أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله خليفة - العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء














المزيد.....

العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 11:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يستطع حزبُ البعث والحزبُ الشيوعي العراقي تكوين جبهة ديمقراطية تحولية كانت هي الجسر الموضوعي لنهضة العراق بعد المَلكية.
في رفضهما للتطور المَلكي الديمقراطي البطيء المتصاعد وتعبيرهما عن دكتاتوريتين تمثلان البرجوازية الصغيرة النخبوية ومغامراتها وصراعاتها، خلقا التآكل السياسي الاجتماعي الذي أزال نضالَ نصف قرن من التحديث الصعب في العراق.
كان التنافس وطرح نموذجين شموليين: دكتاتورية البلوريتاريا من جهة ودكتاتورية القومية العسكرية من جهة أخرى، مُهلكاً، وحتى في هذا التنافس لم يستطع واحدٌ من الحزبين تنفيذ برنامجه.
المراهقة والحدة والعنف والخيال السياسي الجامح تجمع كله ليعصف بالقشرة التحديثية التي كسحها النظامُ الشمولي بمغامراته العسكرية.
فئاتُ البرجوازية الصغيرة الحادة هنا قامت بالتباعد وخلق الهوة بين العمال والبرجوازية، بين القوى الشعبية المتعاونة لتأسيسِ نظامٍ ديمقراطي رأسمالي حر، فيه التعددية والنهوض بمختلف الطبقات، واستثمار التراكم الاقتصادي والثقافي للعراق، ولكن عصفت بها الإيديولوجيات الشمولية وأحلام القفزات السريعة فكانت العودة المجددة الواسعة للإقطاع وقواه المختلفة.
السياسة الأمريكية المعبرة عن اليمين المتطرف لم تقم بدرس وضعِ العراق وإعادتهِ إلى مضمون المَلكية الديمقراطية السابقة، فهي ترفضُ التطورَ العلماني المتصاعد، وتؤيد سيطرات القوى الدينية المتخلفة، وخلق فسيفساء سياسية تزول منه الأعمدةُ الوطنية المترابطة كالقوى العلمانية الديقراطية التوحيدية، والجيش، والأحزاب الوطنية الجماهيرية السابقة.
اليمين الأمريكي المتطرف هو ذاته ضد التطور العلماني الديمقراطي الشعبي في أمريكا نفسها، حيث يتطلب ذلك صعود قوى السلام والديقراطية واليسار لوضع حد لأزمة أمريكا الاقتصادية الاجتماعية المتصاعدة.
هو ذاتُهُ ذو سياسةِ مغامراتٍ حادة مكلفة، وهو نفسُهُ شكلٌ آخر للقاعدة، وظهور هذين الخصمين متصارعين موحدين هو نتاجُ عملياتٍ سياسية اجتماعية عالمية متداخلة، إنه مصلحةٌ مشتركةٌ بين قوى التطرف في العالمين الأمريكي والعربي.
تصعيدُ قوى اليمين الديني تعبيرٌ عن مرحلة انهيار سياسي فكري وخلق قفزات لسرقة الأموال النفطية، ولهذا فإن تصعيد القوى الشيعية والسنية المحافظة المعبرة عن أشكال الإقطاع المذهبي، في مرحلة الاحتلال عودةٌ أكبر الى الوراء، عودةٌ أوسع من الانهيارات الجمهورية السابقة إلى ما يشبه زمن تحللِ الامبراطورية العثمانية.
إن تلاقي الإمبريالية في أكثر أشكالها المغامرة مع الإقطاع الطائفي المتحلل، تعبيرٌ عن بلوغ الرأسمالية الأمريكية أزمةً عاصفة وتصدعاً عميقاً في مكانتها ودورها القيادي بين الرأسماليات الغربية، تقوم بالحفاظ عليه عبر المغامرات التي تدفق الأموال في المجمع الصناعي العسكري، وتريد تحريك الاقتصاد المأزوم عبر هذه الأساليب الفوضوية، ولهذا لا يمكن أن تُصعدَ القوى الليبرالية والديمقراطية والعلمانية لإنشاءِ مجتمع موحد، فهذا يتطلب سياسة عقلانية بعيدة المدى وصبورة، ويتناقض ذلك مع جذور اليمين الأمريكي المتطرف، ولهذا كان لا بد من التلاقي الأمريكي مع القوى التي طفحتْ أثناء إنهيار المجتمع العراقي الوطني التحديثي.
وهكذا دخل العراق في ثنائية الإقطاع الطائفي الفارسي والعربي، الذي يشدلا كلٌ منهما إلى جهة، وقد حاولا خلق ثنائية فسيفسائية لا تستند إلى هيكل سياسي فكري توحيدي. وكان النموذج الكردي غير ممكن في القسم العربي لكونه موحَّداً بشكل قومي عشائري ويتطلع الى الانفصال عن العراق العربي.
إن القوى النهضوية التحديثية العلمانية لا بد لها من مراجعة تاريخها الفكري السياسي الخاطئ ونقده وتصحيحه، ويظل تحالفها رغم التناقضات الطبقية بينها، هو جسر العراق للعودة مجدداً للعصر الحديث، لوضع حد لأشكال الإقطاع الطائفي المتخلفة، وتجاوزها في وثبة جديدة لا مجال لغيرها ولا بديل عنها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفلاسُ الليبرالية: فلسفياً
- إفلاسُ الليبراليةِ: توطئةٌ
- بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- العلمانيةُ منعٌ للصراعاتِ الدينية
- العمال وواجب النضال والتوحيد
- حوارٌ تاريخي وليس حواراً وقتياً
- دوستويفسكي: الروايةُ والاضطهادُ (3)
- النظرُ إلى جهةٍ واحدة
- متسلقو السياسة!
- الشارقة ترفعُ ثقافةَ الأطفالِ إلى الذروة
- يمينانِ في صدام
- سهولةُ الهجومِ على اليسار!
- دوستويفسكي روايةُ الاضطهادِ (2-2)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (1 -2)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسيةُ (6)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (5)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (4)
- وجهانِ لعملةٍ واحدة
- عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً
- لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله خليفة - العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء