أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - قراءةٌ غيرُ موضوعية للتاريخ














المزيد.....

قراءةٌ غيرُ موضوعية للتاريخ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتمد أغلب وجهات النظر الشديدة المحافظة على قراءةٍ غير موضوعية للتاريخ، كما يقول سيد قطب (وعشت - في ظلال القرآن - أرى الانسان أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية.. إنه إنسان بنفخة من روح الله.. وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض..). إنها قراءة تجريدية لتاريخ بشري واقعي، فالقرآن أداةُ تغييرِ حياةِ العرب مثّل نقداً تحليلياً متصاعداً لبنية التفكك الوثنية وهيمنة الارستقراطية المكية موجهاً جمهور الأغنياء والفقراء للتوحد وبناء مجتمع مختلف، وما كان متصوراً ان جمهور التجار والعبيد يمكن أن يتحد ويغير ذلك العالم الممزق العنيف.
لكن بدون اللغة التحليلية النقدية التجميعية لهؤلاء ما كان يمكن أن يحدث هذا. هنا نقرأ الموضوعية وبحسب الوعي العقلاني الديني فإن نضالية البشر هي امتداد للإرادة الإلهية بحسب ظروف الناس وأحوالهم وإراداتهم في التغيير، فهي عملياتٌ واقعية تاريخية ينبغي أن تُدرس حيث تتشكل حيناً وتنفرط بعد ذلك كما حدث لإرادة العرب المسلمين حين انهار التحالف بين التجار والعبيد وقامت أسرُ الأشراف بالحكم، فهنا سببيات واقعية ندرسها من خلال لغة القرآن وتطور النظام الاجتماعي والصراعات فيه وتناميها لغير مصلحة الأغلبية الشعبية.
هذه الأهداف كانت مجسدة بحسب آية «كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم» والتي كان ينبغي الحفاظ عليها بإجراءات وهيئات شعبية محددة، ومن هنا فدرس مثل هذا التطور الموضوعي يفرز ما هو موضوعي هام للبقاء وما هو ثانوي.
أما تكوين قراءة تجريدية تلغي التطور الموضوعي وتهيم في تقديس مبالغ فيه يُقصد منه تضييع السمات النضالية الهامة فهو يعود الى طبيعةِ قارئ النص الديني حيث تقود المبالغة ليكون هو المهيمن على النص يوجههُ كما يشاء ويُدخل أغراضه الذاتية ويجمد التطورَ العربي بحسب نظرته المحافظة.
وكما يقوم بجعلِ النص الديني مطلقاً فهو يحول الناس المختلفين وقوى التطور التحديثية والتنوعات الفكرية إلى هباء، (وخاصة مناهج الفكر الغربي وعلى نتاجه كذلك في الدراسات الإسلامية).
إن المبالغة الشديدة في النص الديني من قبل هذا القارئ ليس لبقائه والاهتمام به بل هو لتضييع سماته الجوهرية حيث يؤدي ذلك إلى المبالغة الكبرى في الذات القارئة فتغدو هي الحَكم في فهم النص وزمانه وفي نفي التطورات الانسانية الديمقراطية الغربية والتي هي امتداد للتطورات النضالية عند المسلمين، ثم تغدو نفياً للمسلمين أنفسهم باعتبارهم يعيشون عيشة جاهلية، لاختلافهم عن رؤية صاحب قراءة النص.
في حين إن النضالات الديمقراطية عند العرب المُقادة من خلال الدين كان ينبغي أن تُدرس وتتم قراءة أسباب تخلي العرب عنها وأسباب تخلفهم وتفككهم، وكيف ان تلك العناصر الجوهرية تنامت عند أمم أخرى وحين يعود المسلمون لاستثمارها لا يتخلون بهذا عن دينهم وتطورهم الخاص، بل يضعون هذه التطورات والسمات في مستواها السياسي المستقل غير المختلط والمدمر للعقيدة.
وبهذا فإن القراء الحديثين الدينيين والعلمانيين والقوميين يمكن أن يتقاربوا في التعاون السياسي ويشتركوا معاً في إصلاح بلدانهم وأحوال اقتصادياتهم وظروفهم، في حين أن لهم مرجعيات فكرية ودينية ومذهبية مختلفة، كيف لا وقد غدت الانسانية كلها متداخلة متعاونة، وإن كان ثمة قوى عنيفة وحربية ترفض ذلك.
القراءة الذاتية المتضخمة المتسلطة على الظرف الديني المبكر المؤسس هي قراءة إلغائية نخبوية محدودة، في حين ان القراءات الواقعية تلم بالظروف الموضوعية وتقرأ إنجازات النص وإشكاليات المرحلة وسببياتها، وتقود الأمم الإسلامية إلى فهم ظروفها، من تعاون وصراع وتخلف، وكون المشكلات هي جزء من التاريخ الموضوعي في ظروفها المختلفة الصعبة، ويمكن إعادة النظر في هذا التاريخ الحديث وإعادة تجديد ظروفها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحُ الخليجِ والديمقراطية
- القوميةُ والمذهبيةُ
- إخفاقُ الليبراليةِ العربيةِ الأولى
- علاقاتٌ تاريخيةٌ بين الانتاجِ والسكان
- تأييدُ الغرب للإخوان
- تحولاتُ الوعي النهضوي المبكر
- الوعي البحريني وإشكاليةُ النقدِ
- الشعبُ والمصيرُ
- الديمقراطيةُ والناس
- العربُ ونقدُ الواقع
- انفصامُ تركيا الاجتماعي
- «الإخوان» والتطور الحديث
- أمريكا والتنكرُ للعلمانية
- حكمُ الاسطورةِ والعنف
- إيران.. إلى أين؟
- غيابُ الموضوعيةِ من الساحة البحرينية
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (8)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (7)
- رأسا الحداثةِ المنفصمان
- الثورةُ السوريةُ وحربٌ إقليمية


المزيد.....




- رغم فرضه عقوبات على روسيا.. البيت الأبيض: ترامب مستعد للقاء ...
- اصطحبت طفليها إلى الشاطئ.. ابنة هالك هوغان تفسّر سبب عدم حضو ...
- موجات الحرّ -تفتك- بإسبانيا: تسجيل أكثر من ألف حالة وفاة خلا ...
- الجيش السوداني يعلن إسقاط طائرة إماراتية -محملة بمقاتلين أجا ...
- 200 منظمة خيرية ووكالات أممية تدعو إسرائيل لإلغاء تشريع
- جنوب أفريقيا تدعو العالم للاعتراف بفلسطين ووقف الإبادة الجما ...
- تعرف على 5 تحف معمارية تزين الرباط
- المجلس الدستوري بالكاميرون يبعد موريس كامتو من سباق الرئاسة ...
- واشنطن تتحدث عن تقدم بشأن حرب أوكرانيا وزيلينسكي يهاتف ترامب ...
- ما حقيقة ارتفاع معدلات الطلاق بالعالم العربي وما حلوله الفاع ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - قراءةٌ غيرُ موضوعية للتاريخ