أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - إفلاسُ الليبراليةِ: توطئةٌ














المزيد.....

إفلاسُ الليبراليةِ: توطئةٌ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 06:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رغم أن لديه ملكيات اقتصادية مهمة لكنه لا يشتري جريدة بل يستعيرها من غيره!
ورغم أنه متنور ولكنه متحمس للموجة الطائفية السياسية. وهو ليس نموذجاً فردياً.
علينا أن نقرأ لماذا تدهور وعي معظم المثقفين وارتدوا عن الحداثة والعلمانية والعقلانية وروجوا لخراب شعوبنا العربية؟
إن الفئات الوسطى الصغيرة المتذبذبة بحراكها المجنون الانتهازي لا تقل عن جمود الفئات الكبيرة من البرجوازية الفكري السياسي ورفضها أي حراك ديمقراطي مضح، وكلتاهما لعبتا أدوارهما في فتح الطرق أمام الجنون الطائفي الرجعي الدموي المتصاعد، لماذا؟
كان التجارُ الكبار في العصر العباسي يخبئون أموالهم في السراديب وتحت البلاط ويخبئون أفكارَهم في الدين خوفاً من المصادرة ومن قطع الرؤوس.
البرجوازية النهضوية التي نشأت في زمن الاستعمار وبدأت أفكارَ التنوير والديمقراطية في الكثير من بقع العالم العربي الإسلامي أُجهضت بقوة.
مطالبهم الحرية للبضائع والرساميل وليس للأفكار! لم يكن لهم برنامج ثورة ديمقراطية لتتغيير حياة السكان وفتح الطرق أمام تداول البضائع والسلطة وملكية الأرض. أمام حريات النساء والفلاحين والعقل.
لم يدافع نفرٌ كثيف عن طه حسين في تمرده الفكري الحر! وخبت ثورته الفكرية ودفنت نفسها في التراث وتعدد صوره ومدارسه، ولم تكشف نظامه الاجتماعي الإقطاعي وخنقه للفئات التجارية والمثقفة الحرة، ولم تحفر آراؤه في الواقع المعاصر، فكان التتويجُ دكتاتوريةً عسكرية!
مهما كانت الجوانبُ الوطنية والإصلاحية الجزئية للدكتاتوريات العسكرية فهي حكمُ الحذاء فوق الرؤوس!
لماذا غدت الليبرالية الناتجة في أحضان الرأسماليات الحكومية أسوأ من ليبراليات النهضة الأولى؟
لقد تجذرت الانتهازية، وصارت لغةُ المصلحةِ هي الدينُ الحقيقي للفئات الوسطى، وبعد أن تكسرتْ أدواتُ الحفر الفكرية المعرفية في زمن النهضة الأولى، حيث غدت منهجية طه حسين أو العقاد التحررية الجزئية مختبئة في ثقافة الإقطاع، بعزل العناصر الشخصية المأزومة أو الفذة في العصر الوسيط عن صراع الطبقات، فجاءت ثقافةُ الفئاتِ الليبرالية الجديدة في عصرِ العسكر والرأسماليات الحكومية، مؤيدةً للدكتاتوريات باختلافِ أنواعها وتعدد أشكالها والتي تسكبُ حليبَ السلطات في أفواهها.
تغدو العودةُ للإقطاع العباسي وزمن المماليك والخصيان والجواري والدويلات والإرهاب ضرورةً لازمةً حتمية تجرلا الدولَ للوراء وهي تشتعلُ بالحرائق!
لم تكن ثمة حفريات واسعة عميقة تراكمية للتحليل الاجتماعي السياسي الواسع وإنشاء حركات جماهيرية مصاحبة للعقلانية والعلمانية والثقافة وتغيير حال الناس عن العصور الوسطى فكانت العوداتُ الرهيبةُ للوراء!
مظاهر تسطيح الليبرالية في نتاجها الفكري الثقافي تتجلى في بقائها على سطوح المقالات والمسرحيات والروايات والفنون، ترسم ألواناً من فقاقيع لا تتغلغل في الأرض، ولا تربطها فلسفةٌ، وأعماقها تتجلى في قبول الحريات الاقتصادية المحدودة في ظل الرأسماليات الحكومية وعدم تصاعدها في الحريات الفكرية والسياسية والاجتماعية والشخصية!
ثقافات مصلحية تبحث عن الرزق أينما كان، وهذا الانحدار لجنس المثقفين، القوة الروحية المفترضة للشعوب، لا يختلف نوعياً عن زمن (اليسار) في ظل الرأسماليات الحكومية لكنه الآن وصل لحالات الاهتراء.
كلهم كانوا ثوريين في زمن الشباب، وخلقوا ثورات عنيفة في السياسة عبر الدعوات للثورات المسلحة وتأييد جيوش الطبقات العاملة الحمراء، وصنعوا مسرحيات تضج بالهتاف والشموع والرقص بين الآثار وتبنوا أشعار الصعاليك والصوفيين. لكنهم لم يخلقوا تراكمات تنويرية عقلانية واسعة في الجماهير، لأنهم لم يعملوا على تغيير العامة بل عملوا لمصالحهم الخاصة.
لقد أخافوا الفئات الوسطى بأعلامهم الحمراء المخيفة ولكنهم سرعان ما استبدلوها بأعلام الطوائف.
فئات مثقفة على مستوى قرن كامل وعبر حقبتين تاريخيتين لم تقم بالتراكم الفكري النضالي، مثلما لم يقم غيرها بالتراكم الاقتصادي التحولي، ولهذا فإن الليبرالية مشروخة ممزقة على مستويات عدة.
لماذا حدث هذا الإفلاس الواسع؟ لماذا تبعثرت هذه الصفوف ولم تشكل حفارة كبرى في الواقع؟ حفريات المعرفة هي ذاتها إشكالية وباب التحويل المستقبلي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- العلمانيةُ منعٌ للصراعاتِ الدينية
- العمال وواجب النضال والتوحيد
- حوارٌ تاريخي وليس حواراً وقتياً
- دوستويفسكي: الروايةُ والاضطهادُ (3)
- النظرُ إلى جهةٍ واحدة
- متسلقو السياسة!
- الشارقة ترفعُ ثقافةَ الأطفالِ إلى الذروة
- يمينانِ في صدام
- سهولةُ الهجومِ على اليسار!
- دوستويفسكي روايةُ الاضطهادِ (2-2)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (1 -2)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسيةُ (6)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (5)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (4)
- وجهانِ لعملةٍ واحدة
- عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً
- لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)
- لجنةُ العريضة والتحولات السياسية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - إفلاسُ الليبراليةِ: توطئةٌ