أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - غيابُ الموضوعيةِ من الساحة البحرينية














المزيد.....

غيابُ الموضوعيةِ من الساحة البحرينية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 08:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


تسيطر الآراء الأحادية الجانب على السياسيين البحرينيين، فإما أسود معتم وإما أبيض ناصع، وحين تقرأ أعمدةَ من يحسبون أنفسهم على المعارضة تجد أن كل شيء رديء، وليس ثمة شيء إيجابي في الواقع، ويُكتب ذلك بصورة عاطفية وعبارات مفتوحة على أي شيء، بنفس عقلية مظاهرات الخمسينيات.
المعارضة بهذا الشكل سهلة، فهي صراخ وحدة، ولا يوجد تحليل وقراءة لظروف الناس ولا كشف لتناقضات الواقع.
هؤلاء ينطلقون من سكون الواقع، ولونه الواحد وغياب الأقطاب التاريخية داخله، مثلهم مثل كتاب مدح النظام وشتم المعارضة، الواقع هو نفسه ولكن بلون آخر، ولا توجد هنا سلبيات.
حين تكلم الشيخ عيسى قاسم عن الحوار الوطني في خطبةِ جمعة سابقة حددَ الواقع السياسي بصورة معينة، فقال إن الطرف المعارض لديه أصوات قليلة فيما هو صوت الشعب، في حين أن طرف السلطة يمتلك أغلبية الأصوات في هذا الحوار.
بهذا الوعي قامَ بتجريد الواقع السياسي المتنوع الأهلي في ثنائيةِ الأسود والأبيض، فقام بإلغاءِ الألوان، وتعددية التيارات، معتبراً ما هو مجسدٌ لصوتهِ الشخصي بأنه هو صوت الشعب والحقيقة.
هذا الموقف التجريدي الذي يلغي من جهةٍ ويضخمُ من جهةٍ مضادة، يرتكزُ على رؤية تأملية بعيدة عن الواقع، من ذاتٍ لا تختبرُ الواقعَ والوجود، وتصدرُ الأحكامَ من علٍ بعيد.
هذه الذاتُ التأملية النائيةُ تجعلُ الواقعَ السياسي فقيراً غير قابلٍ للتغيير، ومتناقضاً كأنه يعبرُ عن ثنائية الإله والشيطان الغيبية! أو هو الواقع الذي يمثلُ ثنائية الطائفتين اللتين لا تكونان شعباً واحداً، ولا تقبلان التمازج وتطرحان مشروعاً تقسيمياً.
موقفُهُ المنعزل النائي ربما هو نتاجُ عدم معرفة بقوى الطبقات الشعبية والظروف وتاريخ الشعب، وربما هو بقاءٌ في النص المذهبي السياسي حيث تكمن الحقيقة والمصالح العامة فحسب.
عدمُ خروجِ الشيخِ من هذا الوعي وعدم احتكاكه بالقوى السياسية والدينية والاجتماعية المختلفة، وعدم صراعه مع الظروف والمصالح، لا يجعله يبحث عن الحلول والتداخل مع القوى السياسية المختلفة، من أجل أن يقارب بينها ويجد حلولاً للواقع.
لهذا يظلُ الواقع معلقاً، مضطرباً، لا يجد حلولاً من مختلف الأصوات غير الجدلية، ولهذا كان الشيخ عبدالأمير الجمري عاملاً سياسياً شعبياً، مرناً، يبحث عن حلول للواقع والجماعات السياسية من خلالها فكان الواقع في زمنه أكثر تنوعاً.
ومن هنا نجدُ ضعفَ خطابات المعارضة الدينية، المعتمدة على الإنزال الفوقي للشعارات، والصمت غير البليغ لها حين دخلت البرلمان، والتقوقع في المقاطعة غير المنتجة لفكر وغير المنتجة لموقف إيجابي تحويلي للواقع.
كان بودنا أن يظهر هؤلاء المعارضون ويتكلمون في التلفزيون والبرلمان والصحف والحوارات الحرة، ونكتشف ماذا يحملون من برامج وما هي رؤاهم للواقع. فكيف لمعارضةٍ أن لا تدربُ جماعاتها على فهم الواقع ومعرفة مطالب الناس وتحسس مشاعرهم الحقيقية، وبالتالي تغيير وتطوير خطاباتها مع آلامهم ومعاناتهم من غياب الحلول وكأن التاريخ يتكون من حراك فئة من طائفة لا تتداخل ممارساتها مع حياة التيارات والفئات الأخرى أو بدون جدل المعارضة والموالاة والدولة؟ فلا بد أن يكون في المعارضة شيءٌ من الموالاة، وأن يكون في الموالاة شيء من المعارضة!
ولهذا تكون الأعمدة والمقالات والتغريدات سهلة عبر لون واحد، ومع اللون الآخر المضاد المصاب بنفس العاهة، يكون لنا خطان متوازيان لا يلتقيان.
وما أسهل تحويل الموالاة إلى خطاب زاعق، وتغييب القراءة الموضوعية، وعدم رؤية الأخطاء في معسكر الفئة المنصورة، والتي تتحول كلها إلى المعسكر الآخر.
ليس الأمر أمر خطين متوازيين كما تحاول هذه الجماعات أن تُبقي تاريخنا الراهن بهذا الاصطفاف، بل هي خطوطٌ متعددة متداخلة يعتمد نموها وتكونها الوطني الديمقراطي على مساهمات موضوعية من هذه الخطوط التي لها كلها أهمية ودور وخاصة حين تقرأ وجهات النظر الأخرى، وشروط معيشة الفئات المختلفة ومعاناتها في غياب الحلول التوحيدية وانتشار الحلول العنفية التفكيكية للبلد والشعب.
المساهمات العقلانية التوحيدية النقدية المتسامحة حين تنطلق من كل القوى وتساهم في الإصلاح تعيد تكوين الناس ولن يعودوا خطين متوازيين لا يلتقيان.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (8)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (7)
- رأسا الحداثةِ المنفصمان
- الثورةُ السوريةُ وحربٌ إقليمية
- لماذا يكرهون قرناءهم؟
- اختلافاتُ تطورات الشعوب
- ثقافةُ الإعاقةِ
- رفسنجاني الليبرالي الذي لا يختفي
- الأمريكيونَ والنفطُ والمذهبيون
- تجربةُ اليسارِ الفرنسي في الحكم
- الأدب الحديث والقومية
- الأدبُ الفارسي القديمُ والقوميةُ(2-2)
- الأدبُ الفارسي القديم والقومية(1-2)
- انهيارُ العقلانيةِ في الثقافةِ البحرينية
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ (2-2)
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ
- معرضُ(إليكَ أيها العاملُ)
- البرجوازي الصغيرُ القائدُ الشرقي
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية
- مجنونانِ مسلحانِ في الشارع!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - غيابُ الموضوعيةِ من الساحة البحرينية