أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسيةُ (6)














المزيد.....

لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسيةُ (6)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مثّل الشيخ عبدالأمير الجمري بساطة وتواضعاً وعلاقة شعبية مع لجنة العريضة، وجاءتْ من العلاقات التي تنامتْ بين الجانبين، ومن هنا فرغم الاستئثار الديني الريفي بالقرارات الذي تنامى ظلتْ هناك علاقة، لكن الشيخ عيسى قاسم الذي تلا الجمري لم تكن له مثل هذه الطبيعة، فهو لم يتابعْ العملَ السياسي اليومي وعلاقاته، وجاء بعد تضخم الطائفيةِ السياسية المعارضة، وأسسَّ بيئةً فقهيةً متخصصةً منفصلةً عن الحياة السياسية، وعاش التجربةَ الإيرانية ومناخها أكثر من غيره من رجالِ الدين والسياسيين البحرينيين، ومن هنا فإن ما يسميه بالرؤية (الإسلامية) وتأكيدها المنقطع عن الأديان والتيارات الإنسانية الأخرى، غدت لديه حاسمةً حادةً، وهو يُفتي بها سياسياً من خلال انعزالهِ عن الميدان اليومي، وعبر منبرهِ الديني المنفصل، الذي يقدمُ التوجيهات العليا، وهي توجيهاتٌ لا يحددها برنامجٌ سياسي اجتماعي واضح، وتأتي في ذات الإطار الطائفي المتوحِّد بنفسه الذي لا يراكمُ نضالاً وطنياً مشتركاً.
ومن هنا فإن أعضاءَ لجنة العريضة الذين انفصلوا عن العلمانيين المتماسكين الرافضين للتبعية للطائفيين السياسيين، اصطدموا بالموجهِ الجديدِ للحركة، فلجنةُ العريضة التي أعدتْ استقبالاً (ضخماً وحافلاً ويكون الموكب مهيباً ولا يقل عن استقبال الأبطال العائدين من المنفى)، (راجعْ لجنةَ العريضة، علي ربيعة، ص 352، المصدر السابق)، فوجئتْ بتجاهل الشيخ عيسى قاسم لشخصياتِها ودورها وفكرِها في الاحتفال نفسه! لقد فوجئتْ هذه الشخصيات من تجاهل دور لجنة العريضة الذي اعتبرته محورياً في العمل الديمقراطي، في حين علق الشيخ عيسى قاسم في هذا الاحتفاء على هذا الدور قائلاً:
(لجنة العريضة؟ حبرٌ على ورق!)، (السابق: ص 353).
ويضيف مؤلفُ الكتاب: (وبودّنا أن نسأل فيما إذا كان هذا التصرف اللامسؤول يخدم القضية الوطنية وقضايانا المطلبية أم أنه يؤدي إلى إلحاق الضرر بالعمل الوطني وإلى زرع الأحقاد السياسية؟)، (ص354).
لقد مثلت علاقة الشيخ عيسى قاسم بالحراكِ السياسي الطائفي قفزةً جديدة، فعلاقةُ الشيخ الجمري الداخليةِ الحميمةِ انتفتْ، وغدت هناك الأوامر التي لا تقبلُ حواراً، وأصبحت العلاقةُ مرسومةً في دائرة أكبر وأكثر غموضاً من السابق، وهنا كذلك لم تنقطع العلاقة بالسياسيين غير العلماء من داخل الطائفة، أي تيار البرجوازية الصغيرة المذهبية السياسية المؤيدة لاتجاه المغامرة، الذي سيواصل الانفصال وطرح تجاوزاته للقيادة التقليدية على نحو أخطر بعد أن زادت هذه القيادة من انفصالها عن الجماعات التحديثية بما فيها المزايدة على قيادة الشيخ عيسى قاسم نفسه!
لقد صعدتْ العلاقاتُ المتداخلةُ المنقطعةُ المركبة بين هذه الكتل نحو عملياتٍ أكثر مغامرة، فالحركةُ لم تعد محليةً فقط بل أخذت ترتبط بالخارج، وبحراك القوى السياسية الموجهة للطائفةِ الشيعية العام في المنطقة، وخلال التفاقم الخطير للصراع الإيراني العربي.
إن التصعيد السياسي المحلي أو الدخول في العمليات السياسية كالبرلمان والبلديات، أو الانسحاب منهما، أو طرح الخط السياسي العريض، غدا مُركزاً يخضعُ لإرادةِ فردٍ، يوجه المجموعات المختلفة نحو هدف تصعيد الجماعة المذهبية.
إن مسارات الصدام بين الدول الإسلامية في المنطقة أخذت تعترضُ تحولات الشعوب، فأخذت قراراتُ الحركةِ المذهبية طابعاً غيرَ ديمقراطي وغير وطني تراكمي داخلي. وبالتالي فإن الشق راح يتسع، ويجر الدول الإسلامية إلى الصراع الإقليمي المجهول الخطير.
وهكذا فإن دخول رجال الدين لجنة العريضة قد وجهها بحسب المسار الذي تحدده قيادةٌ سياسيةٌ متقلبةٌ لطائفةٍ لم تقم بإنتاج وعي وطني ديمقراطي علماني ينفصل عن المحافظة الدينية العتيقة مؤسِّسةَ الصراعاتِ الطائفية والتخلف التاريخي للشعوب الإسلامية، فانشرخت بين مسارين متضادين:
وطني وطائفي، تراكمي وطني ديمقراطي محدود ثم انشقاقي مذهبي حاد، محلي لم يتجذر وخارجي هيمن في النهاية، فلم تستطع أن تتجاوز التناقضات من خلال موقف شعبي توحيدي ديمقراطي عقلاني.
هذا الانشقاق انتقل إلى الجماعة الشعبية الأخرى فتمركزت الطائفة السنية حول ذاتها، وخلقت تضاداً عميقاً في المجتمع هي الأخرى.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (5)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (4)
- وجهانِ لعملةٍ واحدة
- عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً
- لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)
- لجنةُ العريضة والتحولات السياسية
- محمد جابر الصباح: الوطنيةُ الباقيةُ
- ليست معارضةً بل مشاكسةً!
- المستقبلية في العمل السياسي
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا


المزيد.....




- ترامب وماسك وفانس كعمّال.. صينيون يسخرون من الحرب التجارية ب ...
- -زفيزدا-: مسؤول أمريكي كبير يشارك باحتفالات -عيد النصر- في م ...
- غزة: 52.418 قتيلا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
- غزة: إسرائيل تفرج عن مسعف فلسطيني بعد نحو شهرين من مقتل 15 م ...
- وسائل إعلام سورية: مقتل رئيس بلدية صحنايا وابنه
- -المسيرة-: غارات أمريكية تستهدف مديرية خب الشعف بمحافظة الجو ...
- رد مصري على محاولة التلفزيون الإسرائيلي تشويه أهرامات الجيزة ...
- بريماكوف: سلطات ألمانيا تحاول بوقاحة منع ممثلي روسيا من المش ...
- مستشار بالكونغرس الأمريكي للمخادعين فوفان ولكزس: نسعى جاهدين ...
- ترامب يهنئ إسرائيل بعيد -الاستقلال- ويؤكد عمق الشراكة بين ال ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسيةُ (6)