أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - رفسنجاني الليبرالي الذي لا يختفي














المزيد.....

رفسنجاني الليبرالي الذي لا يختفي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتردد الشيخُ هاشمي رفسنجاني بين سطح الحياة السياسية وقمتها المتألقة. يظهر من فضاء الريف متوجاً في العاصمة.
يعبر عن هذه الثنائية المتضادة التقليدية والتجديدية، عن الإقطاع المسيطر والرأسمالية المتذبذبة مُحاولةً خلقَ القفزة التحديثية النوعية.
مثلما أن مزارعَ الفستق هي التي كونت أكبر شركة طيران إيرانية، فالانتاجُ الزراعي الاستهلاكي يقود إلى رأسمالية مسيطرة مُدعمةٍ بحكومة متنفذة، والنصوصيةُ التقليدية التي كوّنها في دراسته الشرعية كما يخبرنا في مذكراتهِ الشخصية حيث حفظ نصفَ القرآن وألفية ابن مالك ودرس علم المنطق وعلم الأصول، وهي لم تُغربلْ بمناهجٍ تحديثيةٍ تضعُ الثقافةَ العربية الإسلامية على سكةِ التحول الديمقراطي العقلاني التحديثي، فهي مثل الفئات الإقطاعية الريفية التي استثمرت القوى العاملة البسيطة وحولتها لفوائد توظفها فيما تشاء من طرق اقتصادية، وهو أمرٌ مفتوح لها فإما أن توظفها أو تهدرها، ولكن حسب قانونها الرأسمالي فإنها تبحث عن الربح السريع خشيةَ أن تغرق في الخسائر أو لأن تصعد بقوة، ولهذا تجري بالوسائل الممكنة، والشيخ رفسنجاني جعل من الحقل الزراعي على صلةٍ بالحقل الديني السياسي، فكلٌ منهما يغذي الآخر، وفي زمن المهمات النضالية اختلطت الأرباحُ بالاشتراكات التنظيمية، وضاعت وتنامتْ وقفزت في سنوات أخرى.
وتحولُ حقولِ الفستق إلى قوى معدنيةٍ هائلة تطير في السماء جعلها تحطلا كذلك على مطاراتِ العقول وكتب الجامعة وأوضاع النساء، لكنها لم تتمكن من الطيران الواسع.
في تحويلاته لقضايا النهضة يلجأ رفسنجاني للتبسيط ولا يعرف كيفيةَ تحويل النهضة الإسلامية القديمة إلى نهضة ديمقراطية حديثة، فهو أكتفى بالقفز من مزرعة الفستق لأسطول الطيران ولم يمرْ بالمصانع كشبكةٍ واسعة تغير الأرياف والمدن، وبطبيعة الحال هذه تحتاج لفوائض هائلة ورقابة برلمانية وحريات إعلامية وفكرية، وإلى فئات متوسطة كثيرة تصلها فوائضُ البلد، وتتمكن من تكوين تلك الغابة من المعامل، ولكن كيف تتجمع أغلبُ الفوائض بالتالي من أجل شركة طيران كبرى؟
كذلك فإن فئاتٍ أخرى كثيرة حكومية وعسكرية تصاعد حضورُها في الحرب مع العراق وقادها الشيخُ رفسنجاني نفسه كمسئولٍ أوحد عن جبهة الدم والعظام تلك، انتشرت في عروق السكان تمتصلا الفوائض، فما كان يمكن أن تسود غابةُ المصانع.
وهو ما جعل البلدَ تنزفُ وتحيد عن سيرها نحو النهضة والبناء، كما رأى حزبُ الشيخ كوادر البناء، بل إلى ضياع البناء، فتتدهور مقدراتها الاقتصادية الكبرى، الأمر الذي جعل الانتخابات الرئاسية الجمهورية فرصةً للصراعات الموسمية المحورية في خاصرة الجمهورية المتسنزفة.
هكذا في كل موسم انتخابي كبير ينزل الشيخ رفسنجاني محاولاً إنقاذ البلد بهذه الطريقة أو تلك، وقد وصل جسده إلى مرحلة متقدمة، لكنه في كل لحظة يحاول أن يقدم لشعبه ما يراه مناسباً، وقد أنفضّ المعانون الواضحون المباشرون وتكالب الخصوم، وبذرته التحديثية التي حاول زرعها في التربة السياسية لم تقرأ عواملَ التربة، فَزرعت في تربةٍ محافظة ذكورية أنانية حولّت الدينَ لسيطرة متخلفة، ولهذا كانت مثل التيارات التقليدية الحربية التي ظهرت في العصور السابقة، تحركُ التربةَ لزمن يسير مع كوارث كبرى، والشيخ لم يعمل مع قوى تحديثية ديمقراطية حتى لو كانت قليلة فتتنامى عبر المعرفة والعلوم والتضحيات وتقرأ الحداثة والرأسمالية والديمقراطية في تواريخها العميقة، وتؤصلها في الأرض الإيرانية الخاصة، وتقرأها عبر تحليل الإسلام، ولكن ذلك الثمر أنتج هذا الحصاد.
وليس للشيخ تجربة استعادية تحولية فهو يجري الأمر عبر التجربة والخطأ، لم يعد النظر في هذا التاريخ رغم كثرة مشكلاته، ما زال متذبذباً بين الإقطاع والرأسمالية، بين الدكتاتورية والديمقراطية، بين الكهنوت والعلمانية، بين زراعة الفستق والصناعة الثقيلة، وسيكون المستقبل إذا انتصر مثل الماضي وربما حدث انفراجٌ وتطور ولكن الأسس باقية هي نفسها، فالأرض يجب أن تُسوى، وعلى الزراعة أن تتبدل، كما أن إيران لم تعد قادرة على تجريب حارق جديد، فإما دولة ولاية الفقيه وإما الجمهورية الديمقراطية العلمانية، ولا شك أن هذه الأجيال الريفية الزراعية العسكرية قد استنفدت نفسها واستنفدت قدرات البلد وبحاجة لقوى جديدة تعيد تغيير الفلاح والتربة والبذار.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمريكيونَ والنفطُ والمذهبيون
- تجربةُ اليسارِ الفرنسي في الحكم
- الأدب الحديث والقومية
- الأدبُ الفارسي القديمُ والقوميةُ(2-2)
- الأدبُ الفارسي القديم والقومية(1-2)
- انهيارُ العقلانيةِ في الثقافةِ البحرينية
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ (2-2)
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ
- معرضُ(إليكَ أيها العاملُ)
- البرجوازي الصغيرُ القائدُ الشرقي
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية
- مجنونانِ مسلحانِ في الشارع!
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد(6)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (5)
- إفلاسُ الليبراليةِ: هجومٌ عالمي
- نضال شعبي ضد الإرهاب ومن أجل الديمقراطية والسلام
- العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء
- إفلاسُ الليبرالية: فلسفياً
- إفلاسُ الليبراليةِ: توطئةٌ
- بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة


المزيد.....




- رئيس إيران لمحمد بن سلمان: نرحب بـ-أي مساعدة- من الأصدقاء لح ...
- مقتل ما لا يقل عن 49 فلسطينيًا بالقرب من مواقع توزيع المساعد ...
- نتنياهو لشعبه: حققنا -نصرا تاريخيا- وأزلنا تهديد إيران الوجو ...
- هل تستطيع إيران إعادة بناء قدراتها النووية؟ جنرال أمريكي ساب ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فهل أنتهى الصراع فعلا؟
- لازاريني: آلية المساعدات في غزة فخ قاتل
- الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام سيادتها
- اتهام ضباط شرطة كينيين بقتل المدون ألبرت أوجوانغ
- الحرس الثوري الإيراني يعلن توقيف 3 أوروبيين بتهمة التجسس
- 11 قتيلا بأوكرانيا في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب الناتو بمزيد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - رفسنجاني الليبرالي الذي لا يختفي