أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (4)














المزيد.....

لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (4)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن إثارةَ واقعٍ غيرِ تحديثي محافظٍ وبرؤيةٍ غير علمانية وغير ديمقراطية عقلانية يؤدي إلى انزلاق هذا الواقع في عمق النظام .
لا تكفي المصحلون النوايا الطيبة بل لا بد من الوعي بالبُنى الاجتماعية وطابعها العائد للقرون الوسطى، وطرح سبل الحداثة الديمقراطية المتواكبة مع العلمانية والعقلانية كشروطٍ حاسمة مركبةٍ متضافرة.
لقد لاحظنا كيف انتقلت الدعوةُ السياسية من المدن للريف، ومن أيدي التحديثيين إلى أيدي التقليديين المناهضين للديمقراطية العصرية.
فرغم قيام مجموعة التحديثيين المطالبين بعودة الديمقراطية بالجهد الأكبر في العمل بجعلِ عودة الديمقراطية شعبيةً ملحة، إلا أنه بعد أن تفجرتْ الأحداث، وغدت فصائلَ من الطائفيين السياسيين هي الممسكة بزمام الموقف، فقد أرتأى نفرٌ منها أن التحالف مع (العلمانيين) لم يعد هو الأفق السياسي المستقبلي، وأن التعاون بين (الإسلاميين) سواءً كانوا سنة أو شيعة هو أساس التحرك.
مصطلحات هذه الجماعات مثل الإسلاميين والعلمانيين مطروحةٌ في فراغ تاريخي، لكن هذا التجريد المسيّس يخفي عمليةَ الانزلاق للوراء التي يقومُ بها هؤلاء للواقع والجمهور، وإعادتهما للعصور الوسطى الطائفية وصراعاتها وحروبها على مستوى البلد والمنطقة.
إن شعاراتهم المتحدثة عن توحيد القوى الإسلامية بدت مهمة، فالإسلام هو دين توحيد، لكن بأي فهم يُؤخذ التوحيد؟ إنه يُؤخذ بمعنى تقليدي، وإعتماداً على سياق التخلف وهيمنة الطبقات الاستغلالية الكبيرة، وليس بمعنى توحيدي حديث، حيث يتم الارتفاع عن المذهبيات الاجتماعية وتطرح الأهداف الديمقراطية للسكان. ولهذا فإن دعوة الطائفيين السياسيين للتوحيد الإسلامي كانت هشةً وفارغةً من المحتوى الديمقراطي التوحيدي على المستوى الوطني وعلى المستوى الإسلامي.
إن كونهم طائفيين سياسيين مرتبطين بالقوى الاجتماعية التي أنتجت المذاهب المسيّسة هو جذرٌ قديم يسببُ انهيار الواقع المعاصر التحديثي البسيط وعودته للوراء ودخوله نفق العصر الطائفي حيث الصراع بين المِلل ودولها. وهو ما جرى ويجري في الصراع بين إيران والعرب.
إن تصورَ هؤلاء أو أولئك إن فهم المذهب بشكل محافظ هو الإسلامُ مشكلةٌ سياسيةٌ وإجتماعية تاريخية، فلعدمِ خروجِهم من تصورات أسر الأشراف التقليدية التي هيمنت على المسلمين وقسمتهم وأنتجت دولاً وممارسات استغلالية ومحافظة ومتخلفة، وقد تعادت تلك الدول والقوميات، خاصة الفرس والعرب، فيجري إعادة إنتاج لتلك الممارسات الصراعية المُدمرة إلى عصرنا. هذا ما يُطلقون عليه الإسلامُ مجرداً أو المذهبيةُ مخصصةً!
وهم في هذه المحابس يصورون الذين خرجوا على إعادة إنتاج هذا التخلف الصراعي الطائفي، علمانيين خارج المِلة! وبالتالي فهم لا يأخذون الحلَّ بل يعادونه!
العاملون(الإسلاميون)كما يصفون أنفسهم من أجل الديمقراطية في البحرين يرفضون الانجازات التحديثية الإصلاحية الإنسانية تجاه تداول السلطة وحرية النساء وتحرر الفلاحين وعلمانية السياسة ومساواة المواطنين والمواطنات لكنهم يريدون الديمقراطية!
قصورُ الخطوات نحو الديمقراطية هي مشتركةٌ بين الفرقاءِ المتصارعين، فكلٌ منهم يتخذُ بعضَ الخطوات دون تبني الكل الديمقراطي.
والعمليةُ التاريخيةُ الصراعية المكلفة ستوضحُ قصورَ كلٍّ منهم في جانبه، والخشية من تحولها لحروب مناطقية كارثية.
كان توجيه لجنة العريضة للحراك اتسم بجوانب إيجابية معينة جزئية عبر الدعوة للديمقراطية وحراك الجمهور، لكن البنية الاجتماعية المحافظة أطلقت القوى الطائفية السياسية وحركت الجمهورَ المتدني الوعي بخلاف المتوقع والمتصور!
فقد نحتْ لجنةُ المبادرة كما رأينا لجنةَ العريضة ثم بدأ رجالُ الدين من مستوياتٍ عدةٍ ومتناقضة في الهيمنة على الحراك الشعبي.
صعدَ رجالُ الدين المتخصصون (العلماء) وكان الوجه الأول لها هو (الشيخ عبدالأمير الجمري) الذي يتسم بالبساطة والتواضع والتركيز العام على شعار إعادة الديمقراطية مع متابعة التجربة اليومية ودفع ضرائبها الباهظة . إن تعقيدات الوضع السياسي وفهم العملية الديمقراطية كمراحل نضاليةٍ متنامية شعبيةٍ بحرينية توحيدية متصاعدةٍ لم تكن في بؤرةِ وعيه، فهناك الإصرار على الشروط المجردةِ المطروحة كضرورةِ غرفةٍ واحدة للمجلس المنتخب ورفض غرفة الشورى دون قراءة مجمل الوضع وضرورة التغيير التدريجي، وبالتالي كان البقاء في الدائرة المذهبية الريفية خاصة، وتصاعد العنف عبر الانحصار والفهم غير التاريخي المتصاعد، وعدم تطوير العمل التوحيدي الوطني بصبر، قد أوقع الشيخ عبدالأمير في العديد من التناقضات التي قادت إلى مواقف متضادة بين الرفض الشديد والقبول الحاد.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهانِ لعملةٍ واحدة
- عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً
- لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)
- لجنةُ العريضة والتحولات السياسية
- محمد جابر الصباح: الوطنيةُ الباقيةُ
- ليست معارضةً بل مشاكسةً!
- المستقبلية في العمل السياسي
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين


المزيد.....




- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعا ينهي أطول إغلاق حكومي في تار ...
- ماسي مهندس الميكانيك المتمرد يتحدى -أيباك- والجمهوريين
- عاجل| مراسل الجزيرة: مجلس الشيوخ الأميركي يقر تشريعا لإنهاء ...
- أمريكا.. مجلس الشيوخ يوافق على مشروع قانون لـ-إنهاء أطول إغل ...
- الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالاي يتفوق على كبار الروائيين ...
- وفد أمريكي يحض لبنان على تجفيف مصادر تمويل حزب الله من إيران ...
- العراقيون يصوتون اليوم في سادس انتخابات برلمانية منذ 2003
- الشرع لفوكس نيوز: سوريا دخلت عهدا جديدا ولا مفاوضات وشيكة مع ...
- وزير الصحة في حكومة -تأسيس-: الفاشر تحولت إلى حقل ألغام
- إسرائيل تلوّح باستخدام القوة لفرض الهدنة في لبنان وغزة


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (4)