو الأقرب الى المساعدة الإنسانية، وترك الدوافع الاستعمارية والاستغلالية وحسابات الصراعات الطبقية بين القوى السياسية.
في حين كان حزب العمال البريطاني المُخترق من هذه الجوانب يؤكد بعده عن رؤى اليسار وانحشاره في حساباته الانتخابية الضيقة.
فالمجازر غير المسبوقة للنظام في سوريا لا يمكن أن لا تحرك المشاعر الانسانية فما بالك بالمواقف السياسية النضالية!
سحق شعب كامل بالأسلحة الثقيلة وتدمير المدن فوق رؤوسه ثم مطاردته بالصواريخ في الأحياء الباقية المهدمة وعدم الاكتفاء بذلك بل قتله بالأسلحة المحرمة المتفق على التصدي لاستعمالها بشرياً، مسائل خطيرة عبرت عن موت الضمائر بعد تطورات مذهلة في مسائل حقوق الإنسان و(الديمقراطية) ودور الأمم المتحدة وأهمية الرأي الحر!
وقد جاءت ترددات أوباما أكبر رئيس دولة مالكة لأقوى الأسلحة خلال سنتين ونصف السنة كارثية وتركت تلك المقابر الوحشية تتسع وكان يمكن التصدي لها بحزم من دون أن تشتعل المنطقة وكان يمكن للبشرية أن تحيي الرئيس الأمريكي بدلاً من أن تسخر منه.
وحتى لو جاءت هذه الضربات فلن تكون لها عملياً قدرة على خلق تحولات سياسية حقيقية، فهي مجرد ضربات من الخارج ومحددة في مناطق، وقد قام النظام المتوحش بكل احتياطاته لتجنب قواه من التأثر بهذه الضربات التي غدت معروفة سلفاً وهو مازال يواصل سياسة القتل الواسع في ظل الاستعداد للضربة المحدودة.
لم يكن الموقف الأمريكي أو التركي أو غيرهما مشكلاً لجبهة سياسية وطنية سورية تقوم بالتغيير الوطني الداخلي وتدع هذه الجبهة هي التي تقاوم النظام وتغيره.
لم يكن من أهداف هذه الدول بناء سورية وطنية قوية متحدة بل هي تريدها مجموعات من القوى الطائفية والشراذم بحيث تتفكك الدولة وتضعف ولا تستطيع أن تمثل تحدياً عربياً ديمقراطياً لإسرائيل أو لنظام العراق.
ولهذا فإن القوى الديمقراطية والوطنية السورية مدعوة إلى التحول العميق وتجاوز البرامج الدينية الطائفية والقومية العنصرية والتبعية للخارج.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذجانِ مأزومان
- جمودٌ مطلقٌ
- المثقفون والتحولات
- رأسماليةُ الدولةِ العسكرية
- تذبذبٌ حارقٌ
- قراءةٌ غيرُ موضوعية للتاريخ
- مسرحُ الخليجِ والديمقراطية
- القوميةُ والمذهبيةُ
- إخفاقُ الليبراليةِ العربيةِ الأولى
- علاقاتٌ تاريخيةٌ بين الانتاجِ والسكان
- تأييدُ الغرب للإخوان
- تحولاتُ الوعي النهضوي المبكر
- الوعي البحريني وإشكاليةُ النقدِ
- الشعبُ والمصيرُ
- الديمقراطيةُ والناس
- العربُ ونقدُ الواقع
- انفصامُ تركيا الاجتماعي
- «الإخوان» والتطور الحديث
- أمريكا والتنكرُ للعلمانية
- حكمُ الاسطورةِ والعنف


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مهزلةُ أوباما السورية