أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المثقفون والتحولات














المزيد.....

المثقفون والتحولات


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يتوجه الوعي في العالم النامي لقوانين تحول المجتمعات، كانت الثقافة الغربية قد طرحت مفاهيم عدة في فهم التحول البشري الاجتماعي كتقسيمه لأطوار السحر والدين والعلم، وقامت الماركسية بطرح مسألة التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية الخمسة ودرست قضاياها الأساسية بشكل فريد.
لكن هذه لم تعتبر قوانين راسخة حتى لدى جماعات من الماركسيين.
في التجربة الروسية البلشفية وُجهت الإرادة العامة والجهد الشعبي نحو إقامة الصناعة الثقيلة وربط كل روسيا بشبكات الكهرباء والتعليم، ورغم إن القوى الحاكمة من الفئات الوسطى والصغيرة إلا أن القبضة الفولاذية للحزب وفكرته السياسية المسيطرة وجهتا الشعب نحو تلك الصناعة، وتوفير أغلب الفوائض لها، وتم إعدام لصوص المال العام، وتوزيع الأرض الزراعية الكبيرة على صغار الفلاحين والمعدمين ثم القيام بالتجميع الزراعي الضاري، من أجل توجيه الفوائض للصناعات الثقيلة التي تم إنجازها في بضع سنين.
وهذا ما فعله الصينيون كذلك. وقد إحتاج الغرب لقرون من أجل هذا.
إن الماركسية الشمولية هنا التي عبرت عن طموح الشغيلة ألغت قوانينَ المادية التاريخية، وقفزت، وأنتجت تجارب دامية شمولية، لكن من جهة أخرى ثوّرت المجتمع وقفزت به قفزة لن يقوم بها إلا عبر عشرات السنين. لكنهم لم يستطيعوا القفز على قوانين المادية التاريخية، فالانتقال من الإقطاع إلى الاشتراكية لم يحدث ووجدوا أنفسهم يؤسّسون الرأسمالية وقد دخلوها من النافذة.
في هذه الفترة كان العرب يحاولون التطور عبر تجريبية يقودها مثقفون لم يحسموا خياراتهم الاجتماعية ولم يدرسوا التشكيلات، وكان خيار الرأسمالية مهلهلاً، ففي مصر ارتفعت النفقات المعيشية بعد الحرب العالمية 600% وواجه ربع العمال وعددهم 1,3 مليون البطالة.(طارق البشري الحركة السياسية في مصر).
ورغم ظهور بنك مصر وشركاته المتعددة فإن إنخفاض ثمن القطن وتغلغل الشركات والسلع الأجنبية وأزمات الرأسمالية الغربية حالت دون الاهتمام الواسع بالتصنيع.
ولم تهتم المَلكية بالتصنيع كخيار يقود إلى الاستقرار البعيد المدى، ولهذا فإن حكومة ثورة يوليو التي تقودها الفئات الصغيرة نفسها كما في روسيا والصين قدمت التسهيلات للرأسمالية الوطنية لكي تفعّل التصنيع، لكن الطبقة البرجوازية لا يمكن أن توسع استثماراتها في نظام عسكري محفوف بالمخاطر، وهي تطالب بنظام ديمقراطي تداولي للسلطة حتى تأمن التطور، وهو ما أدى إلى موجة التأميم فيما بعد، لكن موجة التأميم هذه لم تقد لتصنيع ثقيل واسع، بل إلى تصنيع ثقيل محدود جداً، وإلى صناعات خفيفة لاءمت طبقات إستغلالية بذخية، وهو ما تكرر في البلدان العربية بأشكال أقل تطوراً، فالصناعات العربية طريق لضخ الفوائض للغرب والشرق وللبذخ المحلي وتخريب التطور الصناعي الحقيقي.
لم يلتفت أغلبُ المثقفين لمحاور التحول العالمي هذه، والأهمية المحورية للصناعات الثقيلة ولتبدل هياكل المجتمع وثقافته وعالمه المتخلف مركزين على صراعات وقضايا فكرية وسياسية جزئية.
(وقد انتهت الماركسية من العالم كفكر ولكن الماركسيين وقد كسدت بضاعتهم عادوا إلى التسلل بأساليب أخرى)، مصطفى محمود.
إن مصطفى محمود الذي يقول إنه كان ماركسياً لفترة وآمن بتجربة الاتحاد السوفيتي اكتشف فيما بعد ضلال هذه التجربة، لكن لا نجد في أعماله تحليلاً لهذه التجربة والاستفادة منها بل لا نجد سوى تقلبات بين التيارات من وحدة الوجود الهندية والصوفية واليوغا حتى المذهبية المحافظة الإسلامية.
تحليل التجربة المصرية وعدم مقاربتها للتجربة السوفيتية أو الاستفادة الخلاقة منها، كانت ستؤدي به لمجابهة الواقع الوطني ونقده وكشف طبقاته البذخية وتوجيه الناس نحو طريق الصناعة والعلوم والديمقراطية والحداثة كما كان يمكن أن يؤدي بأدبه إلى مواجهة الواقع ونقد الخرافة والاستغلال.
أما طريق الوضعية المنطقية، مدرسة التجريبية اللغوية لزكي نجيب محمود، فقد اكتفت بمناقشة وتحليل الجُمل الفكريةِ للمدارس المختلفة، وتصحيح الفكر المجرد، والابتعاد عن المصطلحات غير الملموسة، وبالتالي حل إشكالية تياري الدين والماركسية المعتمدين على تلك المصطلحات غير الموجود لها أصل واقعي ملموس كما تقول هذه المدرسة المثالية الذاتية.
فيما الماركسية العربية رضيت أن تساير الأنظمة الرأسمالية الحكومية بذات المعايير المتخاذلة السابقة الذكر والتي قادت إلى ما نحن عليه من ضياع حضاري.
هكذا تاه التاريخ التحولي المنشود وبقي العرب في تجريبية استهلاكية بذخية من جانب، وحياة شظف وتخلف من جانب آخر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأسماليةُ الدولةِ العسكرية
- تذبذبٌ حارقٌ
- قراءةٌ غيرُ موضوعية للتاريخ
- مسرحُ الخليجِ والديمقراطية
- القوميةُ والمذهبيةُ
- إخفاقُ الليبراليةِ العربيةِ الأولى
- علاقاتٌ تاريخيةٌ بين الانتاجِ والسكان
- تأييدُ الغرب للإخوان
- تحولاتُ الوعي النهضوي المبكر
- الوعي البحريني وإشكاليةُ النقدِ
- الشعبُ والمصيرُ
- الديمقراطيةُ والناس
- العربُ ونقدُ الواقع
- انفصامُ تركيا الاجتماعي
- «الإخوان» والتطور الحديث
- أمريكا والتنكرُ للعلمانية
- حكمُ الاسطورةِ والعنف
- إيران.. إلى أين؟
- غيابُ الموضوعيةِ من الساحة البحرينية
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (8)


المزيد.....




- ترامب يعلن شن غارات جوية على 3 مواقع نووية في إيران
- إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل
- إسرائيل تقتل ظل نصر الله بإيران: تصفية رمزية أم بداية مرحلة؟ ...
- سر المهلة والقنبلة الخارقة.. لماذا أجل ترامب قرار ضرب إيران؟ ...
- ترامب عن مهلة الأسبوعين لإيران: الوقت وحده هو الذي سيخبرنا
- خبير عسكري: تحصينات ديمونة قديمة واستهدافه سيطول هذه المناطق ...
- عاجل| وسائل إعلام إيرانية: دوي انفجارات في شرق #طهران ومدينة ...
- ملك البحرين يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري
- تعود للقرن الرابع قبل الميلاد.. اكتشاف بقايا -إيمت- المصرية ...
- إسرائيل تعلن إحباط هجوم إيراني على رعاياها في قبرص


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المثقفون والتحولات