أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله خليفة - الأدب الحديث والقومية














المزيد.....

الأدب الحديث والقومية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


لم تستطع إيران أن تستقر سياسياً واجتماعياً، وأن تتبلور قومياً، فالغزاة السلاجقة والمغول خاصة بعثروا شعبها وأقاليمها، وجاء حكام مغامرون وغزاة آخرون فجعلوا التطور السياسي العقلاني مستحيلاً.
فتغدو العودة إلى التماسك القومي خارقة، وقام الصفويون عملهم على أسس شديدة العنف وهدم تاريخ الشعوب الإيرانية المسلمة، وهذه الحدة مثلت طبيعة الوعي الديني اللاعقلاني المتطرف الذي يتصور إمكانية قيامه بفعل المعجزات، وسوف تتكرر بعض هذه الأعمال في الدولة القاجارية التي لم يكن مؤسسوها من أصل فارسي بل من أصل تركماني بدوي، واعتمدت نفس أسس العنف والمغامرة للأمراء الإقطاعيين القبليين المنفصلين عن الناس.
لهذا فليس غريباً أن يتوجه الأدب المهيمن في هذه المراحل للشعر الصوفي تعبيراً عن الترفع عن انحطاط المادة الأرضية الاجتماعية، منتجاً درراً في الحب الإلهي والحب البشري والحكمة.
وهذه السمة استمرت طويلاً ثم تدهور الشعر الصوفي المهيمن لنسخٍ دينية باهتة، وكان هذا الاستمرار الطويل للصوفية يعكس عدم قراءة الواقع واكتشاف مشكلاته، ويغدو الشعراء تابعين للأمراء والشاهات وعطاياهم. كما تشكل نثرٌ فيه بعض الواقعية والنقد لكنه محدود متقطع افتقد التراكم والتوسع.
عبّر العصرُ القاجاري عن غياب دولة وطنية، وتفاقمت التدخلاتُ الأجنبية الروسية والإنجليزية والتركية ففقدت إيران الاستقلال، ورغم التطورات الاقتصادية الطفيفة في هذه الحقب، فإن العسكر والإقطاعيين القبليين كانوا هم الذين يقررون المصيرَ السياسي بأشكال شمولية ساحقة، وهذا يوضح كم هي الأسس واهية لقيام الدولة الحديثة في إيران، بعدم وجود قوى اجتماعية متمدنة واسعة، فكان العسكر ورجال الدين الشيعة، الإقطاع السياسي والإقطاع الديني هما من يقرران مصيرها في القرن العشرين والواحد والعشرين.
وحين أنتجت الفئاتُ الوسطى والعمالية تيارات تحديثية عمدت إلى المغامرة، رغم أن جماعة الجبهة الوطنية مثلت بصيصَ الأمل لتجاوز عالم إيران المحافظ، لكن التسرع وطرح خطة سياسية لتأميم النفط أدى إلى هزيمة هذا الخط، فيما كان اليسار مغامراً بشكل آخر، لانتاج نظام شمولي تعجيلي على غرار روسيا.
فيما كان السكان يعيشون في عالم زراعي حِرفي متخلف، وواصلت الثقافةُ الدينية المحافظة اللاعقلانية هيمنتها على الجمهور، ولم يصبر التحديثيون لانتاج ثقافة تنويرية ديمقراطية وقراءة هذه التقليدية ونقدها.
ورغم تحديثية نظام الشاه الأب والابن لكنهما توجها بشكل حاد وفوقي إلى الحداثة، وعبر هيمنة عليا باذخة، مع غياب الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية لتغيير الشعب.
عدم ظهور تغيير تحديثي لحال الشعب الإيراني وبقائه في ظروف القرون الوسطى، جعل من الثقافة الدينية اللاعقلانية مسيطرةً عليه، معبرةً عن سيطرةِ المطلق الغيبي كلي الإرادة والمُفسر من قبل رجال الدين المتنفذين بحسب مشروعهم السياسي المهيمن.
تلاقت تلك الإراداتُ السياسية المتعددة المتناقضة في رفض مشروع الحداثة الديمقراطي المتصاعد المتدرج وهي تقوم على إرث العنف والمغامرة، بسبب غياب ذلك التراكم المدني في الدول السابقة وتناقضات خططها. فمثلت الدولة الدينية الراهنة نتاج هذا التاريخ وعبرت عن الارتداد للماضي، والاصطدام مع التحول التحديثي العالمي.
لكن تغدو السياسة المغامرة هنا افدح وأكثر خطراً وزجاً بشعوب عديدة، مما ستكون النتائج المستقبلية على الشعوب الإيرانية تتجاوز بكثير إخفافات الدولة الصفوية مع إدخال شعوب المنطقة إلى نفس السياق. نلاحظ في طروحات مرشحي الرئاسة مؤخراً هذه الخطوط المتناقضة من رفض فج مغامر للمذهبية أو من ليبرالية محدودة تابعة للدينيين أو من بقاء الخط المحافظ اللاعقلاني المتصادم مع الشعب والعالم، وهي فسيفساء معبرة عن غياب التحالف التحديثي الديمقراطي العقلاني، موجهة إيران إلى قفزة أخرى مجهولة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدبُ الفارسي القديمُ والقوميةُ(2-2)
- الأدبُ الفارسي القديم والقومية(1-2)
- انهيارُ العقلانيةِ في الثقافةِ البحرينية
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ (2-2)
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ
- معرضُ(إليكَ أيها العاملُ)
- البرجوازي الصغيرُ القائدُ الشرقي
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية
- مجنونانِ مسلحانِ في الشارع!
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد(6)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (5)
- إفلاسُ الليبراليةِ: هجومٌ عالمي
- نضال شعبي ضد الإرهاب ومن أجل الديمقراطية والسلام
- العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء
- إفلاسُ الليبرالية: فلسفياً
- إفلاسُ الليبراليةِ: توطئةٌ
- بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- العلمانيةُ منعٌ للصراعاتِ الدينية
- العمال وواجب النضال والتوحيد
- حوارٌ تاريخي وليس حواراً وقتياً


المزيد.....




- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله خليفة - الأدب الحديث والقومية