أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (5)














المزيد.....

لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (5)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




انزلق الواقعُ أكثر فأكثر عن الآمالِ العريضة التي هفتْ إليها لجنةُ العريضة في بداية التأسيس. إن عدم ترابط الرؤى الديمقراطية التحديثية العلمانية الوطنية والتعامل بشكلٍ جزئي انتقائي مع المنضمين الدينيين إليها، ثم صعودهم بدونها ثم تخليهم عنها، يبدأُ في زمن الشيخ عبدالأمير الجمري، الذي مثّل علاقةً طيبة معها ثم اتسمتْ بالتوتر والاختلاف، فقد عاد الشيخُ إلى وسطه المذهبي السياسي الاجتماعي، وغدا هذا الوسطُ هو الأداة له والمحرك، وقد ظل في إطار ردود الفعل العفوية والعلاقات المبسطة مع لجنة العريضة.
إن هذه العلاقات غير المصاغة في تحالفٍ محدد ستتفكك، وهي تمثللا عفويةَ مجتمعٍ لا يزالُ يحتفظُ بروابط وطنيةٍ هشة، راحتْ تتقطع، فالبيئةُ الريفية أعطت جسماً سياسياً آخر وعادتْ لتكوينها المذهبي الذي راحت تصعّدُ من تسييسهِ، ولهذا فالشيخ عبدالأمير يرتفعُ معه أناسٌ غيرُ (علماء)، أناسٌ من فئة البرجوازية الصغيرة الطموحة الهائجة وستكون لهم خطواتهم المستقلة، فهم ليسوا (علماء) وليست لهم جذورٌ بالتالي في مؤسسة الأرض المذهبية الرسمية، فاعتمدوا على نشاطاتِهم الفردية والسياسية الطموحة المغامرة في الكثير من الأحيان.
إن محاولات الشيخ عبدالأمير الواقعية سوف تنقطعُ بسبب ما شابها من تناقضاتٍ أشرنا إليها، وكانت فرصةً لغير العلماء في القفز وتنحية الشيخ عبدالأمير، ولهذا فإن الاتجاه الشيرازي قد حصل على بعض مواقع الصوت المُقرِّر.
إن هذا الاتجاه غير تقليدي، وقد حاول في الفقه والثقافة أن يكرس نظرة مغايرة لسيادة (علماء) المذهب، واتسمت رؤيته وممارسته بالتقليدية على صعيد الفقه المذهبي برفض مبادرات وإصلاحات علماء المذهب المتنورين، واتسمت رؤيته السياسية بتبني أكثر أشكال المغامرة، فهو مغامر في السياسة وهو شديد المحافظة على الطقوسية العتيقة، فهي مزايدةٌ مزدوجة.
وتدخلاتُهُ في السياسةِ الإيرانية تأتي متناقضة، فهي معارضةٌ للسياسة الرسمية في بعض جوانبها، وهي تأييد في فترات أخرى قصيرة تعتمد على شخصيات محتضنة للتيار، لكن هنا يبدأ الانقسام على الصعيد الإسلامي المناطقي بين العرب وإيران.
هنا نجدُ بدايةَ تفاقم اللاعقلانية السياسية، فتنحيةُ الشيخ عبدالأمير الجمري الذي كان أقرب للاعتدال، يشيرُ إلى غياب التراكم لدى لجنة المبادرة المكّونة من عناصر البرجوازية الصغيرة المضطربة فقهاً وسياسة، ولكن التي لا تزال لديها علاقات مع (العلمانيين)، وتطمح في خلق الجسور الوطنية وإقامة العلاقة الأمتن مع (الإسلاميين) الآخرين، وهي أهدافٌ سياسية تظللا معلقةً مجردةً لا يسندُها بحثٌ داخل منظومتهم المذهبية السياسية، فهم ينتمون إلى نفس الأفكار اللاتاريخية عن الإسلامِ وتطورِ أممه، ويتعلقون بنظرةٍ مذهبية لجماعة منشقةٍ حتى عن مذهبهم نفسه، ولهذا فإن التراكمَ المعرفي الموضوعي مفقود، والتراكمُ الديمقراطي الوطني غير موجود، وتصاعدُ النزاع العربي الإيراني سيتفاقم.
من هنا ستغدو المغامرةُ شكلاً أساسياً لعملهم السياسي، وها قد بدأتْ بتنحية الشيخ عبدالأمير واستدعاء الشيخ عيسى قاسم ليتولى القيادة!
هنا نلاحظ أن الطابعَ الشعبي المتحمّس العفوي لا يقرر شيئاً في القيادة، وكون التجمعات الكبيرة لشخص تنفضلا بعدها ولا تعود وتتحول لسخط، وتنحية عالم، ومجيء عالم آخر، يتكون في غياب الحوار الواسع العميق والمعرفة الوثيقة، وتحددُ الصدفةُ وحدها تغييرَ عالمٍ واستبداله بآخر، لكن الأفراد من رجال الدين وخصائصهم وعلاقاتهم التي تبدو متواريةً سيلعبون دوراً مهماً في تقرير مصير الجماعة المذهبية التي انتقلت من تأييد عالم إلى تأييد عالم آخر، لا تعرف رؤيته السياسية وقراراته تجاهها، مثلما لا يعرف المواطنون من خارج الجماعة المذهبية ذلك سواءً بسواء.
ومن هنا ستكون لجنة العريضة هي الأكثر صدمةً تجاه هذا التغيير وتجاه طبيعة الشخص القادم الغامض من قم بإيران.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (4)
- وجهانِ لعملةٍ واحدة
- عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً
- لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)
- لجنةُ العريضة والتحولات السياسية
- محمد جابر الصباح: الوطنيةُ الباقيةُ
- ليست معارضةً بل مشاكسةً!
- المستقبلية في العمل السياسي
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN ما يميل إليه ترامب للتعامل مع إيران: الحل ا ...
- رويترز: قمة مجموعة السبع تخلت عن نيتها إصدار بيان مشترك حول ...
- طهران على صفيح ساخن مع تحذيرات إسرائيلية وأمريكا من تدخل وشي ...
- واشنطن تعزّز جاهزيتها العسكرية.. هل نحن أمام تحول استراتيجي ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي - صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب ...
- لقطات تظهر فشل منظومة الدفاع الإسرائيلية بالتصدي لصاروخ إيرا ...
- نتنياهو يتحدث هاتفيا مع ترامب بعد اجتماعه مع كبار مسؤولي إدا ...
- خامنئي: المعركة بدأت ولن نساوم الصهاينة أبدا
- ترامب ينذر إيران.. -استسلام غير مشروط-
- انذارات واسعة في إسرائيل بعد تجدد القصف الإيراني وانباء عن ر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (5)