أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - يمينانِ في صدام














المزيد.....

يمينانِ في صدام


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هيمنةُ اليمين الديني المحافظ تعود للإرثِ القديم المتواصل للأمم الإسلامية التي لم تستطع إنتاج حداثة وديمقراطية، فظل شكل الوعي الديني مهيمناً عليها.
اليمين الحاكم السابق أو الراهن على الرأسماليات الحكومية يجسد فشل اليمين التاريخي وعجزه عن مماثلة اليمين الغربي في تجربة الرأسمالية الحرة أو تجربة اليمين الشرقي في تجربة(الإشتراكية) التي أسست تقدماً واسعاً في التصنيع والتحديث وإن تصدعت بسببِ تناقضاتها الداخلية، أو هي بسبيلها للتصدع في التجارب الصامدة منها حتى الآن.
لم يستطع اليمين العسكري أو الاشتراكي أو الوطني العربي أن يقارب التجربتين لا الغربية ولا الشرقية، فظهرت أحوالُ الدول العربية والإسلامية وهي في حالاتِ غليان دون وجود أي طبخة تحديثية منتظرة في قِدرها العتيق.
وظهور كافة صور اليمين الحاكم أو المعارض بأشكال دينية طائفية ينبىءُ بخطورة القادم الذي سيكون أسوأ!
عمدت كافة المذاهب إلى التسطيح وشكلنة الإسلام وتعميد ذلك بالتعصب، وكانت المعاصرة في استمرار هذا الفهم ونشره بين الجمهور والاتفاق على محاربة الحداثة والديمقراطية والعلمانية، ومجابهة التجارب القومية والاشتراكية وإعتبارها كارثية على المِلة، والانحصار في (النص) الذي قيل إنه إسلامي، ولكنه كان مذهبياً معبراً عن أقليات مسيطرة، فجرى تصعيد المذهبيات السياسية لكسر تطور الحداثة، التي لم تقم التجاربُ القومية بتأسيسها على الديمقراطية والعلمانية، بل على الاستبداد والتخلف وعدم السير في طريق الغرب الرأسمالي الديمقراطي.
ولهذا فقد ورثت جميعُ التجارب الطائفيةَ السياسيةَ وهيمنةَ الدولِ الرأسمالية الحكومية، وتغلغلتْ المذهبياتُ السياسية في الهيمنة على الاقتصاديات. وبدلاً من رأسماليات حكومية وطنية واشتراكية زائفة ظهرت رأسمالياتٌ طائفية تقومُ بفهم الإسلام فهماً طبقياً محافظاً، وإذ تسمح للعمليات الاقتصادية الرأسمالية في النمو ولكن تحت مظلاتها وطرق توزيعها وفي حضن جماعاتِها وسيادة ثقافات النخب الشمولية. إنها تغدو رأسماليات إسلامية زائفة لتفكيكها صفوف المسلمين في القطر وفي عموم المنطقة، ومواصلة قراءات الإرث الإسلامي بأشكال غير عقلانية وغير توحيدية وغير إنتاجية.
ويواصل هذا النمطُ ما سبقه من تجارب عبر محورة كل شيء حول الدولة، التي لا تقدر على توجيه الفوائض نحو التصنيع الشامل، وتحويل السكان لمنتجين، وتغيير حياة النساء من عرائس ودمى إلى منتجات، وتستمر الأشكالُ الطفيلية السابقة والراهنة في التنامي في كل اتجاه.
ومع مركزة كل شيء حول الدولة تغرق البلدانُ في الصراع الطائفي، فالجماعاتُ الحاكمة تزدادُ انعزالاً عن الجمهور، والمعارضات الطائفية تعود بالدول للوراء، وتُطرح المواجهات الطائفية المنافسة الأخرى، وبدلاً من الحرب ضد التخلف واليمين الرأسمالي كما كانت تَعزفُ الأنظمةُ السابقة صارت المعزوفاتُ الطائفية ومهاجمة الطوائف (الإسلامية) الأخرى المصوَّرة بأنها العدو هي الصادحةُ وممزقةُ الآذان الآن!
إن إدخال الجماهير الأمية الجاهلة إلى هذا الكرنفال التعصبي الدموي هو أخطرُ قضية تواجه الجميع، لأن هؤلاء المجانين سيحرقون كلَ شيء بما فيها مدنهم وبيوتهم .
يبدو للحكومات المنشغلة بتسعير هذه النزاعات بأنها في منجى عن نيرانها، وكأن الإسلامَ قضيةُ طائفةٍ هناك، يجري دفعها للتعصب والعنف، وليست أيضاً قضية طائفة، تغلي لما تراه وتسري فيها النيران، إن قواقعهم الطائفية تُصورُ لهم أنها بمنأى عن التشقق، وأن هذه الجماعات الطائعة لن تنقلب عليها حين تقوى.
المزيد من الخسائر البشرية والمادية واقتلاع أسس النهضات البسيطة التي تمت خلال عقود من خلال أنظمة متعارضة لا تراكم تحديثي ديمقراطي فيها، وهروب الرساميل لدول أخرى وتصحر المنطقة، هي الملامح العامة المتوقعة المتنامية يوماً بعد يوم.
إن الرؤية الشاملة في نقد الطائفيين السياسيين أنظمةً وحركات، ومعارضة تناميها وسياساتها، وتعرية استغلالها للإسلام، ومجابهة مغامراتها الحربية والسياسية وتصعيدها للنزاعات بين المسلمين والبشر والمواطنين، هي رؤيةٌ ضرورية شعبيةٌ تتنامى الآن، والجماهير لا تظل محدودة المعرفة إلى الأبد، وهي تدفع ثمنها من هلاكها ومعاناتها وخراب مدنها وأحوالها.
يمينان طائفيان متماثلان، لا يقدمان مستقبلاً بل يعودان للوراء ويدهسان في عجلاتهما البذور الأخيرة للنهضة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهولةُ الهجومِ على اليسار!
- دوستويفسكي روايةُ الاضطهادِ (2-2)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (1 -2)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسيةُ (6)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (5)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (4)
- وجهانِ لعملةٍ واحدة
- عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً
- لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)
- لجنةُ العريضة والتحولات السياسية
- محمد جابر الصباح: الوطنيةُ الباقيةُ
- ليست معارضةً بل مشاكسةً!
- المستقبلية في العمل السياسي
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)


المزيد.....




- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...
- مقتل سيدة وإصابة 11 في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان
- مشاهير العالم يحضرون زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز في البندقي ...
- تقرير أمني.. عمليات القرصنة السيبرانية الإيرانية بقيت محدودة ...
- بوندستاغ يقر تعليق لم شمل أسر الحاصلين على -الحماية الثانوية ...
- القضاء الإسرائيلي يرفض طلب نتنياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - يمينانِ في صدام